فيصل سجد
• من أسوأ الأمور التي تواجه الإنسان هو اختطاف عقله وتقييد فكرته وحركته وسرقته وتكبيله وسجنه سجنا افتراضيا لا حقيقيا، وربما السجن الحقيقي أرحم لأنها فترة زمنية ويعود لوعيه ورشده.
• لكن عندما يتم الحكم عليك بسجنك سجنا افتراضيا لا تقول إلا ما نقول ولا تفعل إلا ما نفعل فهذا والله من أعظم المعيقات والموبقات في الحياة والحرية.
• أحاول في هذه المقدمة أن أدخل في لب موضوع “داعش” الذي شغل القاصي قبل الداني وأشعل النار على هيئة غضب وشجب واستنكار.
• وعلى إثر أعمالها البعيدة كل البعد عن القيم الإنسانية والمبادئ الإسلامية التي تربينا عليها منذ ان جئنا في هذه الدنيا فقرأنا الحديث: كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه… إلى آخر الحديث.
• لكن الدولة الإسلامية في العراق والشام داسوا تلك المفاهيم وحرفوا التعاريف فأوجدوا لهم دينًا وديانة أخرى غير الإسلام، فتم إدراجهم على لائحة الإرهاب وتكفيرهم والتحذير من مسالكهم الغريبة الأطوار والتي لا تقرها الأديان السماوية.
• شاهدنا صورًا مؤسفة لرؤوس منفصلة عن الأجساد وقرأنا بيانات الدولة المزعومة وقوانينهم الباطلة ونواياهم الشريرة وتحركاتهم في سوريا والعراق.
• حقيقة لا أحد يملك تفاصيل عن هذا المسمى “داعش” لكن الذي نعرفه أنهم سوف يُلاحقوا دوليا بإعلان الحرب على هذا التنظيم الكاذب وتطهير المنطقة من هذه النكتة السوداء والتي شوهت المعاني الإسلامية وحرفت المنهج النبوي الشريف والنبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”، وقوله عليه الصلاة والسلام: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.
• وآيات كثيرة واستشهادات مليئة في القرآن الكريم والسنة المطهرة يتناقض معها أفكار وعقائد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
• إذن نحن مع أزمة فكرية وعقلية وهذه من أخطر الأزمات التي تحل بالأمة العربية والإسلامية.
• في المملكة العربية السعودية حذر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- من تداعيات هذا التنظيم الفاسق الذي إن لم تتحد القوى لدحره والنيل منه ورد الكيد في نحرهم سوف يصل ويطال دول كأميركا وأوروبا وليس فقط في الشرق الأوسط، فقال يحفظه الله: إن الإرهاب لا حدود له ومحاربته تأتي بالقوة والعقل والسرعة.
• في مقالة سابقة للمفكر تركي الحمد مخاطبا الشيخ والملك قائلا: إنها أزمة فكر لا أزمة فعل يا خادم الحرمين، والتالي بعض من النصوص الواردة في المقالة.
• “فالملك يرى كيف يختطف الإسلام أمام عينيه وأمام أعين هؤلاء المشايخ الذين يفترض بهم أن يكونوا هم العالمون بحقيقة الدين وجوهره وبالتالي هم الأقدر على الدفاع عنه وتفنيد حجج مختطفيه ومقدمي الحل لدولة كانت كريمة معهم وأغدقت عليهم كل غال ونفيس ورفعتهم فوق كل الاكتاف والرؤوس”.
• “من هاوية اليأس تلك استغلهم هؤلاء وأولئك فغسلوا أدمغتهم بحديث البطولة والجهاد ونعيم الدنيا وجنة الآخرة بما فيها من ملذات هفت إليها نفس شاب محروم من دنيا ظالمة شحيحة”.
• “والملك يرى عجز هؤلاء المشايخ والعلماء والدعاة عن استيعاب عقول هذه الآلاف المؤلفة من بني وطنه الذين تحولوا إلى مطايا لداعش والقاعدة والنصرة وأنصار الشريعة، تنظيمات وتفسيرات ما أنزل الله بها من سلطان”.
• إذن علينا كمواطنين حماية “فئة الشباب” “نواة المستقبل” الذين يشكلوا نسبة عالية في الوطن ومن الواجب على كل مسؤول وإمام مسجد وداعية وشيخ وعالم وأب أسرة توعيته وتحذيره ومناقشته وتبيينه خطورة هذا الانحراف والانجراف إلى التنظيمات الإرهابية التي تريد أن يكونوا فقط حطبًا ووقودًا لحروب وفتن وأماكن الصراع والقتال والنار.
• وعلى مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني تكثيف برامجه وأنشطته في الجامعات والمدارس والتنبه لهذا الفكر الإجرامي وعلى المساجد والجوامع وخصوصا خطب الجمعة فهناك أئمة خارج منظومة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ولا يقبل أي تهاون أو تراخي في كل ما من شأن المساس بالعقيدة والدين وأمن الوطن والمواطن.
• إن الإسلام دين سلام وتسامح ولا يدعو لقتل ولا سفك دماء دعونا نعيش آمنين ومطمئنين غير متطرفين ولا متشددين ولا منغلقين.
• افتحوا عقولكم للفضاء.. فالكون فسيح.. ويقبل الجميع.. لا تستدعشوا أفكاركم.. وارفضوا كل فكرة ترمي بشرر وقتل ونحر.
• وقانا الله وإياكم شرور الأشرار وكيد الفجار.