صنعاء ــ وكالات
مستغلة الجهود الدولية والأممية للتهدئة والمساعي المبذولة لعقد جولة مشاورات جديدة في السويد، واصلت ميليشيات الحوثي اقتحام المنشآت العامة والخاصة بمدينة الحديدة، وتحويلها إلى ثكنات ومواقع عسكرية،
ونقلت “اسكاي نيوز” عن مصادر ميدانية قولها: إن الحوثيين نصبوا مدافع في حي 22 مايو خلف مؤسسة كهرباء، وسط حالة هلع وخوف بين السكان، كما قاموا بحفر خنادق وإغلاق شارع الثلاثين بسواتر ترابية.
وأشارت المصادر إلى قيام الحوثيين بنقل عدد من المختطفين في الحديدة إلى سجون مجهولة.
وكان الحوثيون قد شنوا حملة اعتقالات واسعة، كما فخخوا مصانع ومنشآت حيوية منها ميناء الحديدة الاستراتيجي، بالإضافة إلى تخريب ونسف طرقات وتلغيم أحياء سكنية وقصف متواصل يستهدف الأحياء الآهلة بالسكان.
كما اقتحموا منازل وزير الزراعة، وعثمان مجلي، عضو الوفد المفاوض في الحكومة اليمنية مع المتمردين.
واعتبرت مصادر حكومية عملية الاقتحام رسالة واضحة من الحوثيين لرفضهم كل المساعي الرامية لعقد جولة جديدة من المشاورات السياسية برعاية الأمم المتحدة، على اعتبار أن مجلي عضو في وفد الحكومة المفاوض في جميع جولات المشاورات السياسية.
وفى السياق ذاته أقدمت الميليشيات على إقصاء نحو 800 من أساتذة وموظفي ومنتسبي جامعة صنعاء، كبرى الجامعات اليمنية.
وأكدت مصادر أكاديمية أن قيادة الميليشيات الحوثية في جامعة صنعاء أصدرت قراراً بتوقيف وفصل نحو 800 من أعضاء هيئة التدريس والأكاديميين وموظفي الجامعة، معظمهم ينتمون إلى حزب “المؤتمر الشعبي العام”، واستبدلتهم بعناصر موالية لها، متذرعةً بالغياب وانقطاعهم عن العمل رغم أن الكثير منهم يزاولون أعمالهم بشكل يومي.
وتاتي عملية الإقصاء ضمن مشروع “حوثنة مؤسسات الدولة وهيئاتها” التي تسيطر عليها الميليشيات الانقلابية، والذي يقضي بإقصاء أكثر من 30 ألف موظف حكومي أعلنته عنه الحكومة الانقلابية مؤخراً، وإحلال عناصرها بدلا عنهم بحجج وذرائع مختلفة.
وكانت ميليشيات الحوثي أصدرت قرارات تعيين عدد كبير من الأكاديميين بدرجات مختلفة من الموالين لها غير المؤهلين علمياً في جامعة صنعاء في شهر ديسمبر العام الماضي.
يذكر أن ميليشيا الحوثي كانت قد أنهت خدمة 30 أكاديمياً من أعضاء هيئة التدريس بجامعة ذمار تمهيداً لاستبدالهم بآخرين من الموالين لها، كما أصدرت قراراً في وقت سابق بحرمان 60 أكاديمياً من أعضاء هيئة التدريس بجامعة حجة من العمل.
في غضون ذلك أعلنت مصادر عسكرية استعادة قوات الشرعية المدعومة من التحالف مواقع جديدة من الحوثيين في مديريتي مقبنة وجبل حبشي غربي محافظة تعز خلال هجمات خاطفة تكبدت خلالها ميليشيات الحوثي خسائر كبيرة.
ودارت معارك أخرى في مناطق صعدة قتل خلالها العشرات من الحوثيين من ضمنهم قياديون ميدانيون.
وقال الجيش اليمني، في بيان إنه أطلق عملية عسكرية قبل ساعات، وأتاحت تحرير مثلث “عاهم” الاستراتيجي، الرابط بين مديريتي مستبأ وحرض من الجهة الجنوبية الشرقية، وبين عبس وحرض من جهة الجنوب.
وأضاف أن قوات الجيش نجحت أيضا في تحرير قرى مجاورة للمثلث وهي بني الهيج، والطين، والرد، والدريحية، فضلا عن شعب البز والشباتية، موضحا أن المعارك أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف عناصر مليشيا الحوثي، إلى جانب خسائر لحقت عتادهم العسكري.
وذكر البيان أن طيران التحالف استهدف طقما عسكريا تابعا للمليشيات الانقلابية بمحيط قرية الخمج في مديرية مستبأ، لافتا إلى تدمير عربة تابعة للحوثيين.
فيما حققت قوات الجيش اليمني تقدما نوعيا غربي محافظة تعز، عقب اختراق دفاعات الحوثيين التي كانت تتحصن داخل عدد من القرى والتلال الجبلية، غربي البلاد.
وسيطرت القوات في محور جبهة حمير على تلتي “الزوم” و”الشاهد” المطلتين على بلدة الكويحة، وقرية “الكوبب”، إضافة إلى جبل “ضراعة” المطل على بلدة “شبية”، إذ تخوض القوات معارك شرسة بهدف التقاء محاورها القتالية في جبل “عقاب” الاستراتيجي.
وتأتي التطورات العسكرية غربي تعز، بالتزامن مع استعدادات ضخمة تجريها قوات ألوية العمالقة، واللواء 35 مدرع، لإطلاق عملية عسكرية بغية تحرير بلدتي الكدحة والرحبة، وكذلك تحرير مدينة “البرح”، وفتح المنفذ الغربي لمدينة تعز.