جدة ــ البلاد
مع إشراقة كل يوما جديد، تتحرك آلة النظام القطري لقمع الحريات وتكميم الأفواه، حيث لم يسلم منها شاعر ولا ناشط ولا إعلامي ولا شيخ قبيلة، فالجميع في إمارة الرعب، معرض للاختطاف أو الاعتقال أو سحب الجنسية أو الملاحقة القانونية. في وقت لم تسلم فيه حتى المكالمات الهاتفية اذ تقوم الأجهزة الحكومية برصد الاتصالات الهاتفية وصفحات التواصل الاجتماعي، بأجهزة وصفها مراقبون بالأحدث تقنياً على مستوى العالم، تحدثت تقارير إعلامية عن غرس أجهزة تجسس في باحات وغرف الفنادق، لرصد تحركات ودردشات القطريين والأجانب، كما قامت أجهزة الأمن والاستخبارات بانتداب مخبرين من المقيمين يمثلون مختلف الجنسيات، للتجسس على أفراد جالياتهم المقيمة في البلاد.
قصة مأساوية:
ثمة انتهاك جديد رصدته سجلات حقوق الإنسان للنظام القطري، فكان الاستهداف هذه المرة لجندي افنى زهرة شبابه في خدمة الجيش القطري، فالجندي عبدالهادي صالح محمد العرق الغفراني انتهت حياته بالطرد من وطنه، بعد خدمة ٢٠ عاما في القطاع العسكري، ليحل محله مرتزقة استقدمهم “تنظيم الحمدين”. قصة مأساوية رواها نجل عبد الهادي بدأت بسحب جنسية والده حيث قال: “عاش والدي رجلا شجاعا مدافعا عن وطنه محبا لدولته قطر، نفّذ أوامرها، وشارك في جهود تحرير الكويت، وعاد إلى بلده مظفرا بالأوسمة والنياشين؛ نظير بسالته وشجاعته غير المستغربة”. وأضاف أن تنظيم الحمدين نفّذ أقسى العقوبات بحق والده، وطبّق مختلف عليه أصناف القهر والتعذيب؛ حيث لم يكن يعلم أهله عن مكانه شيئا، واستُدعِي من مقر التعذيب، وتم تخييره بين وطنه الذي أفنى عمره في خدمته بشرط أن يبقى في أقبية التعذيب السرية حتى الموت، أو الرحيل من غير جنسية.