عواصم ــ وكالات
من المرتقب أن يقدم المبعوث الدولي إلى اليمن، مارتن غيريفيث، تقريراً إلى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين في لوكسمبورغ. يأتي ذلك فيما أكدت مصادر رسمية دعم الاتحاد لخطة المبعوث الدولي لإنهاء النزاع.
وفي اجتماع لوكسمبورغ، ينتظر أن يشدد الاتحاد الأوروبي على أولويات تجنب استهداف المدنيين في الحديدة، واستعجال عودة الأطراف المعنية إلى طاولة المفاوضات.
بدورها قالت مايا كوسيانشيتش، المتحدثة الأوروبية: “ندعو الأطراف كافة المعنية بالنزاع لاستئناف المفاوضات حيث نعتقد بأن لا وجود لحل عسكري للنزاع. ولا يمكن التوصل إلى حل الأزمة سوى من خلال أدوات المفاوضات تحت إشراف الأمم المتحدة”.
وكان المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية العقيد تركي المالكي، قد قال إن الخيارات أمام التحالف كثيرة، وقد تشمل عملية عسكرية خاطفة.
فيما لا تزال معركة الحديدة مستعرة في إطار عملية الساحل الغربي، حيث يقوم الجيش الوطني حالياً بعملية تمشيط واسعة على طول امتداد خط الشريط الساحلي الرابط بين المخا والخوخة من جهة، ومحافظة الحديدة من جهة أخرى، وذلك لتأمين طريق الإمداد للجيش الوطني الذي يخوض معارك ضد ميليشيات الحوثي في الحديدة، ولمنع أي محاولة تسلل للانقلابيين، فيما حذرت الحكومة اليمنية من أن بقاء ميناء الحديدة بيد الميليشيات “خطر على العالم”.
ونقلت “قناة العربية” عن مصادر ميدانية أن قوات الشرعية تخوض عملية تمشيط واسعة لتأمين خط الشريط الساحلي، خاصة في الطرقات التي حاولت الميليشيات التسلل إليها في منطقتي الفازة والجاح.
وكشفت المصادر ذاتها أن الجيش اليمني داهم الحوثيين الذين حاولوا قطع الطريق خلال اليومين الماضيين، للحيلولة دون إعاقتهم لوصول تعزيزات عسكرية لقوات الشرعية.
ياتي ذلك فيما قال وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، إن “بقاء ميناء الحديدة بأيدي ميليشيات الحوثي الانقلابية لتلقي السلاح والصواريخ من إيران من خلاله، خطر كبير على أمن واستقرار دول المنطقة جميعا ودول العالم”.
وأكد أنه لم يعد ممكنا التزام الصمت حيال تهديدات ميليشيات الحوثي للملاحة في منطقة باب المندب والبحر الأحمر.
وأوضح اليماني، أن حكومة بلاده و”بالتفاهم مع دول التحالف، وبعد استنفاد كافة السبل لإقناع الميليشيا الانقلابية، قرروا المضي قدماً في إنقاذ أبناء الحديدة”، وأشار إلى ما تمارسه ضدهم الميليشيا من جور وتعسف، وحجب المعونات عنهم ومصادرتها وبيعها في السوق السوداء لتمويل حربها ضد أبناء الشعب اليمني.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه من وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط بالخارجية البريطانية السيد أليستر بيرت، بحسب بيان نشرته وزارة الخارجية اليمنية على موقعها الرسمي، وأوضحت أنه جرى خلاله بحث أهمية استمرار وصول المعونات الإنسانية إلى الحديدة وكافة المناطق اليمنية وعدم عرقلة وصولها.
وأكد البيان، أن المعونات بدأت تصل بالفعل إلى الحديدة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والهلال الأحمر الإماراتي، وتوزع لمحتاجيها.
ونقل عن الوزيرين اليمني والبريطاني، تأكيد دعمهما لجهود المبعوث الأممي، في إيجاد حل سلمي لمسألة الحديدة، وأملهما في أن يتمكن من إقناع الميليشيات بتسليم المدينة والميناء سلميا دون تعريضهما للدمار وتهديد حياة المدنيين داخل المدينة.
يأتي ذلك، بعد تسريبات تحدثت عن أن ميليشيات الحوثي أبدت استعدادها لتسليم إدارة ميناء الحديدة إلى الأمم المتحدة، وهو ما تحدث عنه زعيم الميليشيات، عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير، وكذلك إشارات إيجابية تلقاها المبعوث الأممي بهذا الخصوص من الحوثيين، لكن التخوفات ما زالت قائمة، وفق مراقبين، بأن الميليشيات تستخدم ذلك للمراوغة السياسية وكسب الوقت، كما فعلت كل مرة عند اقتراب هزيمتها.
الى ذلك شنت القوات اليمنية المشتركة، بدعم من التحالف العربي، سلسلة عمليات نوعية على أكثر من محور في جبهة الحديدة، مكبدة بذلك الميليشيات مزيدا من الخسائر
وتمكنت القوات المشتركة، من التصدي لمحاولات تسلل يائسة لعناصر الحوثي في مطار الحديدة ومنطقة المجيلس وشرق مديرية حيس.
وأسفر التصدي الناجح عن مصرع عشرات الحوثيين، وأسر عدد كبير من عناصرهم، بينهم القيادي المدعو أبو جلال الريامي، في ضربات موجعة للمشروع الإنقلابي
وشنت أيضا قوات ألوية العمالقة عمليات نوعية في الطوق الجنوبي لمدينة الحديدة، حيث نجحت في قتل وأسر عناصر حوثية، فيما فرّ آخرون تاركين خلفهم أسلحتهم وعتادهم و قتلاهم.
كما نفذت القوات المشتركة هجمات مباغتة جنوب مديرية التحيتا، أنهكت قدرات الحوثيين ودمرت تعزيزاتهم التي وصلت مؤخرا قادمة من محافظتي إب وذمار.