الأخيرة

صحفيون.. ولكن لا يجيدون الميدان

• اتوقف كثيرا امام عدد من الذين يعملون في الصحف بمهنة “صحفي” لكنهم ينظرون لهذا العمل بمنظار غريب وعجيب لا يتفق مع “المهنة” فتجدهم يعدون البحث عن اخبار واجراء لقاءات او كتابة تقارير مواد لا تتفق مع قيمتهم الصحفية كما يرونها وليس كما هي الحقيقة وعندما تقول لهم ان “الميدان” مدرسة العمل الصحفي لا يتجاوزه الصحفي مهما وصل لا يلقون لحديثك اي اهمية.. اكثر هؤلاء قضوا سنوات بعضهم له في العمل فترة طويلة لا يستطيع ان يكتب خبراً بدون اخطاء مهنية!!
وعندما تطالبه بعمل “تغطية” للكثير من الحفلات التي يحضرها تجده يتهرب وان كان في مركز قيادي في الصحيفة كلف بها احد المحررين وعندما يأتي المحرر بالمادة تجده “يشمر” ويضع العراقيل امام نشرها او يبحث عن اخطاء فيها بطريقته والمشكلة ان “ألسنة” هؤلاء في الحديث عن تاريخه وماضيه لا تتوقف وينسون ان التاريخ في العمل الصحفي واضح ومكشوف ويعرفه القارئ بل هو يعرفه ولكنه دائما ما يخترع قصصاً ومواقف له لا يعرفها الناس والذين عملوا معه.. احد هؤلاء اتمنى ان اجد له عملاً ميدانياً يظهر فيه براعته ومهنيته كما يقول لكنه لن يكون لانه اولا لا يجيد العمل وثانياً يشعر بالدونية ان هو نزل للميدان.. يريدون ان يكون الصحفي في مفهومهم مشرفاً سكرتيراً ومديراً ورئيساً هم يجدون انفسهم في هذه الوظائف لكن الصحافة هي الميدان وهي البحث عن خبر حتى لو كان من “عامل” النظافة اذا كان مما يصلح للنشر ولا مانع من نشر الصورة معه..
اعرف كثيراً من الزملاء بعضهم انتقلوا الى رحمة الله وبعضهم لازال على قيد الحياة قضوا اكثر من نصف قرن في الصحافة بل البعض وصل لمراكز قيادية متقدمة وكأنهم في مقتبل حياتهم وبعض هؤلاء اتجه لكتابة المقال الاجتماعي او السياسي او الرياضي ولازال يعد نفسه من اوائل الصحفيين بل يحظى من البعض بلقب “استاذ”!!
الصحافة يا سادة يا كرام تبدأ من الميدان وتنتهي منه.. اما صحافة “المكتب” فهذه وظيفة ادارية لا علاقة بها بالمهنة.
الصحافة ان لا تجد غضاضة في نقل اي خبر من الشارع واي قضية يعاني منها الناس وتنشرها للمسؤول.. الصحافة “عرق” الميدان تحت الشمس المحرقة اما صحافة المكيف والفاكس والايميل والفيس والواتس فهذه بضاعة “الخالدون في النوم” وهم كثر ابحثوا عنهم تعرفونهم بسيماهم في اقلامهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *