متابعات

بوفيهات شرق جدة.. تهدد الصحة

جدة- حماد العبدلي

تشكل البوفيهات بمأكولاتها السريعة المنتشرة في بعض الأحياء الشعبية بمدينة جدة خاصة في شرقها خطراً على صحة الإنسان سيما وأن الذين يديرونها من العمالة الوافدة التي لا تتوافر فيها شروط النظافة سواء في الزي أو المظهر العام كما يباشر العمال بأنفسهم أخذ النقود بأيدٍ مكشوفة في حين يعدون الوجبات السريعة. والملاحظ أن غالبية المستهلكين من طلاب المدارس وسكان هذه الأحياء وهم يستغربون بقاء الوضع على ما هو عليه دون تدخل من الجهات ذات العلاقة.

وفي هذا السياق أشار علي القرني أن البوفيهات في الأحياء الشعبية بحاجة إلى متابعة من فرق البلديات على مدار الساعة وبشكل مفاجئ خاصة وقت الذروة مع خروج الطلاب بعد صلاة الظهر للوقوف على الممارسات غير المقبولة داخل تلك البوفيهات فغالبية العمال لا يتقيدون بارتداء الكمامات أو القفازات.
واستغرب القرني عدم تطبيق الشروط الجزائية التي وضعتها الأمانة بحق من لايزال يستخدم عمالة غير مدركة لصحة الإنسان وتستهتر بالإجراءات النظامية وربما تنقل بسهولة بعض الأمراض.

كما قال بدر الحربي: “على البلدية دور كبير في إغلاق مثل هذه البوفيهات التي لا تلتزم بالنظافة والاشتراطات التي اطلعت عليها قبل مباشرة عملها والتي لا تصلح ومنظرها العام يكفي من يقدم لهؤلاء إمكانية العمل والبقاء” مضيفاً :”لا يعقل أن تستمر مثل هذه النوعية في مزاولة العمل بشكل مهيئ لنقل الأمراض إلى أي شخص يستهلك الوجبات السريعة. واتمنى من الجهات ذات العلاقة سرعة تطبيق إجراءات النظام عليهم حتى لا يتعرض عامة الناس إلى الضرر” . وطالب الحربي المواطنين بعدم تشجيعهم وتمكينهم من العمل والإبلاغ الفوري عن مثل هذه النوعية من العمالة.

من جهته طالب حميد السلمي أن تكون الرقابة يومية على البوفيهات قبل المطاعم التي تتواجد في الأحياء الشعبية مما يجعل أي مخالف لا يستطيع البقاء وبالتالي تدريجياً سوف تختفي المخالفات كما أن للمواطنين دورا في ذلك فعليهم الإبلاغ الفوري للجهات ذات العلاقة في حالة مشاهدة ملاحظة لايلتزم بها صاحب البوفيه باشتراطات الأمانة حتى نقضي نهائياً على مثل هذه الظواهر السالبة التي أصبحت منتشرة في الأحياء خاصة ذات الطبيعة الجغرافية المعقدة في جنوب جدة وشرقها.

وبين الصيدلي حسين اليافعي أن العاملين في البوفيهات الموجودة في الأحياء السكنية يفتقرون إلى أدنى إحساس بالمسؤولية تجاه زبائنهم الذين يجهلون حقيقة الطريقة التي تم إعداد الطعام بها، خاصة تلك الأطعمة التي يدخل في إعدادها زيت القلي مثل اللحوم المجمدة وبعض الأطباق الشعبية حيث يتم تكرار استخدام زيت القلي إلى درجة تحوله إلى اللون الأسود فيصبح مؤكسدًا وغير صالح للاستعمال، و يؤدي إلى إنتاج مواد مسرطنة في الزيت ويهدد حياة المواطن والمقيم وبيئة لتكاثر الأمراض كما أن الملاحظ على العمال عدم وضع قفازات في أيديهم لعمل الوجبات السريعة.

