جدة – البلاد الثقافية
اقامت رابطة الادب الاسلامي العالمية في مكتبها الاقليمي بالرياض ملتقاها الدوري للأدباء الشباب لشهر صفر 1431هـ، وقد اشرف على الملتقى الناقد الدكتور حسين علي محمد الاستاذ بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، وحضره عدد من الادباء والاعلاميين والمثقفين.
أسرار القصائد
بدأ الملتقى بقصيدة: (سرّ) للشاعر ابراهيم محمد العنزي، وهي قصيدة تنهض من حسّ المكان لتداعب عصافير الألق الشعري، وتميزت بصورها الجميلة الموغلة في دفء الغزل العذري، فيشدو لنا:
ما السر؟ قولي قد مللت قصائدي
فجميعها تهفو إلى عينيك
لا حرف فيها قد كتبت حبيبتي
إلا وكحل بالهوى رمشيك
الشعر عصفور أداعب ريشه
لكنه شوقاً يطير إليك
أما الشاعر جبران سحاري فيرتحل الى قريته (سحار) في جنوب المملكة في قصيدته: (انتظاري)، هكذا نراه يتوق الى هناك، مع نبض يتجدد الى ركب القافلة، وهكذا يمضي من رحيل الى رحيل رغم محاولة الاقامة مع الحبيب:
أقمت مع الحبيب بلا ارتحال
إلى تأكيده حجز انتظاري
فتذكرتي ولا تخفيض فيها
مع الإقلاع تقلع بالدمار
ألا فترفقوا بحبيب ركب
إلى (سحار) تاق بنبض حار
حديث الصمت
وتأتي قصة (حديث الصمت) للقاص محمود حسين عيسى لتشرق من خلال لغة راقية، وجماليات الحوار متكئة على خصوصية الحدث، ناهضة من الماضي الموجع، والذكريات الوجدانية المفعمة بالحب:
– يسمع حديثها
– تعاتبه
– يلومها
– لم تقدر مشاعري
يجيبها: غيرتك محرقة
– حبك ألهب مشاعري
ويلقي الكاتب المبدع يس عبدالوهاب مقالة ادبية من السيرة الذاتية بعنوان: (أوهام أمينة الجعفرية) وهي تتفتح من فضاء الريف وتتميز برشاقة العبارة، واسلوب القص، وبث عناصر التشويق، واستخدام تداخل الانواع الادبية بين المقالة والقصة!
(وتأتي الليالي المقمرة، وتتحول القرية الى تجمعات من الاطفال يعبثون ويلعبون، نتوارى من خلف جدران المنازل، ونتسلق اكوام السماد البلدي التي نتخيلها جبالاً شاهقة، لا نتوقف عن اللعب الا حين تعلن امينة الجعفرية بالتوقف، ووضع الجميع في دائرة هندسية متسعة).