الموصل ــ وكالات
يعود جامع النوري إلى اذهان العراقيين مرة اخرى بعد أن بدأت القوات العراقية الأحد اقتحام البلدة القديمة في الموصل، آخر جيوب داعش في الجانب الأيمن من المدينة.
وأشار محللون مرارا إلى أن المدينة القديمة ستكون المرحلة الأصعب من العملية، نظرا إلى شوارع البلدة القديمة الضيقة ومنازلها المتلاصقة.ولجامع النوري أهمية كبيرة في حسم وجود داعش في العراق، فقد شهد الظهور الوحيد لزعيم التنظيم أبوبكر البغدادي في يوليو 2014.
ويتوقع قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق عبد الغني الأسدي في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية حسم المعركة قبل عيد الفطر، المرتقب في 25 أو 26 من الشهر الحالي، قبل أن يستدرك قائلا” أعتقد أن الأمر سيأخذ وقتا أطول”.
ووصف الأسدي المعركة الحالية بـ”الحلقة الأخيرة من مسلسل داعش”.
وتظهر الخرائط جامع النوري في قلب البلدة القديمة، ما يعني أن القوات العراقية تحتاج إلى خطط محكمة للوصول إليه تجنبا لسقوط ضحايا في صفوف المدنيين الذين اتخذهم التنظيم دورعا بشرية حسب الأنباء الواردة من المدينة.
ويعود تاريخ بناء جامع النوري الكبير إلى القرن السادس الهجري، أي قبل نحو تسعة قرون، وهو ثاني جامع يُبنى في الموصل بعد الجامع الأموي.
وبنى نور الدين زنكي المسجد عام 1172 ميلادية، بعد سيطرته على الموصل، حيث شيده استجابة لحاجة المسلمين إلى مسجد جديد.وتعرض الجامع للإهمال على مر العصور، لكنه خضع لعمليات ترميم ضرورية للحفاظ عليه.
وتعتبر منارة الحدباء الجزء الوحيد المتبقي من جامع النوري القديم.
وحاول داعش تدمير المنارة، لكن العراقيين وقفوا ضد هذه المحاولة وشكلوا سلسلة بشرية لحماية هذا الموقع ما دفع داعش إلى التراجع.
وتنتقل القوات العراقية حاليا داخل الموصل القديمة من منزل إلى منزل في محيط جامع النوري. ومن المتوقع أن تسيطر على الجامع في أي لحظة.