ملامح صبح

كلمة حول النص..ملح الحياة

شعر: حمود الصهيبي
رؤية: محمد صلاح الحربي

في رأيي أن هناك مشتركات في الفن عموما، لكن الفن التشكيلي والفن الشعري تجمعهما دائما الصورة، والتي كلما كانت صورة فنية صارت أقرب إلى تحقق معنى الإبداع في اللوحة أو في القصيدة، وكما أن هناك ألوانا في الفن التشيكلي، وهناك ألوان في الفن الشعري وهناك ظِلال وأبعاد، هناك أيضا حركة في العمل التشيلي الإبداعي يراها الحس في القراءة الفنية، وهناك في المقابل حركة في النص الشعري الإبداعي يلمسه الحس أثناء القراءة الشعرية الجيدة، تلك القراءة لابد أنها تميز بين معنى العاطفي ومعنى الغزلي، وبالتالي تعرف الفرق بين القصيدة العاطفية والقصيدة الغزلية، وهو فرق لا يعرفه كثير من الشعراء أنفسهم ويخلطون بين العاطفي والغزلي، لكن العاطفي هو ما يركز على العلاقة الوجدانية، على الحب المجرد من علاقة الجسد، في حين أن الغزلي هو الذي يركز على الأوصاف الخارجية للمرأة في محاولة رسمها شعريا دون أن يكون لذلك علاقة وجدانية رحبة، بقدر ما يكون له علاقة في حب تملُّك ذلك الجسد، ومن هنا يمكن الدخول لهذا النص الذي يبدو تشكيليا شعريا، هو وصف خارجي لإمرأة جميلة وبذلك فهو غزلي وليس عاطفي، لكن الجميل فيه أن الشاعر منتبه للروح أو هي منتبهة له، فلم يُفقد حضورها في القصيدة، لذلك وجدت حرارة وحركة ولهفة بروحية تتابع ذلك الجسد، وهو يرسم من خلال الأبيات تباعا..هو نص غزلي لذيذ.

يوم أقبلت ماكنها إلا الشمس في وقت الشروق
كبّرت كيف الشمس بأنصاف الليال اشروقها

جتني تخطى صوت خطوتها مثل نبض العروق
وإشراقة الصبح إن تنفس تنبعث من موقها

من صوبها العطر المعتّق نسنس وصاح الخفوق
قلت إثبتي يالارض أنا فوقك وربي فوقها

الجادل اللي وصفها على مثايلها تفوق
الروح تطرب لا حكت والشهد من منطوقها

الزين طاغي والحلا والشعر في مثله يلوق
من يوم لا حت لي وانا اغني على طاروقها

وأنا عيوني تختلسها كنها عين السروق
لبيه يالبيه يا ملح الحياة وذوقها

رعبوبةٍ لا سلهمت تجرح وتبري كل عوق
والعين عين اللي على الصيده تتل سبوقها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *