كتب: عاطف عبداللطيف
تم إنشاء متحف الطائف للآثار والتراث بقصر شبرا التاريخي، وقد تم بناء القصر في حي شبرا بالطائف عام (1323هـ/1905م)، ويعتبر واحدا من أهم القصور التاريخية بمنطقة الحجاز لما شهده من أحداث وفعاليات ميزته عن غيره، كما يتميز بطراز معماري فريد جمع بين الطابعين الروماني والإسلامي، وفق عناصر العمارة التقليدية لمنطقة الحجاز، ويتكون القصر من طابق تحت سطح الأرض (قبو) تعلوه أربع طبقات إضافة لملاحق خارجية وحدائق، وقد كان القصر منذ إنشائه- على مدى تسعة عقود من الزمن- رمزا للحياة السياسية في المملكة، إلى أن تم تحويله إلى متحف إقليمي لمحافظة الطائف، وافتتح لاستقبال الزوار عام (1415هـ) الموافق 1995م.
والمتحف يحتوي على مجموعة من القاعات، وهي قاعة المدخل، والتي تعرض نبذة عن إنشاء القصر والمراحل التاريخية والسياسية التي شهدها القصر ومكتب الملك فيصل عندما كان القصر مقرا لمجلس الوزراء،
وقاعة عصور ما قبل الإسلام، والتي تبدأ من العصور الحجرية حتى العصر الجاهلي، ويتم عرض مجموعة من الأدوات الحجرية، والقطع الفخارية ولوحات من النقوش والكتابات الصخرية، بالإضافة إلى نصوص وصور تحكي عن فترات ما قبل الإسلام، والقاعة الإسلامية، والتي تتحدث عن بداية هجرة الرسول- صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة وعهد الخلفاء الراشدين والفترات الإسلامية المتتالية، بالإضافة إلى عرض مجموعة من القطع الآثارية المختلفة، ولوحات تتضمن نصوصًا وصورًا ومخططات تعود إلى هذه الفترة، وقاعة توحيد المملكة، والتي تتحدث عن بداية الدولة السعودية الأولى إلى عصرنا الحاضر، وذلك بعرض لوحات وصور عن فترات الدولة السعودية، بالإضافة إلى مجموعة مختارة من القطع التراثية من منطقة الطائف، وما اشتهرت به الطائف من صناعات؛ من أهمها: صناعة استخراج الورد الطائفي والأدوات المستخدمة في صناعته.
ثم يأتي مكتب الأمير سلطان بن عبد العزيز بالدور الثاني عندما كان القصر مقرا صيفيا لمكتب سموه، إضافة لمجموعة كبيرة من الصور التاريخية النادرة لمنطقة الحجاز ببهو الدور الثاني، وهناك السوق القديم (الخان)، والذي يصوّر أحد الأسواق القديمة (الخان) بمنطقة الطائف والحجاز بصفة عامة، ويشتمل على العديد من الدكاكين والمهن القديمة؛ مثل: العطار، والصائغ، والنحاس، والخياط، وغيرها، وذلك بأدواتها التراثية القديمة.