الأخيرة

خريجوا الجامعات يحاربون البطالة بـ” بسطات رمضان”

دخل العمل الحر يفوق القطاع الخاص 3 مرات و أكثر

قلة الوظائف والدخل والرغبة في الاعتماد على الذات ..الدافع للعمل الحر

جدة – صالح سالم
لا تتعجب وأنت تشتري وجبة أو مشروباً من البسطات الرمضانية في منطقة مكة المكرمة ، خاصة بمحافظة جدة ، من مظهر العامل النظيف المهندم وتعامله الراقي وإجادته للإنجليزية مثلاً ، إنه عامل بسطة ، لكنه يحمل شهادة عليا وربما من جامعة أمريكية أو أوروبية .إنه حال عدد من الشباب السعودي ، دفعته الظروف ، قلة الوظائف والدخل والرغبة في الاعتماد على الذات إلى العمل الحر ، بدلاً من الانضمام لطابور البطالة أو انتظار مساعدة الأهل .
البسطات الرمضانية ، تصور الطابع الحجازي، وتقدم الأكلات الشعبية والمشروبات ، مثل البليلة والكبدة والتقاطيع والبطاطس والمشروبات الرمضانية والحلويات الشعبية وغيرها ، يقف خلفها شباب سعودي طموح يسعى في كسب رزق يومه بالحلال دون الحاجة لسؤال أحد.
(البلاد) تجولت وتفقدت عدداً من البسطات المنتشرة في المناطق التجارية بجدة حيث تمثل جزءًا من ثقافة استقبال الشهر الكريم في الأحياء ، يرتادها الصغار والكبار، وتعتبر نوعاً من الاستثمار المالي البسيط الذي يستمر حتى آخر ساعة في ليلة العيد .
استثمار مفيد للوقت:
الشابان أنمار كلنتن وعبدالله باحمدان طالبان جامعيان ، يقفان خلف بسطة بيع البطاطس ، قالا إن استثمار الوقت بما هو مفيد لهما أفضل بكثير من البقاء في المنزل أو الحارة دون فائدة ، حيث يجدا في العمل بالبسطة المتعة والفائدة، وكذلك توفير المصروفات الشخصية.
وفي جانب آخر كان يقف طالب الحقوق بجامعة الملك عبدالعزيز عبدالرحمن الديني يعمل كذلك في إعداد البطاطس حيث قال:” إنني هنا للقضاء على أوقات الفراغ وزيادة دخلي للإنفاق على مصاريفي الشخصية دون الحاجة لأحد”.
خريج تقنية المعلومات من أمريكا:
ليس ببعيد عنه يقف خريج تقنية المعلومات حديثاً من الولايات المتحدة الأمريكية المهندس رعد الجهني ، والعاطل عن العمل ، ابدى استياءه الشديد من تعامل الشركات السعودية معه بعد تخرجه وقدومه للمملكة بشهادة قضى 5 سنوات من عمره للحصول عليها وقال :” أنا هنا بعدما ضاق بي الحال مع الشركات التي لا تقدر الخريجين ، سواء كانوا من الداخل أو من خارج المملكة.” وأضاف: ” قدمت على وظيفة في تخصصي لعدد كبير من شركات القطاع الخاص ، لم تتجاوب معي إلا شركتان براتب لايتجاوز الـ 4000 ريال، رغم أنه عرض علي فور تخرجي العمل بنفس الجامعة التي أدرس فيها بالولايات المتحدة الأمريكية براتب يتجاوز ـ9000 ريال كموظف مبتدئ ، إلا أنني فضلت العودة إلى وطني ، ولكني صعقت من تعامل الشركات مع الخريجين السعوديين هنا.” وأشار إلى أنه عاد للوطن إرضاء لوالدته ، واختتم محتجاً:” سأمهل نفسي 8 أشهر كأقصى حد للبقاء هنا أو العودة للعمل حيث كنت في أمريكا”.
حفيت قدماي في البحث عن عمل:
وفي جانب آخر وعمل آخر كان يقف خريج كلية الهندسة المدنية من جامعة الطائف يزيد الشاوش الذي قال :” أنا هنا منذ 3 سنوات أعمل في بيع الأحذية بعد تخرجي حيث واجهت صعوبات في الحصول على وظيفة في القطاع الخاص بما يضمن لي الاستقرار في العمل ، ولكن قررت أن أعمل حراً بعدما حفيت قدماي في البحث عن عمل مناسب ، فقررت البقاء في عملي هذا دون التفكير في تغييره حيث كثير من شركات القطاع الخاص تفضل العامل الأجنبي على السعودي لتدني راتبه مما يجعل الكثير من الخريجين دون عمل”.
دكتور أسنان .. وصاحب بسطة:
في الناحية المقابلة ، كان يقف دكتور طب الأسنان هتان بدرون الذي قال:” إن العمل لايعيبه شيء.” وأضاف أنه حالياً في مرحلة تخرج والجلوس في البيت لا يعود عليه بالفائدة ، فقرر الخروج للعمل خاصة في شهر رمضان حيث تعودت دائماً كل عام أن تكون لي بسطة خاصة بي، وأكد أنه سيتجه بعد التخرج للقطاع الخاص عندما يعجز عن الحصول على وظيفة في القطاع الحكومي رغم علمه أن الرواتب لن تكون كالتي يتمنى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *