تقرير – عبدالعزيز عركوك
تمكن الفريق الهلالي من تحقيق البطولة رقم 57 في تاريخه، والرابعة عشرة بالنسبة لبطولة الدوري على مستوى الفريق الأول لكرة القدم، وكانت البطولة الأخيرة التي حققها الزعيم قبل نهاية دوري جميل بجولتين، وتحديدا في لقاء الشباب، وتم تتويجه أمام النصر في الجولة الأخيرة يوم الخميس الماضي، والتي لاقت اهتماما كبيرا من قبل المهتمين بالشأن الهلالي، بعد أن شهد المستوى الفني للفريق في الموسم الماضي 2015م تراجعا كبيرا، ولكن العودة بشكل سريع، وملفت، والظهور بمظهر البطل دائما، ما تكون من سمات الزعيم؛
حيث استطاع لاعبوه من فرض سيطرتهم، وهيمنتهم في الموسم الحالي، بعد تحقيق لقب دوري جميل للمحترفين، وكذلك الوصول لنصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، وسيواجه التعاون، فيما أعلن الفريق تأهله كأول ناد، إلى دور الستة عشر في مسابقة دوري أبطال آسيا، إضافة إلى ذلك، فقد ضمن الفريق المشاركة في نهائي السوبر في النسخة القادمة،
والتي ستقام في أبوظبي الإماراتية، وكان الفريق الهلالي قد غادر مسابقة كأس ولي العهد أمام النصر، في نصف نهائي البطولة، وقد تغنت الجماهير الهلالية بهذا الانتصار، والإنجاز الكبير، والمستويات المقنعة، ولسان حالهم يقول: أينعت كل الكؤوس… وقطفها قول وفعل… كيف مانجيب الغنايم والزعامة للهلال…
والبيارق أزرق وأبيض.. وجه وجهك يالبطل… والسماء زرقاء ويخالطها بياضك يالهلال. وتنتظر الجماهير الزرقاء بعد تحقيق جميع الأمنيات والألقاب، أن يتحقق الحلم الوحيد في الحصول على الكأس القاري بنظامه الجديد منذ عام 2003م، بعد تغيير النظام، وتسميته بدوري أبطال آسيا. تنتظر وبفارغ الصبر، ومنذ 15 عاما، أن يبتسم لهم الحظ، ويتحقق حلم المشاركة العالمية .
(الإعداد)
كان الفريق الهلالي قد عاود تدريباته بعد نهاية الموسم السابق 2015م، في الثلاثين من شهر يونيو للعام الحالي 2016م، بعد الإجازة الصيفية التي تم منحها للاعبين؛ حيث أدى الفريق المرحلة الأولى من الاستعدادات في مدينة الرياض، تخللها تدريبات لياقية، بالإضافة لعمل الفحوصات الطبية للاعبين،
ومن ثم المغادرة لمعسكر النمسا، والذي لعب فيه الهلال خمس مواجهات. كانت أمام بيشوفسوفن النمساوي، ونادي بشتكاش التركي، ولخويا القطري، ورايزسبور التركي، وأودينيزي الإيطالي، قبل أن يخوض الفريق نهائي كأس السوبر، والذي جمع الهلال بالأهلي في لندن، وانتهى بفوز الأخير بركلات الترجيح.
(المفرج كلمة السر)
تواجد الإداري فهد المفرج للإشراف على الفريق الأول لكرة القدم، تعتبر من أهم العوامل، التي أسهمت في تتويج الهلال ببطولة الدوري، والمنافسة على لقب كأس الملك، فالفريق كان مؤهلا ومرشحا منذ أعوام، ولكنه دائما ما كان يفتقد للمنافسة في الأمتار الأخيرة، ولعل استمرار المفرج لأكثر من 3 مواسم ماضية، تمكن فيها من صناعة الفارق، والاقتراب من اللاعبين، ودعمهم نفسيا ومعنويا،
وتقريب وجهات النظر بين اللاعبين، والمدير الفني، وفي الوقت نفسه نجد الدور الكبير والحازم الذي يستخدمه المفرج مع اللاعبين، بما في ذلك التجاوزات التي صدرت من قبل اللاعب ناصر الشمراني، والتعامل أيضا مع العديد من المواقف بشكل احترافي، استطاع من خلاله المحافظة على الاستقرار الفني، والذهني لدى اللاعبين، بما في ذلك إخراجهم من أجواء الفرحة، والاحتفالات، للتفكير في دوري أبطال آسيا، ومسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين.
