متابعات

دمج الخدمات النفسية في المستشفيات وزيادة عدد الأسرة

مركز المعلومات – البلاد

قبل عام 1379هـ لم يكن لتلك الفئة التي تعاني من اضطرابات نفسية أو عقلية أية رعاية طبية متخصصة، بل كانت النظرة لهم كأي نظرة قوبلت بها تلك الفئة في أي بلد آخر من البلاد التي خطت خطوات واسعة نحو تقديم الخدمات المتخصصة لهم، فكانوا يحجزون في مكان مغلق ومقيدين، بهدف حماية المجتمع من خطرهم، كما وأنه بين الحين والآخر كانوا يلقون بعض الرعاية الطبية، وكان يطلق على هذا المكان: “المورستان”، وكان يشرف عليه رئيس مستخدمين يدعى السيد حسين وزوجته وكان أول الأمر في مكة المكرمة بمحلة أجياد، وكان له فرع في القباني بالمدعى، ثم نقل إلى الطائف بحي الحوية.

وفي عام 1379هـ استقدمت الوزارة ولأول مرة بها (إخصائي للأمراض النفسية) للإشراف على رعايتهم، وكانت تلك بداية العمل الحقيقي في مجال علاج الأمراض النفسية والعقلية، وحيث نقل المرضى إلى أحد المباني بحي قروة في مدينة الطائف ليلاقوا من الرعاية ما سمحت به الإمكانيات حينئذ.

وقد شهدت وزارة الصحة تطوراً منذ تأسيسها عام 1403هـ وأصبحت تشرف على شبكة عريضة ومتطورة من الخدمات النفسية تشمل 20 مستشفى ومجمعا للأمل والصحة النفسية بمختلف مناطق المملكة وبلغت سعتها السريرية أكثر من 4000 سرير ومتوقع أن تصل السعة السريرية إلى 6000 سرير عند اكتمال المشاريع الجاري تنفيذها، كما تحرص وزارة الصحة على دمج الخدمات الصحة النفسية ضمن الخدمات الصحية الأخرى حيث يتم حالياً تشغيل أكثر 90 عيادة نفسية ضمن مستشفيات الصحة العامة والتخصصية بالإضافة إلى أقسام الطب النفسي بالمدن الطبية،وتحرص الوزارة على استقطاب القوى العاملة القادرة على تشغيل هذه المنشآت حيث بلغ عدد الأطباء والعاملين في المستشفيات النفسية أكثر من 847 طبيباً وطبيبة وأكثر من 3000 ممرض وممرضة وما يزيد عن 1200 أخصائي اجتماعي و 642 أخصائي نفسي.

وفي عام 1382هـ أسس أول مستشفى للأمراض النفسية والعقلية في حي شهار بمدينة الطائف، واختير هذا الحي لما يمتاز به من مناخ طيب يعتبر أكثر ملاءمة بالنسبة للظروف الواجب تهيئتها لهؤلاء المرضى، ومدته الوزارة بالإمكانيات التي أتيحت لها من أطباء إخصائيين وأطباء عاميين وممرضين وممرضات وخدم، بجانب الجهاز الإداري اللازم، وسميت (مستشفى شهار للأمراض العقلية).

وعين الدكتور أسامة محمد الراضي في عام 1382هـ كأول طبيب سعودي مديرا لهذه المستشفى، وإخصائيا للأمراض النفسية، ومنذ أن تولى إدارته للمستشفى قام بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية بوضع مخطط متكامل لتطوير تلك الخدمات والوصول بها إلى المستوى المطلوب، وبدأ العمل الجاد على تنفيذ ذلك المخطط تحقيقا للهدف الذي وضع من أجله، ألا وهو تطوير الخدمات النفسية بالمملكة، متمثلة في المستشفى الذي يؤدي هذه الخدمات، ألا وهو (مستشفى شهار للأمراض العقلية)، واتبعت أحدث الطرق العلاجية سواء بالعقاقير أو العلاج بالصدمات الكهربائية، واستلزم الأمر دفعة للعمل على التطوير فكان استقدام الإخصائيين الاجتماعيين والباحثين النفسيين والمدربين المهنيين، خطوة أخرى لتأكيد علاجات جديدة كالعلاج بالعمل والترفيه والتأهيل المهني لتلك الفئة، لكي تتحسن حالتها وتعود لبيئتها الطبيعية عضوا عاملا بعيدا عن تلك النظرة التي كانت تنظر للمريض العقلي من قبل.

تطبيق أداء في 70 مستشفى و زيادة عدد الأسرّة النفسية
وقد كشف وكيل وزارة الصحة للخدمات العلاجية الدكتور طريف الأعمى مؤخرآ أن الصحة تسعى لتطوير المستشفيات النفسية وزيادة عدد الأسرة فيها والتعاون مع القطاع الخاص لتقديم الخدمة الطبية النفسية وعلاج الإدمان بكفاءة عالية وبتكامل.

وأوضح الدكتور طريف ونوه وكيل وزارة الصحة للخدمات العلاجية خلال رعايته اختتام ورشة متخصصة في برنامج أداء الصحة والتي نظمتها الوزارة وعقدت في مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض على مدى يومين، بما شهده القطاع الصحي النفسي من استفادة كبيرة من برنامج أداء الذي تم تطبيقه في 70 مستشفى على مستوى المملكة، بحيث ساهم في تطوير العمل في سرعة الكشف على المرضى وتقليص المواعيد ومعرفة المشاكل التي تواجه هذه المستشفيات، موضحًا أن النتائج لم تكن متوقعة وكانت أفضل من المأمول.

وشهدت ورشة عمل أداء الصحة حضور وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون المستشفيات الدكتور محمد العبد العالي، ومدير عام الصحة النفسية والاجتماعية بالوزارة الدكتور يوسف عبدالغني، ومساعد مدير عام صحة الرياض للخدمات العلاجية الدكتور سطام الشيحة، ومدير إدارة المستشفيات بصحة الرياض الدكتور عصام الغامدي، وعدد من مدراء مجمعات الأمل ومستشفيات الصحة النفسية بالمملكة والمسؤولين عن برامج أداء فيها، وتضمنت استعراض أبرز مشاريع التحسين في كل مستشفى.

وهدفت الورشة إلى التركيز على أهم مؤشرات الأداء للموجة الثانية مع التركيز على برامج التحسين والتي سوف تتضمن مشاريع تحسين لتقليل تكرار دخول المرضى، وتوضيح أداء القائمين على مشاريع أداء في الموجة القادمة، وكذلك تقصي المعلومات عن الخدمات المقدمة للمرضى النفسيين ومرضى الإدمان خارج المستشفيات مثل الطب المنزلي ومنزل منتصف الطريق لزيادة فعاليتها مستقبلًا، وكيفية الاستفادة منها لمنع الانتكاسة، إضافة إلى الاحتفال بنجاح الموجة الأولى من برنامج أداء للعام 2017م وإبراز المشاريع التي تمت فيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *