شاكر عبدالعزيز
** قدر لي والحمدلله ومن خلال إقامتي بالمملكة أن أؤدي فريضة الحج أكثر من مرة وفي مختلف السنوات سواء كانت سنوات الحج الشديد الحرارة او الحج في أيام البرد.. واسمحوا لي أن أسجل في هذه اليوميات بعض خواطري عن مواسم الحج..
** في الزمن البعيد كان أفضل الحجاج الذين يصلون إلى المملكة من ناحية الهندام والنظام والترتيب هو الحجاج الإيرانيون.. ثم الحجاج الماليزيون والحجاج الاندونيسيين حيث كانت هذه القوافل من الحجيج تأتي بلباس واحد وعلامات مميزة حتى شنط الحاج كانت موحدة وكنت تسعد وانت تنظر لهذه القوافل من الحجيج من الرجال أو النساء.
من أربعين سنة كانت ارجلنا تغوص في الذبائح التي تم ذبحها وإلقاؤها في ارض (منى) وكانت روائح هذه الذبائح تزكم الأنوف خاصة اذا استمرت الى يوم أو يومين أو اكثر.
وجاء مشروع المملكة للافادة من الهدي والاضاحي الذي بدأته المملكة واشرف عليه العالم الجليل الدكتور أحمد محمد علي رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية وحقق نجاحاً اسلامياً لم يسبق له مثيل حيث استطاع الأسلوب الجديد للأضحية بموجب سندات البنك للافراد والمجموعات ان يجذب مجموعات هائلة من الحجيج الذين استخدموا هذه السندات ونجح هذا المشروع لإيصال “لحوم الهدي والاضاحي” المجمدة للدول الإسلامية والأكثر احتياجاً وتم الاستفادة من المشروع.
في مواسم الحج الحارة جداً حققت المملكة نجاحاً ملحوظاً في ايجاد الأسرة الخاصة بضربات الشمس والتي ساهمت الى حد كبير من التقليل بعدد الوفيات الذين اصيبوا بضربات الشمس نتيجة الحرارة الشديدة ولقد شاهدت ذلك وانا اؤدي فريضة الحج بنفسي من الراحل الدكتور غازي القصيبي حين تولى مسؤولية وزارة الصحة.. كما ان علماء المسلمين في هذه السنوات الحارة جداً خففوا عن الحجاج بأن الرمي للجمرات مستمر حتى الساعة الثانية عشر ليلاً بدلاً من الرمي بعد الزوال في شدة الحرارة التي لا يتحملها كبار السن من الحجيج وحققت هذه الفتوى نتائج جيدة خلال موسم الحج الحارة.
بقي أن نقول ان نظام التفويج الحالي لرمي الجمرات حقق بعض النتائج الايجابية بحيث لا يتواجد كل اعداد الحجيج في وقت واحد (في منطقة الجمرات).
** ولكن في المقابل دعني اقول ان اسعار حملات الحج هي مبالغ فيها بشكل كبير والبعض يقول كلمات براقة ومعسولة في مستوى الخدمة المقدمة ويفاجئ حجاج الداخل بهذه المشاكل وهم جميعاً يحملون تصريح بالموافقة على اداء “فريضة الحج”.
إن الحافلات التي تنقلهم بين مدن المملكة ومكة المكرمة والمشاعر المقدسة ليست جديدة، وبعضها غير مكيف وتتعرض للاعطال في الطريق.. ان مستوى الخدمة المقدم على الطبيعة يقل كثيراً عما تم التعاقد عليه.. ان اشراف وزارة الحج على حملات حجاج الداخل يكاد يكون معدوماً او هو رمزي.. وان المخالفات لا ينظر اليها.
إن بعض الاخوة الوافدين من جنسيات مختلفة وبالذات من باكستان ومصر وبنجلاديش والسودان يصرون على اداء فريضة الحج (كل عام) وهم ينتظرون حتى اللحظات الاخيرة يوم الثامن من الحجة او التاسع ليحرموا بالحج ويصبح اعادتهم من الطريق شيء غير مرغوب فيه فهم يشكلون (قوة جديدة) تفترش طرقات (مكة المكرمة) والمشاعر المقدسة في منى وعرفات ومزدلفة لانهم في الافصل غير مرتبطين مع (حملات الحج الرسمية) وبالذات من يسكنون مكة المكرمة وضواحيها ويصبح تصحيح وضعها شيء مهم وعلى الله القصد والسبيل.