وقال علي بن أحمد الشريف:” البوفيهات الشعبية هي الأكثر من حيث الاقبال عليها من عامة الناس وخاصة في الصباح الباكر حيث تشهد ازدحاماً من الطلاب ويتوجب على الجهات المسؤولة في البلديات القيام بجولات فورية تأخذ جانب المفاجأة للوقوف على بعض المخالفات التي يمارسها بعض العمال الذين أصبح هدفهم تحقيق الربح المادي بأي ثمن لذا مطلوب من كل مستهلك أن يتفحص جيدًا الطعام المقدم إليه والظروف التي يتم تقديم الطعام فيها إليه فمثلاً كيف يمكن أن يستسيغ المستهلك شراء مأكولات وعامل البوفيه الذي أعده لا يرتدي قفازات في يديه”.

واستغرب احمد العلاوي وجود بعض البوفيهات العشوائية التي تعمل بعيدًا عن الرقابة وعلى الشوارع العامة المكتظة بالسيارات لافتًا إلى أن على مفتشي البلدية التركيز على البوفيهات خاصة في أوقات الذروة وتطبيق العقوبات بمن لايلتزم بالاشتراطات التي من أجلها تم فتح النشاط التجاري من خلال مواقع البوفيهات.

وأكد حامد المولد أن هناك عددًا كبيرًا من البوفيهات الشعبية تفتقد إلى أبسط مقومات النظافة ولا تلتزم بالاشتراطات الصحية مشيراً أنه قد تعرض إلى “تلبك” معوي بعد تناول الوجبة السريعة وهناك العديد من الأشخاص الذين تضرروا من تناول الأكلات التي لا تلتزم بالنظافة وأن المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على البلديات الفرعية التي يجب عليها أن تتابع وتراقب ولا تتساهل في تطبيق اللوائح والأنظمة حتى لايتمادى ضعاف النفوس في الاضرار بعامة الناس في قوت يومهم.

فيما يرى يحيى حكمي أن الدور الرقابي للبلديات ضعيف جدًا، ففرق المفتشين لا تراقب جميع المحلات بشكل مباشر وتكتفي بمخالفة عدد معين من البوفيهات .وأكد ضرورة إلزام العمال بالتقيّد بالتعليمات التي أصدرتها البلديات فيما يخص الاشتراطات الصحية وتنفيذها حرفياً، وعدم التهاون على حساب أرواح وصحة المواطنين من سوء النظافة ناهيك عن كيفية تجهيز الطعام وماذا يحدث بعيدا عن أعين الرقيب.

وطالب الدكتور أحمد حسن استشاري الجهاز الهضمي في أحد المستوصفات الطبية الخاصة عامة الناس بتجنب الأكل من البوفيه المفتوح مشيراً إلى بعض الممارسات الخاطئة ومنها الأطعمة المكشوفة وانعدام التسخين.

وقال د.أحمد:” اعتاد الكثير من الناس تناول الوجبات الغذائية على نظام البوفيه المفتوح وهذه الطريقة لها مزايا مهمة منها تنظيم عملية توزيع الطعام، وإعطاء الحضور حرية اختيار نوع الغذاء المناسب، وحتى من الناحية الاقتصادية قد يكون أقل تكلفة، وفيها امتثال ملموس لتعاليم ديننا الإسلامي بعدم الإسراف في الطعام إذا التزم الجميع بأخذ الكمية المناسبة من الطعام والشراب.”

كاشفا المخاطر الجمة من تناول الأطعمة السريعة من البوفيهات المفتوحة بقوله :” ومن ذلك مثلاً وجود الأطعمة لمدة طويلة بشكل مكشوف أو في مكان مكشوف أو دون سخان، مما يجعلها بيئة خصبة لنمو الميكروبات، وقد تتسبب في النزلات المعوية أو التسمم الغذائي والجميع يعلم ما قد ينتج عن ذلك من مضاعفات قد تكون عابرة وقد تتسبب في حالات ومضاعفات حرجة مثل آلام في البطن، نزلة معوية ارتفاع حرارة الجسم مصحوبة بالاسهال وفي لاهذه الحالة فمن الضروري مراجعة الطبيب بأسرع وقت”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *