متابعات

القدية .. أكبر مشروع ترفيهي وحضاري بالمملكة

جدة – البلاد

يدشن خـادم الحـرمـين الشـريـفين الـملك سـلمان بـن عـبد الـعزيـز آل سعود – حفظه الله – مشروع القدية ، بمشيئة الله ، اليوم السبت، غـرب العاصمة الرياض ، والذي سيكون أيقونة ترفيهية ثقافية رياضية عالمية، ويجعل المملكة رقما كبيرا على خارطة السياحة العالمية. فمع الرعاية الكريمة لانطلاق العمل، وحضور نخبة مـن كـبار الـمسؤولـين والمستثمرين من الداخل والخارج، ستكون المملكة على موعد مع قفزة حضارية في صناعة الترفيه العصري، الذي يعزز دور قطاع السياحة في تنويع مصادر الدخل الوطني، وتـحقيق الـعديـد مـن الـعوائـد الاقـتصاديـة الـمباشـرة وغـير الـمباشـرة، ودفـع عجـلة الـتنمية المسـتدامـة. ومن المقرر الانـتهاء مـن الـمرحـلة الأولـى مـنها فـي عام 2022.

مع الرعاية الكريمة، تنطلق أعـمال الـبنية الـتحتية للمشـروع ، ليسابق صـندوق الاسـتثمارات الـعامـة الزمن في ترجمة تطلعات خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ، وسـعيها الـدؤوب لـتطويـر الـمشاريـع الـعملاقـة، الـتي مـن شـأنـها أن تـساهـم وبـشكل فـاعـل؛ لـما فـيه خـير الوطن والمواطن وفق القطاعات التي حددتها رؤية المملكة 2030″؛ حيث يغير هذا المشروع الترفيهي المتكامل بإمكاناته غير المسبوقة وتصميماته الفريدة طبيعة الاستثمار في قطاع الترفيه، باعتباره واحداً من أكثر المشاريع العالمية المتخصصة قدرة على جذب الاستثمارات المتخصصة في المشروع، الذي سيقود قطاع الترفيه في المملكة ، وأيضا جذب الزوّار.

معالم المشروع

خلال الإعلان عن مشروع مدينة “القدية”، قال سمو ولي العهد: إن هذه المدينة ستصبح، بإذن الله، معلماً حضارياً بارزاً ومركزاً مهماً لتلبية رغبات واحتياجات جيل المستقبل الترفيهية والثقافية والاجتماعية في المملكة، وأن هذا المشروع الرائد والأكثر طموحاً في المملكة يأتي ضمن الخطط الهادفة إلى دعم “رؤية المملكة العربية السعودية 2030” بابتكار استثمارات نوعية ومتميّزة داخل المملكة تصب في خدمة الوطن والمواطن، وتسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني، ودفع مسيرة الاقتصاد السعودي، وإيجاد المزيد من الفرص الوظيفية للشباب ، مؤكدا سموه أن مشروع القدية يعد أكبر مدينة ترفيهية في العالم بمساحة 334 كم2، وحجم إنشاءات ضخم، متفوقة على أكبر وأشهر مدن العالم الترفيهية، وبمساحة أكبر 3 مرات من نظرائها عالمياً؛ إذ تأتي مدينة “ديزني لاند” في ولاية فلوريدا بمساحة 110 كم2، ثم تجيء بعدها مدينة “6 فلاجز” في ولاية تكساس بمساحة تبلغ 2 كم2، وتليها مدينة “ديزني لاند” في باريس بمساحة 1.94 كم2، ثم منتجع ديزني لاند في هونج كونج بامتداد 1.3 كم2.

يشمل المشروع أربع مجموعات رئيسة هي، الترفيه، رياضة السيارات، الرياضة، والإسكان والضيافة، حيث يوفر المشروع بيئات مثالية ومتنوعة، وتشمل النشاطات مغامرات مائية ومغامرات في الهواء الطَّلق وتجربة برية ممتعة، بالإضافة إلى رياضة السيارات لمحبي رياضة سيارات الأوتودروم والسرعة، وذلك بإقامة فعاليات ممتعة للسيارات طوال العام.

