الأرشيف متابعات

ريادة على مستوى جامعات العالم

تظل الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة رائدة على مستوى جامعات العالم الإسلامي في مبادراتها وإسهاماتها وإنجازاتها، ولعل إقامتها لمؤتمر \"اللغة العربية ومواكبة العصر\" واحدة من هذه المبادرات المتميزة.
لقد حققت هذه الجامعة المباركة الريادة دون منازع في تأهيل أبناء المسلمين في العلوم الشرعية واللغة العربية، فلا يكاد بلد يخلو من خرّيجيها، وقد بارك الله في أعمالهم فأصبحوا رسل خير ودعاة حق يحملون الوفاء لهذا البلد الطيب أينما حلوا وفي أي مكان عملوا.
ولا غَرْوَ، فاهتمام الجامعة الاسلامية باللغة العربية إنما هو جزء من رسالتها في خدمة علوم الشريعة، لأن اللغة العربية وعاء هذه العلوم، ففيها سطّر العلماء إنجازاتهم، وبواسطتها تُفهم علوم الشريعة على الوجه الصحيح.
وحين تنبري كلية اللغة العربية في هذه الجامعة لعقد هذا المؤتمر، فإنها تستشعر خطورة وضع هذه اللغة في ظل مزاحمة كثير من المعوقات، ولعل أولى خطوات إعادة اللغة العربية لمجدها يبدأ من تشخيص المشكلة، ثم تحديد أسبابها انطلاقاً إلى وضع الحلول لذلك.
ولا شك أن استقطاب الجامعة للمهتمين باللغة والمختصين بها والمَعنيِّين بشؤونها لهو خطوة مباركة ليتحقق لهذه اللغة الشريفة مواكبتها للعصر، كيف لا؟ وهي تملك مقومات التميز والانتشار ومواكبة العصر، وسيُبدي المشاركون بمشيئة الله آراءهم في ذلك كله وسيتمخّض عن هذا المؤتمر توصيات ستسهم بعون الله في وضع الحلول الناجعة، لتتمكن اللغة العربية من التغلب على المشكلات، وتتبوأ المكانة اللائقة بها على المستوى العالمي، وهذا ليس ببعيد، إذا يسَّر الله ذلك ثم بذل أبناؤها ما يجب عليهم.
وأحسب أن الجامعة الإسلامية وهي تحشد طاقاتها وتبذل خبراتها في هذا المؤتمر فإنها تمدّ يدها لكل غيور على هذه اللغة وتتيح له فرصة إبداء الرأي والمشاركة في خدمة لغة القرآن، وتبني جسور التعاون بين المختصين بلغة القرآن لتعود هذه اللغة الشريفة لسابق مجدها بمشيئة الله.
وهاهي الجامعة الإسلامية وقد حققت ريادة التأهيل الشرعي واللغوي لأبناء المسلمين فإنها تسعى لتحقيق ريادة أخرى وفي العناية والاهتمام باللغة العربية لتواكب العصر، بل لتتفوق على نظيراتها من اللغات العالمية، وإن هذا الأمر ليُحمد لمسؤولي هذه الجامعة العريقة، وعلى رأسهم معالي مديرها الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلاء وبقية الزملاء في الجامعة عامة وفي كلية اللغة العربية خاصة، وكل هذا يحقق ما تصبو إليه قيادة المملكة العربية السعودية، وهي البلاد التي تعتز بأنها مهبط الوحي وموطن اللغة العربية.
وأسأل الله أن يكلل الجهود بالنجاح، وأن يوفّق الجميع لما يحبه ويرضاه.

عميد كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *