مكة المكرمة – عبدالهادي المالكي
استعاد المكاويون الذكريات الجميله الماضية، والتي ذكرتهم بما كانوا عليه، وقارنوها بما هم فيه الآن من رغد العيش والنعمة، واتساع المدن في ظل حكومتنا الرشيدة – أعزها الله.
الحارة المكاوية – التي أقامها الشيخ عادل أمين حافظ بحي الزاهر بمكة المكرمة – شهدت اقبالا كبيرا للزوار من داخل مكة وخارجها، وأعادت الذاكرة إلى الوراء لهولاء المكيين الذين أبدوا اراءهم لـ “لبلاد”.
حيث قال الفنان والملحن جميل محمود: مهما قلنا من عبارات الشكر، فلن تكفي لمن قام بهذا العمل الذي يكاد يكون فرديا، وأتمنى أن يتظافر أهل مكة لكي يعيدوا هذا المهرجان مع الاستاذ عادل امين حافظ، فقد جسد لنا الطيبة والشهامة والمعرفة والأدب وحسن الجوار لبيت الله ولأهل بيت الله. هذه كلها دلتنا عليها الموجودات في الحارة، فنحن نعرفها ولكنها ظهرت للأجيال الجديدة لكي يتعرفوا عليها ويعرفوها عن كثب. وشكرا لجريدة البلاد على تغطيتها لهذا الحدث.
وقال عمدة الحارة المكاوية صالح الشريف: أنا من مواليد مكة، ومن المشاركين في هذه الحارة، وتشرفت- بفضل الله- ثم بفضل أمير منطقة مكة المكرمة ومستشار خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، الذي أعطانا وأعطى الشيخ عادل أمين هذه الفرصة الجميلة لإنشاء هذه المدينة التراثية التاريخية، داخل مهبط الوحي، مكة المكرمة، وإن شاء الله، أكون قدمت الشيء المفيد للزوار عن عمدة الحارة المكاوية في قديم الزمان، الذي لا يخفى عن الجميع الدور الكبير والعظيم الذي كان يؤديه عمداء الحارات في الماضي في خدمة الحي، ثم في خدمة زوار البيت الحرام.
لقد فاق النجاح جميع التوقعات، فعدد الزوار وتنوعهم كان كبيرا، وقد شهدت الحارة عدة زيارات رسمية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر زيارة 30 قنصلا ودبلوماسيا، وكذلك زيارة كبار مسؤولي مكة المكرمة، مثل مدير الشرطة ومدير الدفاع المدني ومدير البحث الجنائي ومدير الجوازات ومدير الدوريات، وغيرها الكثير من الزيارات لشخصيات معتبرة في المجتمع ووجودهم بيننا دليل قاطع على نجاح هذه التظاهرة التراثية.
ونحن نبعث من خلال هذه الحارة رسائل عدة، منها أننا ندحر كل فكر ضال على هذه الأرض، ونحن مع حكومتنا يداً واحدة ضد كل عابث يريد أن يعبث بهذا الأمن.. الرسالة الثانية كيف أن نكون قدوة من منطلق ما قاله أمير المنطقة حين قال: “كيف نكون قدوة وأخص بها أهل مكة”.. فواجبنا أن نكون قدوة للاسلام والمسلمين.
ونبعث رسالة لشبابنا وشاباتنا الصاعدين أن ينظروا من خلال هذه الحارة، كيف كان أباؤنا وأجدادنا ، وكيف كانت حياتهم في ذلك الزمن، وكيف بدأوا وإلى أي مدى وصلنا.. فالآن نحن من ضمن أقوى 20 دولة اقتصادياً. كذلك من الرسائل أن نصل بالجيل الصاعد الى الرؤية 2030 انطلاقاً من هذه الحارة.
وقال زكي حسن قبوري: قبل خمسين او ستين عاما كان اهل مكة يعيشون في حارات، تسمى الحارات المكية، وكلها قريبة من بعضها البعض.. حياتهم بسيطة، ويعيشون في بيوت متواضعة مكونة من غرفتين أو ثلاث غرف، منها غرفة نوم ومجلس رجال ومجلس نساء ومركب وبيت الماء، ولايوجد بها كهرباء فكانوا يعيشون على لمبة تضاء بالكيروسين وأوان منزلية متواضعة،
وكانت الأسواق تتكون من دكاكين بسيطة، مثل الجزار والحداد والخراز وبائع الفول وبائع اللبن الذي يتجول في الحارات وبائع الشربيت والمنجد صانع الوسادات، وغيرها فكان كل اهل مكة ومدن المملكة يعيشون في بساطة من العيش يسألون عن بعضهم البعض ويتفقدون احوال بعضهم، وكما شاهدنا في الحارة المكاوية في مكة المكرمة كل مكان قديم، حيث كانت نموذجا للماضي البعيد ،وقد شاهد الجيل الحاضر ماضي أبائهم وأجدادهم .
في النهاية.. أشكر كل من قام وساهم في إقامة هذه الحارة المكية النموذجية لماضينا؛ لكي تذكرنا بما كنا عليه، وما نحن فيه.. ولكي يتعلم الجيل الحاضر.. فلهم جزيل الشكر.