و لمّا رأيت الرقم فوق جدارها
و أيقنت أنَّ الهدم أصبح ساريا
بعثت إليكم بالبريد رسالتي
و أرفقتها شرحاً عن الدار وافيا
و أخليتها والعين تذرف دمعها
و الابن يصرخ والبنات بواكيا
فإن جاءت الآلات تهدم منزلي
وأصبح بنياني على الأرض هاويا
فلا ترفعوا ذاك الركام بقسوة
ستلقون قلبي تحته كان باقيا
فمَن لي بجار يشرح الصدر ذكره
و مَن لي بدار كان للخير دانيا
فإن كنت تبكي إن سمعت مصيبتي
فإني سأبقى طيلة العمر باكيا
سلامٌ على دار الرسول وأهلها
فقد صرت بعد القرب بالدار… نائيا
وهذا رد الشاعر عبدالله عقلان :
ايا صاحب الدار التي جاء ذكرها
بطيبة و الاشواق تهفو دوانيا
قرأت لك الابيات حين رسلتها
ففاضت دموع العين عبر القوافيا
فدارك يا هذا بوصفك جنة
و قلبك فيها رغم بعدك باقيا
الا ليت من قاموا بهذا ترفّقوا
و راعوا حنيناً في فؤادك خافيا
اما علموا انَّ القلوب منازل
و أعظمها ما كان لله صافيا
و ما علموا ان الجوار معادن
و جيرة خير الخلق اسمى الامانيا
ففي ذكره للنفس انس وراحة
و في قربه تغلو ديارا خواليا
فصلِّ و سلم يا الهي على النبي
محمد خير الخلق للناس هاديا
صلوا علي الحبيب