(ضربة معلم)
بعد انتهاء موسم 2015 م، والذي كان سيئا للغاية بحسب وجهة نظر الإدارة، وعلى الرغم من تحقيق لقب كأس ولي العهد، إلا أن الإدارة الهلالية، قررت تجهيز الفريق منذ وقت مبكر للموسم الحالي، بعد تعاقدها مع المدافع الأهلاوي السابق اللاعب الدولي أسامة هوساوي، بالإضافة للحارس الأهلاوي عبدالله المعيوف، وكذلك لاعب الشباب عبدالملك الخيبري، ونجم التعاون عبدالمجيد الرويلي، ولاعب القادسية ماجد النجراني، وعلى صعيد الأجانب فقد تم التعاقد مع اللاعب البرازيلي ليو بوناتيني،
وأيضا المهاجم البرازيلي تياجو الفيس، إلى جانب مواطنهما كارلوس إدواردو، الذي تم تجديد الثقة به، واستمراره لموسم قادم، وفي فترة الانتقالات الشتوية، أجرت الإدارة تغييرا بسيطا، بالتعاقد مع المحترف السوري عمر خربين، بعد إعارة المهاجم ناصر الشمراني للعين الإماراتي.
(تغيير الجهاز الفني)
أشرف على الفريق الهلالي في الموسم الحالي ثلاثة مدربين، من مدارس مختلفة؛ حيث بدأ الفريق موسمه مع المدرب الأوروجوياني جوستافو ماتوساس، والذي خسر نهائي كأس السوبر أمام الأهلي، ثم أشرف على الهلال في 4 مواجهات بدوري جميل للمحترفين، وعلى الرغم من تحقيق 9 نقاط بعد فوزه على الباطن والقادسية والتعاون، إلا أن المستويات لم تكن مقنعة للجماهير الزرقاء، والإدارة الهلالية؛ خاصة بعد الخسارة أمام الاتفاق في الرياض، ليتم بعد ذلك تكليف مدرب الفريق الأولمبي الروماني ماريوس سيبريا، والذي أشرف على مواجهتين في الدوري أمام الفيصلي والخليج، ويحقق العلامة الكاملة،
قبل حضور المدرب الأرجنتيني دامون دياز، الذي أشرف على 20 مباراة، تمكن خلالها من الفوز في 15 لقاء، والتعادل في 3 مواجهات، وتلقى خسارة وحيدة، أمام الاتحاد، واستطاع الهلال في الموسم الحالي، من الوصول للنقطة رقم 66، وتسجيل 63 هدفا، فيما استقبلت شباكه 16 هدفا، كأقوى الأندية دفاعا في الموسم.
(دوري بس)
على مدى 42 نسخة من مسابقة الدوري، بمختلف مسمياته، تمكن الهلال من الفوز بأربعة عشر لقبًا، في تاريخه، كانت في الأعوام الميلادية 1976، و1978، و1984، و1985 ، و1989، و1995، و1997، و2001، و2004، و2007، و2009، و2010، و2017 ، ويأتي النصر، والاتحاد في المرتبة الثانية برصيد 8 ألقاب، ثم الشباب 6 ألقاب، فالأهلي بـ 3 ألقاب، ويأتي خلفهم الاتفاق برصيد 2 دوري، وأخيرا الفتح بلقب وحيد.