جدة ــ وكالات
تحاول طهران تطويق الهزائم العسكرية والسياسية التي يتلقاها حلفاؤها الحوثيون في اليمن عبر افتعال تسريبات عن وجود قنوات للحل السياسي، فيبدو أن التطورات الميدانية على الأرض وإعلان الولايات المتحدة استراتيجية جديدة تبناها وزير الخارجية مايك بومبيو لمواجهة أنشطة إيران العدائية بالمنطقة، إضافة إلى توقيع حزمة من العقوبات الاقتصادية القاسية، سترغم ملالي طهران على الدخول في مناورات مع الدول الأوروبية حول قضايا إقليمية من بينها اليمن.
فقد أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقتشي أن بلاده بصدد الدخول في مفاوضات مع الأوروبيين حول القضايا الإقليمية، في الوقت الذي كانت ترفض طهران ربط التفاوض حول الاتفاق النووي بنفوذها ودعمها للمليشيات في اليمن وسوريا وغيرها.
وأكد عراقتشي في سياق مقابلة له مع التلفزيون الإيراني، أن إيران ستتفاوض في الشأن الإقليمي مع الدول الأوروبية حول اليمن بدعوي “الأسباب الإنسانية”، على حد زعمه.
وفي نبرة يائسة من مصير الاتفاق النووي بعد الانسحاب الأمريكي، قال نائب وزير الخارجية الإيراني إن طهران لن تبقي على تمسكها بالاتفاق حال وصول المفاوضات مع الأوروبيين إلى طريق مسدود، معلنا في الوقت نفسه وجود فريقين إيرانيين للتفاوض أحدهما مختص بالاتفاق النووي، والآخر بالشأن الإقليمي يترأسه حسين جابري أنصاري مساعد الخارجية للشؤون العربية والأفريقية.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أعلن في تصريحات، الجمعة الماضي، أن نظام الملالي يشكل تهديداً خطيراً على استقرار الشرق الأوسط، وبالتالي على الأمن القومي الأمريكي.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي عزم بلاده على مواجهة العبث الإيراني بمشاركة حلفائها في المنطقة.
ويرى متابعون للشأن اليمني أن تصريح عراقتشي يعكس رغبة إيران في المحافظة على الحد الأدنى من المكاسب للحوثيين بعدما أوحت إليهم في السابق بإفشال مختلف مراحل التفاوض في الكويت وجنيف، لافتين إلى أن إيران لا تنظر بارتياح إلى التغييرات على الأرض لفائدة قوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي بقيادة المملكة .
التفاوض السياسي الذي تريده إيران والحوثيون لم يعد ممكنا ليس فقط لكونه مناورة لربح الوقت، ولكن لأن الجبهة العسكرية المدعومة من التحالف أصبحت قوية وممسكة بغالبية الأراضي اليمنية.
ويشير هؤلاء المتابعون إلى أن الحذر الإيراني الأكبر يكمن في تخوف طهران من التقارب الذي تحققه السعودية مع الولايات المتحدة وبريطانيا، وتأثير ذلك ليس فقط على مجريات المعارك على الأرض، ولكن وأساسا على توقف الانتقادات التي كانت تغذيها لوبيات مقربة من طهران في الغرب تلعب ورقة حقوق الإنسان لتعطيل التقدم العسكري والسياسي في اليمن.