جدة- هليل المزيني
قدم الكثير للشعر والشعراء من خلال رؤاه النيرة وأطروحاته المختلفة عبر عدد من المنابر الإعلامية منذ اكثر من عقدين ويقف خلف نجاح مهرجانات وأنشطة منطقته من خلال دوره الفعّال ومساهماته المشكورة.
تقلد العديد من الوظائف القيادية التي كان آخرها مساعدا لمدير التعليم بمنطقة القصيم ورئيسا لفرع جمعية الثقافة والفنون لأكثر من عام.
انه الناقد سليمان الفايز الذي حرصنا على استضافته في (ملامح صبح )وكان لي معه هذا اللقاء فإلي نصه..
*ماهي المغريات التي دفعت بك إلى ساحة الشعر وكيف تراها الآن مقارنة بما كانت عليه ؟..
**الشعر هو الشعر مهما تغيرت ساحته..القصيدة الجيدة قادرة على النفاذ والتواجد والحضور في أي ساحة..والاختلاف هو أن القصيدة في وقت مضى ارتبطت بالذاكرة والقول والاستماع (قصيدة صح لسانك)..ثم انتقلت بعد تأسيس الصفحات الشعبية إلى فضاءاتها..واصبح مايسمى ساحة مرتبطا ذهنيا بالورق وذاكرة الورق( قصيدة القراءة والتأمل والتفاعل الذهني)..ثم توسع المفهوم لتتمرد القصيدة على ساحتها.. وأصبح حضورها مرتبطا بالبحث الآني والتفاعل معها بصورة عنكبوتية وبدون سلطة مبرمجة.
دخولي للساحة من تلك النافذة..أماحين كانت الأبواب مفتوحة أومقفلة كنت أطرق الأبواب وأستاذن..وحين يؤذن لي كنت أقيم مستغلا عادة العربي في إكرام ضيفه.
*أين هي دراساتك النقدية التي تعودناها منك من خلال الصحافة الورقية ؟..ألم تجد في ماينشر من نصوص مايستفزك للكتابة عنه وهل وجدت فى الإعلام الجديد مايغنيك عن متابعتها والتواصل معها ؟..
** ذهبت مع الصحافة الورقية..وهي وإن كانت محاولات في فترتها لقراءة ثورة النص الجديد..ورصد ملامح المرحلة..والتشجيع على الجرأة في التجريب والاحتفاء بالنموذج المتميز وبناء معمار فني ينعتق عن الهيكل البنائي الشعبي القديم وينطلق منه..تلك المرحلة انتهت بالصيرورة الحادثة في الأفياء المفتوحة وغير المسيجة الآن والفضاء المفتوح على مصراعيه.
أعتقد أن الدور مختلف عن تلك المرحلة..نحتاج فعلا في تكريس النص المتميز وتواجده و( تلييكه)وحضوره أكثر من التعرض له بالقراءة النقدية.
*هل يعول على الإعلام الجديد في مسألة التوثيق أم أنه معرض للزوال كالمنتديات الشعبية التي لم تتمكن من الصمود في مواجهة ثورته؟..
** نفس السؤال..وهل سيصمد الشعر كجنس أدبي..بغض النظر عن وظيفته.. إن صمد فلن يعدم الوسيلة..وسائل الحفظ وحجمها في تنام وتوسع.. السحابة الإلكترونية أعتقد أنها قادرة على حمل كل آمال هارون الشعر بغض النظر عن جغرافيا متخيلة لاتعني للملكية الشعرية أي شيء.
* مامصير ماينشر في (تويتر) و(الفيس بوك) تحديدا وهل هناك مقارنة فيمايينه وبين ماينشر فى الصحف الورقية التي واكبت الإعلام الجديد من خلال مواقعها الإلكترونية وتعد مرجعا مهما للباحثين في تجليات الأدب ؟..
**أيا كانت الوسيلة منذ أن كانت ألواح الطين وحتى قبل ذلك..حتى وإن كنت منحازا للورق..أو مواقع الورق..فالباقيات للصالح من الشعر .. كما أشرت في معرض الإجابة السابقة..ثم هل المجهول يشكل هاجسا مرعبا كونه مجهولا..أم هو تطفل العقل وهيمنته حتى على المستقبل؟!.. ياصاحبي دعونا نعيش بانفتاحية أكثر..ولا نربط ذهنياتنا بحدود إما وإلا..هنا وهناك وفي الغيب مراغم كثيرة وأفياء رحيبة.
* كيف ترى الصحافة الشعبية ومامدى تأثرها بالإعلام الجديد في نظرك؟..
** الصحافة الشعبية الآن..هل هي كما كانت في التسعينات تهز الوجدان وتحرك العقل؟.
البعض يقول بأنها تغط في كسل فكري ولم تفق بعد من صدمة وجود شيء اسمه وسائل التواصل الاجتماعي..ولذا فهي على أحسن الأحوال تترنح ولم يبق بينها وبين السقوط وإعلان الهزيمة إلا كما بين رؤية الشيء ومعاينته!.
* كيف ترى من تنكروا لتجربتهم التي عبروا من خلالها إلى الرواية على جسر الشعر فأحرقوه وماتوقعاتك لمستقبل الشعر في ظل هذا الاهتمام المتنامي بالرواية من قبل الشعراء ؟..
**الفضاء مفتوح .. وليس هناك قدسية لجنس أدبي على حساب الآخر .. والتجريب في الأجناس حق مشرع للجميع..الشيء المرفوض هو التنكر والإقلال والنسف بمجرد التجريب في الجنس الآخر..والذين هاجروا منهم من يرنو إلى مدينة الشعر وينظر إليها كجوهرة تتلألأ في الأفق كلما ازداد ابتعادا عنها..أما الذين تنكروا وانسلخوا وصاروا في كل ريع يتحدثون عنها وكأنها وصمة عار يدسونها في التراب كلما نمت وترعرعت على السطح..هؤلاء تأكد بأنهم لا ينالون من كيان الشعر الشامخ بقدر ما ينفيهم هذا الكيان لأنهم لايستحقون أن يكونوا من المنتسبين له.
* أخيراً ماذا تقول لهولاء..
الدكتور حسن الهويمل، الدكتور مرزوق أبوتنباك وعواض العصيمي ؟..
** الدكتور حسن الهويمل أستاذي متذوق جيد للشعر الشعبي..احترم رأيه حول الشعر الشعبي في كونه وثيقة إدانة يجب تمزيقها..وأقول إن كان ثمة من يدان فهو العصر لا من رصد نبضه وشكل وجدانه وأحاسيسه بلهجته الشعبية الدارجة..
** د . مرزوق..أم تحسدون الناس..
الكفاءة يادكتور لاتعني الجغرافيا..
** عواض..الرواية تفخر بأنك شاعر.