حيدرإدريس عبد الحميد
والشمس ترسل أشعتها في نهار يوم من أيام العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك كنت وصديقي نتنقل من مكان إلى آخر في شارع فلسطين في جدة لشراء هواتف نقالة لأعزاء ينتظرون قدومنا إلى السودان في عيد الفطر المبارك.عندما أذن لصلاة العصر كنا قد اشترينا خمسة جوالات وضعناها في شنطة السيارة وتوجهنا لأقرب مسجد لأداء الصلاة والعودة لشراء المزيد ولكن عند عودتنا كانت المفاجأة المذهلة عندما اتجه صديقي إلى السيارة ليجد أن الجوالات قد اختفت بفواتيرها بلمسة لص محترف.طغى علي شعور بالعجز وتصاعد الغضب في نفسي كيف أحل هذا الإنسان لنفسه أن يسرق جهد الآخرين بهذه البساطة المستفزة دون أن يفكر في ما سيؤول إليهم حالهم.
حمدنا الله سبحانه وتعالى على أن جاءت مصيبتنا في بعض مالنا وتصبرنا وإن كان الصبر عند الصدمة الأولى كما قال نبينا الكريم ولكن تفكيري امتد إلى آخرين قد يكونون في أشد الحاجة إلى ما سرق منهم.
وهنا تذكرت عندما كنت في مدينة الأبيض ثم من بعدها في الخرطوم كيف أن الناس عندما يقبضون على نشال في الأسواق يكونون في قمة الانفعال وبعضهم يصيح (الحرامي ياهو.. ياهو..ياهو ) ليتجمع المزيد من الناس وليتلقى الحرامي الصفعات والضرب من هنا وهناك وفي حالات السرقة من المنازل قد يصل الأمر إلى أن يفقد اللص حياته قبل وصول الشرطة.
هذا ما يفعله اللص في النفوس وما يثيره من مشاعر العنف بأفعاله الخسيسة ولذلك فإن الشرع الحكيم كفل له مقاضاة عادلة وأوقع عقوبة تتناسب مع جريمته حتى لا يمد يده الآثمة مرة أخرى ليسرق ممتلكات الآخرين، وفتح له أبواب التوبة ولو ترك حاله للناس لكان العقاب أشد وأوجع بل إن بعضهم كان يستنجد بالشرطة لتحميه من بطش الجمهور الغاضب.