جدة- سليمان الزبيدي
خطف نجم الكرة القادم مؤمن زكريا ( الشهير بالجوكر) الأنظار في أول مشاركة مع فريقة الجديد الأهلي، بعد انتقاله من نادي الأهلي المصري، خلال الفترة الماضية؛ حيث سجل هدفين، ولا أحلى، ما دفع الجماهير الأهلاوية على تعليق الآمال العريضة عليه في المساهمة الفاعلة مع زملائه لحصد لقب الدوري لهذا الموسم. وأجمع الجميع أن البداية تبشر بأنه سيكون من أنجح الصفقات التي أبرمها الأهلي مؤخرا.
ويعتبِر اللّاعِب مُؤمِن زكريّا ظاهِرة نادِرة الحُدوث في الملاعِب المِصريّة، بعد أنّ تمكُن مِن خطف قلوب الجماهير المِصريّة بِصِفة عامّة ، وخاصّة الجماهير التّابِعة لِلأنديَة الشّعبيّة الكُبرى، على مدار تاريخ الكُرة المِصريّة مِمّا يُجعل مِن اُكثر اللّاعِبين شعبيّة في مِصر وسط الجماهير بيْن مشاعِر مُتضارِبة مِن محبّة وكُرِه له نتيجة لِترُكُّه ناديَهُم المُحبّب لِهُم.
مؤمن في سطور..
ما ذكرنا من قبل أن اللاعب الظاهرة مؤمن زكريا واحد من أكثر اللاعبين الذين يتمتعون بشعبية كبيرة في مصر؛ ما يدفع الجماهير للتعرف على اللاعب أكثر، خارج المستطيل الأخضر؛ حيث إن اللاعب من مواليد منطقة عين شمس التابعة لمدينة القاهرة. ولد الجوكر أو الحراق، كما يلقب في يوم 12 من شهر أبريل عام 1988 ،ومؤمن من اللاعبين المحافظين على أنفسهم، داخل وخارج الملعب.
من خِلال إنتِماء اللّاعِب الى مدينة القاهِرة تمُكِّنّ مِن التّقدُّم في اِختبارات النّادي الاهلي المِصريّ، وهو في عقدِه الأول مِن عُمرِه، ونجح في هذِه الااختبارات ، حيث تمِّكُنّ اللّاعِب مِن اللُّعب في قِطاع نّاشِئي الاهلي بِأعمارِه المُختلِفة؛ حتّى وصل الى فريق الشّباب بالأهلي في موْسِم 2004، وظلّ بِه حتّى موْسِم 2008.
إلا أن التّوْفيق لم يكُن بِجانِبِه لاختيارِه لِلوُصول للفريق الأول بالأهلي ، وبعد أن وُصِل اللّاعِب الى سِنّ الـ21 تُرِك بيْتُه الّذي تربى بِه، وانتقل الى صُفوف نادي الإنتاج الحربي في موْسِم2009، وظلّ بِه حتّى موْسِم 2011 ولُعِب خِلال هذِه الفترة 13 مُباراة رسميّة، سِجِلّ خِلالها 3 أهداف .
ونجح مؤمن زكريا بتألقه مع الإنتاج الحربي؛ ما لفت أنظار النادي المصري البورسعيدي الذي انتقل إلى صفوفه في موسم 2011، وظل به حتى موسم 2012 حيث يعتبر هذا الموسم هو البداية الحقيقية للاعب في عالم كرة القدم ؛ فعلى الرغم من مشواره القصير مع المصري الذي استمر لمدة موسم واحد فقط، لعب مؤمن خلاله 15 مباراة سجل، خلالها هدفين فقط.
إلا أنه قدم مستوى مميزا، وكاد اللاعب أن يستمر مع النادي البورسعيدى؛ لولا توقف بطولة الدوري المصري الممتاز في موسم 2012 بسبب حادث جماهير الأهلي في بورسعيد. ما أجبر اللاعب على الرحيل من صفوف المصري البورسعيدي إلى صفوف النادي البترولي إنبي.
وكان الفريق البترولي هو استمرار طبيعي لتألق اللاعب، فنجح في الحصول على مكان بالتشكيل الأساسي بالفريق البترولي، وشارك في 17 مباراة كانت جميعها مميزة؛ حيث تمكن اللاعب وقتها من الحصول على الكثير من العروض؛ نتيجة لمستواه الثابت والمميز الذي دام مع إنبي لمدة 17 مباراة، سجل خلالها 6 أهداف حيث ظل بإنبي من موسم 2012 جتى موسم 2015.
تُسبِّب بِتألُّقِه في اِشتِعال الصِّراع بيْن قُطبي الكُرة المِصريّة الأهلي والزّمالِك بعد ان انتقِل اللّاعِب إلى صُفوف فريق الزّمالِك في موْسِم 2012 حتّى موْسِم 2013 على سبيل الإعارة مِن فريق اإنبي ، وقدّم مُؤمِن خِلال هذا الموْسِم أداء مُميّزا، وأصبح ضِمن التّشكيل الأساسي لِلفارِس الأبيَضّ؛ حيْث لُعب مُؤمِن نحو 55 مُباراة رسميّة سِجِلّ خِلالها 12 هدفا.
ونتيجة لِهذا التّألُّق والأداء المُميّز تلقى اللّاعِب عرضا رسميّا مِن النّادي الأهلي لِلعوْدة إلى بيْتُه مِن جديد ، أما الزّمالِك فقد أراد شِراء اللّاعِب بِصورة نِهائيّة بعد اِنتِهاء الإعارة مِن الفريق البترولي إنبي ، هذِه الصّفقة شُهِدت جدلا واسِعا بيْن قُطبي الكُرة المِصريّة؛ حتّى فاز بِها النّادي الأهلي في النِّهايَة بعد أن حسمت رغبة اللّاعِب الاِنتِقال للأهلي بيْته الأول.
وفي بِدايَة موْسِم 2015 عاد مُؤمِن زكريّا مِن جديد إلى بيْتُه النّادي الأهلي المِصريّ ليَكتُب تاريخا جديدا في عالم كُرة القدم ؛ طريقا مليئا بِالنّجاحات والاِنتِصارات بِصورة كبيرة عمّا مضى؛ حيْث لُعب مُؤمِن- الّذي أصبح أحد أهم الأوراق الرّابِحة الّتي يعتمِد عليها الأهلي مُنذ اِنتِقالِه- 99 مُباراة، سِجِلّ خِلالها 34 هدفا ليَكون مُؤمِن اُحد هدافي المارِد الاأحمرّ على مدار الموْسِمين الماضيين ، وهى ما تظهرُه أجمُل صور مُؤمِن زكريّا.
ولكن رغم تألُّق اللاعِب على المُستوى المحلّيّ إلا أنه لم يكُن محظوظا على المُستوى الدّوْليّ؛ حيْث إنه لم ينضمّ إلى صُفوف المُنتخب المِصريّ الأول إلا بعد اِنضِمامِه إلى صُفوف فريق الزّمالِك. فتمت دعوته لأول مرّة لِصُفوف المُنتخب في موْسِم 2014 ، وظلّ ينضمّ له على مدار فترات مُتقطِّعِة، لعب خِلالها نحو 9 مُباريات رسميّة ، ووَدّيّة لم يُسجِّل خِلالها أي أهداف.