الأرشيف شباب وبنات

بعد تزايدها في المجتمعات العربية .. هروب الفتيات مشكلة تبحث عن حل

كتبت – أماني ماهر
بحثاً عن الحرية أو طلباً للسعادة والنهاية إما في الشارع بلا مأوى أو في السجن بعد تورطهن في جريمة دون قصد… هذا هو حال العديد من الفتيات العربيات اللاتي فضلن الشارع على العيش في بيت لا يجدن فيه السعادة.
الشارع أفضل
في هذا التحقيق نتعرف على قصص حقيقية لفتيات هربن من بيوت أهلهن للتعرف على أسباب هذه الظاهرة، في البداية قالت (م.ع) – 22 عاماً – إنها هربت من منزلها بسبب القسوة والعنف التي كانت تعامل به من أخواتها وبدأت تروي قصتها قائلة إن والدها توفي وهي في العاشرة من عمرها، وبعدها أصيبت أمها بالعمى وتدهورت حالتها إلى أن توفت هي الأخرى وبدأ أخواها في معاملتها بقسوة وبلا رحمة، إلى أن فكرت يوماً ما في الهروب منهما، حتى وإن جلست في الطرقات والشوارع فذلك سيكون أفضل لها بكثير.
أصدقاء ولكن
أما (س.ر) – طالبة جامعية – فقالت إن البعد عن أهلها أهون من بعدها عن حبيبها التي ارتبطت به منذ دخولها الجامعة منذ ثلاث سنوات وكانت تعيش حياة سعيدة معه وتفاجأت في يوم بأن والدها قال لها إن هناك شاباً يريد خطبتها وأبدى إعجابه به وأصرت البنت على رفضها وصرحت لهم بقصة حبها التي اعتبرها والدها قصة تافهة وصمم على زواجها على الفور، فلم تجد سوى البعد عنهم وهروبها بعد أن أقنعتها صديقتها المقربة بذلك.
وفي تفاصيل مشابهة تقول (م.ي) إن السبب في هروبها هو إقناع والدة صديقتها لها بأنها يجب أن تهرب بعد أن رفض أهلها الشاب الذي يريد خطبتها وساعدتها هي وابنتها إلى أن أخذت ملابسها وهربت ولجأت إلى حبيبها إلى أن اتصل به والدها وتغاضى عن كل شيء ووافق على زواجها من ذلك الشاب بعد العار الذي ظل يلاحقه بعد أن علم كل أهل البلدة بقصة هروبها.
تأهيل وإصلاح
وحول الأسباب النفسية لهذه الظاهرة قال الدكتور أحمد عبد العزيز – أخصائي الطب النفسي- إن مشكلة هروب الفتاة مشكلة قانونية وقضائية في المجتمع، ويجب اتخاذ المزيد من الإجراءات الشرطية والقضائية لوضع حد لهذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة، سواء بوضع قوانين تطالب بمعاقبة الأهل إذا ثبت تقصيرهم، كما يجب وضع الفتيات في معهد إصلاحي ليقيم سلوكها وإعادة تأهيلها للتخلص من الآثار السلبية التي تعرضت لها أثناء هروبها من المنزل.
مسئولية الأسرة
بينما أكد الدكتور سعيد ناصف – أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس – على أن هروب الفتيات أصبح يشكّل ظاهرة خطيرة تعود في جزء كبير منها إلى غياب الوعي والتربية السليمة من جانب الأسرة، فنجد آباء لا يهتمون بأسرهم ومعظم الأوقات يكونون خارج المنزل لدرجة أن البعض منهم لا يعرف أسماء المدارس التي يدرس بها أبناؤه أو الصفوف الدراسية التي وصلوا إليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *