حنان العوفي
لا أعرف من قائل هذه العبارة ” ما أقبح الفقر وما أجمل الفقراء ” لكن ما أعرفه جيدا أنها بمثابة حبة المسكن التي تجعل الفقير يفرح بمدحٍ مطلق لا يخصه هو بالذات إنما تشبه الفتات الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ، هل هو صادق لا يكذب ، هل هو أمين لا يسرق؟ أو ربما يكون ناسكا متعبدا لا يرتكب أي نوع من أنواع المعاصي والذنوب ! أرى أن مشكلة الفقير الحقيقية ليست في فقره ، إنما في سارقي الأحلام، أولئك الذي يجعلونه سُلما ليصبح مع الأيام مروجًا بارعا لعبارات معلبة تماما مثل علبة السردين ” من سيربح المليون ” تخيل عبارة كهذا تلقيها في طريق فقير اقتنع أنه جميل فقط لأنه فقير هل يمكن أن تصبح غنيا أو أن تمتلك مبلغا ماليا يخرجك من دائرة الفقر فقط لأنك أجبت على أسئلة غبية أو أرسلت رسالة نصية بكلمة لا تعني معناها ؟! للأسف أننا أصبحنا جسورا بشرية ليعبر منا بشرٌ آخرون ، ليس فقط فيما يخص الغنى والفقر ، إنما فيما يخص حقوقنا الإنسانية ، ما أقبح الكذب وما أقبح أولئك الذين وافقوا عليه ، صدقوا أنه حلمهم وليس وهمًا صنع لهم فاعتنقوه.. يقول الشاعر أسير السوق:
“مختلط في عبرتي حبر الشقا ودم الجروح
ومستوي في نظرتي غرب الوجود ومطلعه”
الشقاء يلازم الفقراء في أوقاتٍ كثيرة وهو أمر يبدد ملامح الجمال دون أن يرى إن كان الجمال شكلا أو مضمونا ، وحتى لا نغالط الحقائق ولا نعمم في الأحكام قد يكون فقدًا أو فقرًا ، وليس بالضرورة أن يكون الفقر مالا قد يكون فقر قناعة.