جدة ــ وكالات
طالب المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان التابع للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، قطر، في أول تقاريره، بتحسين أوضاع العمال الأجانب، وتشديد عمليات التفتيش على ظروف عملهم ومراجعة المعايير المطلوبة، وسط معلومات تؤكد أن قطر ما زالت تحاول إخفاء أوضاع العمال الذين يتعرضون للخداع، ويتقاضون رواتب هزيلة.
وبعد 10 أشهر على وفاة عامل بريطاني أثناء مشاركته في أعمال بناء أحد ملاعب كأس العالم في قطر، لا تزال سلطات الدوحة تماطل في تقديم رد شاف بشأن ملابسات الحادث وتفسير ما وقع بالضبط، حسبما أفادت صحيفة “غارديان”.
وحض المجلس، المؤلف من 8 خبراء حقوقيين دوليين، “فيفا” على استخدام نفوذه للتواصل مع الدوحة بشأن أوضاع هؤلاء العمال، وذكر المجلس في تقريره أن الوفاة والمرض الشديد والمعاملة القاسية أكثر ما يقلق المنظمات الحقوقية الدولية والأوروبية، التي تصدر التقرير تلو الآخر، لتوثيق هذه الانتهاكات وتحث على مواجهتها.
ويأتي ذلك في إطار ضغوط جديدة تمارس على قطر لوقف “عبوديتها الحديثة” في التعاطي مع العمال الوافدين للمشاركة في بناء منشآت كأس العالم 2022، وذلك في ظل اتهامات مستمرة، ليست بالجديدة، وانتهاكات بحق العمال الأجانب في قطر.
ووفق “البيان” الإماراتية أرسل الباحث في منظمة “هيومن رايتس ووتش” نيكولاس ماكغيهان، الشهر الماضي، أبحاثه إلى المجلس الاستشاري لـ”فيفا”، وطلب منه أن يوصي بأن يصر الاتحاد الدولي على توفير المزيد من الحماية للعمال، وتزامن ذلك مع مخاوف تتفاقم مع توقع ارتفاع عدد الوافدين إلى قطر من الهند وبنغلادش ونيبال إلى 36 ألف عامل العام المقبل.
وتسلط وفاة البريطاني زاك كوكس، التي وقعت في يناير الماضي، الضوء مجددا على الانتهاكات التي يتعرض لها آلاف العمال المنخرطين في تشييد المنشآت الرياضية، التي تبنيها قطر استعدادا لتنظيم كأس العالم 2022.
وتوفي كوكس بعد سقوطه من ارتفاع 40 مترا، أثناء عمله في موقع بناء ملعب خليفة، نتيجة خلل في احتياطات السلامة، وتم إبلاغ أسرته بوجود تقرير يحتوي معلومات مهمة عن الحادث، لكنه لم يسلم إليهم ولا للسلطات البريطانية التي تحقق بالحادث حتى الآن
وحسب “غارديان”، فإن اللجنة العليا للمشاريع والإرث التي تتولى مسؤولية تنفيذ مشروعات البنية التحتية للمونديال، لم تتواصل مع أسرة العامل بشأن الحادث، كما لم تفعل شركة الإنشاءات الألمانية التي تبني الملعب.