كتب – شاكر عبدالعزيز
في بيته المتواضع الذي يطل مباشرة على مستشفى الشرطة بحي العجوزة والقريب جداً من نيل مصر الخالد كانت تبدأ رحلته اليومية كما حكاها لي شخصياً في الساعة السابعة صباحاً .. مشياً على الاقدام من منزله الذي يقع في الدور الاول وتحته مباشرة (محل شهير للفول والطعمية) لدرجة انه قال لنا وهو يستقبلنا في منزله المتواضع وقبل حصوله على جائزة نوبل (زيت الطعمية) يكاد يعمي عيني لانه يتصاعد الى شقته التي تغلق باستمرار النوافد المفتوحة ناحية محل الفول والطعمية.. رحلة الاديب الكبير تبدأ في السابق وهو بكامل ملابسه الرسمية مروراً بالكورنيش على النيل من العجوزة الى حي الزمالك الراقي الشهير ويتوقف عند واحد من اشهر باعة الصحف والمجلات وينتقل منه الى (بولاق ابو العلا) الحي الشعبي العريق والجميع هنا يعرفون (نجيب بك محفوظ) وهو يحبهم ويتبادل معهم التحيات وبعض النكات احياناً (فهو صاحب نكتة ) ومن حي ابو العلا الى ميدان الاسعاف ويصل الى النهاية الى قهوة ريش ليجد في انتظاره مجموعة من اعز اصدقائه الحرافي ومنهم الفنان احمد مظهر والدكتور يحيى الرخاوي وشباب الادباء يوسف العقيد وجمال الغيطاني والشاعر امل دنقل ليشرب القهوة في ريتش ومنتها يتجه الى مكتبه في “جريدة الاهرام”.