كما ستنظم مسابقات رياضية شيقة وألعاب الواقع الافتراضي بتقنية الهولوجرام ثلاثي الأبعاد، إلى جانب سلسلة من أرقى البنايات المعمارية والفنادق بأفضل المعايير والمواصفات العالمية الراقية، وبإطلالة ساحرة، وتصميم أنيق؛ لتوفير المزيد من الراحة والانسجام للزوار.

وسيسمح تواجد هذه الوجهة الترفيهية السياحية بالقرب من أكبر مدينة سعودية من حيث التعداد السكاني، استهداف 8 ملايين نسمة من الزوار ضمن محيط منطقة الرياض، وحوالي 45 مليون نسمة من منطقة الخليج العربي، وبحسب محللين فإنه من المتوقع أن يسهم المشروع في توفير 50 ألف وظيفة على الأقل، ما يسهم في خفض معدلات البطالة.

الأهمية الاقتصادية

يتضمن المشروع إنشاء أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية من نوعها على مستوى العالم، ويعكس في ذلك أهداف المرحلة المقبلة، لتعزيز الجوانب الاقتصادية والتنموية ، وإيجاد مصادر جديدة للدخل، حيث يكشف المشروع عن خطط صندوق الاستثمارات العامة للتوسع في المشاريع المحلية ذات الجدوى الاقتصادية والاجتماعية العالية، وتدر دخلاً كبيراً على الخزينة العامة، إلى جانب توفير عدد كبير من الوظائف الشاغرة للمواطن.

ويتميز مشروع القدية بمزايا عديدة تجعل منه قيمة تنموية واقتصادية كبيرة، من حيث قدرته على استيعاب حاجة المجتمع السعودي إلى ترفيه متطور وشامل بأبعاده السياحية الترفيهية والرياضية والثقافية ، ومن ثم الجاذبية العالية لشرائح واسعة من الشباب والعائلات ، خاصة وأن ثـلثي المواطنين السعوديين دون سـن الـ 35 عـاما . وهذا يعني الجانب الاقتصادي المباشر من حيث توفير حوالي 30 مليار دولار، ينفقها السعوديون على السياحة والترفيه في الخارج كل عام ، وهو حجم إنفاق ضخم سيستفيد منه الاقتصاد السعودي بتدويره داخل المملكة ليصب في شرايين الاقتصاد والتنمية.

كما ستحقق الاستثمارات الضخمة في مشاريع الترفيه الكثير من فرص العمل للشباب من الجنسين واكتساب خبرات كبيرة متخصصة في المجالات ذات العلاقة ، وهو ما أشار إليه الـرئـيس الـتنفيذي للمشروع مـايـكل رينينجـر، بقوله: “نـحن فـي الـقديـة سـعداء بـأن نـكون مـن الـمساهـمين الـرئيسـيين فـي دعـم عجـلة الـتنمية الاقـتصاديـة فـي الـمملكة وجـذب الاسـتثمارات، والـتي لا تـقتصر عـلى قـطاع الـترفـيه فحسـب، بـل تـتعداهـا لـتشمل الـمشروعات الـتي سـتعمل عـلى تـطويـر الإمـكانـات والـقدرات الـخاصـة بـالشـباب الـسعودي، وتـمكينهم مـن تـنمية مـهاراتـهم الـريـاضـية والـفنية والـثقافـية، وذلـك مـن خـلال تـطويـع أحـدث الـبرامـج والـممارسـات العالمية المتخصصة؛ بما يتناسب مع معطيات الإرث الحضاري الغني للمملكة”.
شراكات محلية وعالمية

شهدت التجهيزات والإعداد لمشروع القدية الترفيهي خطوات مبكرة وطموحة، حيث وقع صندوق الاستثمارات العامة اتفاقية لتطوير وتصميم متنزه مع شركة عالمية رائدة في المتنزهات الترفيهية، يحمل علامتها التجارية، ويعد جزءاً آخر من تطوير قطاع الترفيه الذي سيساعد في خلق فرص العمل وفتح الأبواب أمام المواطنين. وعن ذلك قال نائب رئيس الشركة المستثمرة “ديفيد مكيليبس:” إن الاتفاقية تمثل فرصة فريدة لمواصلة نمونا العالمي القوي، ونرى سوق المملكة العربية السعودية فرصة مميزة لنا، ونتطلع إلى التعاون مع صندوق الاستثمارات العامة لإنشاء وجهة ترفيهية من المستوى العالمي متاحة أمام فئة شباب المملكة ومجتمعها الحيوي.

وهكذا يوضح مشروع “القدية” بجلاء، توجهات صندوق الاستثمارات العامة، وخططه في التوسع محلياً وعالمياً، بتأسيس مشاريع ذات جدوى اقتصادية واجتماعية عالية.وسيكون للقطاع الخاص دوره في تعزيز هذه الاستثمارات، عبر دراسة المشاريع المناسبة له، واتخاذ القرار بضخ الأموال في المشروع الجديد.

أرقام سياحية

تسجل إحصاءات السياحة الخارجية للمواطنين السعوديين ضخامة حجم الأموال التي ينفقونها سنويا، فقد سجل الموسم السياحي 2015 ما يعادل 96.2 مليار ريال، بزيادة 26.9 مليار ريال (39 %) عن العام 2014، البالغ نحو 69.3 مليار ريال، وينتظر أن تصل قيمة ما أنفقه المواطنون في العام الماضي (2016) رسمياً ما قيمته 100 مليار ريال، بحسب تقدير مركز “ماس” التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ، متوقعا أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي في المملكة من قطاع السياحة في عام 2020 إلى 118.8 مليار ريال، وأن يبلغ عدد الوظائف المباشرة في قطاع السياحة ما يقارب 1206 وظائف. أيضا بلغ حجم مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة نحو 80.1 مليار ريال عام 2015 بنسبة 2.9 %، فيما تعادل مساهمة قطاع السياحة 5 في المائة من القطاع غير النفطي، ومن المنتظر أن تتبدل هذه الإحصاءات، مع إنشاء مشروع مدينة “القدية” على أحدث المواصفات والمزايا السياحية بمعايير المدن الترفيهية والرياضية في دول العالم الأول.

وترى رؤية 2030 أن المملكة لديها قطاعات اقتصادية مهمة، تمثل مصادر دخل جديدة وكبيرة، ولكنها غير مستغلة بما فيه الكفاية، ومن أهم هذه القطاعات، القطاع السياحي.

وما يطمئن على مستقبل التنمية والطموح الاقتصادي أن الرؤية أكدت على تحقيق الأهداف في إحداث تغيير شامل لاقتصاد المملكة بأبعاده الاجتماعية، التي تستهدف المزيد من الارتقاء بمعيشة المواطن. وفي نفس الوقت لم تغفل الرؤية أن تحدد وبدقة الخطوات والأهداف التي ستنفذها على أرض الواقع، ووضعت الرؤية جدولاً زمنياً للكثير من تلك الأهداف. وسيكون للقطاع الخاص دوره في تعزيز هذه الاستثمارات، عبر دراسة المشاريع المناسبة له، واتخاذ القرار بضخ الأموال في المشروع الجديد.

وهكذا تدخل المملكة عصرا جديدا عبر مشروع القدية، وماسيتبعه من مشروعات حضارية ذات قيمة اقتصادية هائلة ، تسهم في خطط التحول للاقتصاد الوطني، وتحقق أهداف رؤية 2030 بكل طموحاتها وبصماتها التنموية للوطن والمواطن في هذا العهد الزاهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *