اقتصاد

بطلب الرئيس الفرنسي تم استيراده .. (جرانيت نجران ).. رخام سعودي يعيد للشانزليزيه ألقه

جدة ــ البلاد

لا عجب أن يعتبر الفرنسيون شارع الشانزليزيه، الذي يقع في عاصمة النور، الأجمل في العالم؛ لكونه الشارع الذي يخترق قلب باريس، ليربط بين ساحة الكونكورد المطلة، على حدائق متحف اللوفر، وقوس النصر الذي شيده نابليون بونابرت، محل إقامة الاحتفالات العالمية، وهو المزار السياحي لجميع زوار فرنسا، ولعل الغالبية العظمى من السياح السعوديين والعرب الزائرين لباريس لا يعلمون أن كلمة السر في هذا الجمال، أن الرخام المستخدم في رصف ذلك الشارع، هو من ثروة منطقة نجران (بئر عسكر). استيراد :

فضل الفرنسيون رصف أرقى وأغلى شوارع أوروبا بالجرانيت السعودي؛ بسبب جودته العالية، وتم جلبه من منطقة بئر عسكر وعاكفة في نجران الغنية بالرخام والجرانيت والإسمنت ومعادن عدة ذات جودة عالية جداً.

وتم استيراد الجرانيت السعودي، عقب تدهور الشارع في عام 1994، وظل مستخدماً لمدة 12 عاماً، حين طلب الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك من عمدة باريس آنذاك ضرورة إعادة تجديد الشارع الراقي بأفخم أنواع الجرانيت وأقواها، القادرة على إعطاء الشارع رونقاً، ويتحمل الظروف البيئة، ويكون صالحاً للاستخدام لسنوات طويلة.

ولعل هذا ما أكد عليه وكيل وزارة البترول والثروة المعدنية للثروة المعدنية الدكتور سلطان شاولي، لجميع الحاضرين في لقاء علمي بجامعة الملك عبدالعزيز بحضور عدد من المختصين بعلوم الأرض وثرواتها والاقتصاديين قائلاً: “حجر نجران استورده الفرنسيون للشانزليزيه، وهو أرقى وأفخم الشوارع السياحية والتجارية في العالم، وتوجد فيه أرقى المحال التجارية العالمية والمطاعم الراقية”.

ثروات المعدنية :
وجاءت معلومة وكيل وزارة البترول للثروة المعدنية (المفاجأة) بعد تباهيه بما تختزنه مساحات المملكة من ثروات معدنية، وأن منطقة بئر عسكر وعاكفة في نجران غنية بالرخام والجرانيت ذات الجودة العالية.

واستعرض شاولي الفرص المتاحة للاستثمار فيها، مثل المعادن الفلزية، وتتركز في الدرع العربي، والمعادن الصناعية ، وتتركز في صخور الغطاء الصخري، ورسوبيات السهل الساحلي للبحر الأحمر، وخدمات التعدين التي تشمل المعامل والمختبرات وأعمال الحفر والنقل ومكاتب دراسات الجدوى ومكاتب الدراسات البيئية.

وتحدث عن العوائد الاقتصادية والاجتماعية للدولة من الاستثمار في التعدين، ومنها” المساهمة في تنويع مصادر دخل الدولة، خفض الواردات من المعادن والصخور، تطوير منتجات صناعية جديدة، إقامة أنشطة صناعية جديدة وأنشطة صناعية تحويلية، وتوفير فرص عمل جديدة للمواطنين، تنمية قدرات وتطوير مناطق التعدين النائية، توفير البنية الأساسية للمناطق النائية، نقل التقنية الحديثة للبلاد”.

خصائص :
تتميز منطقة نجران، وتشتهر عن غيرها بالصناعة والتجارة في مجال التعدين، وذلك بوجود أكثر من عشرين شركة متخصصة لاستغلال خام الجرانيت في مركز بئر عسكر، والذي يمتاز بالإقبال الواسع عالميا؛ إذ توجد الشركات المستوردة له بصورة مستمرة في المنطقة، نظراً لتميزه بالجودة العالية واللون المتميز.

ويوجد بالمنطقة لونان من الجرانيت غير موجودة في أي مكان بالعالم بنفس الجودة والتركيب المعدني، وهما اللون البني بدرجاته من الفاتح إلى الغامق، واللون الأحمر القرمزي بدرجاته من الفاتح إلى الغامق أيضا، ويعتمد تنفيذ هذا اللون في كثير من المشاريع المحلية، منها توسعة الحرمين الشريفين.

هذا فيما أثار احتفاظ رخام الحرم بالبرودة على الرغم من الحر الشديد في أوقات الصيف الكثير من التساؤل والتعجب من الزائرين والمعتمرين؛ إذ يمتز جرانيت نجران الذي يكسو كافة مسطحات الحرم المكي والنبوي، بامتصاص الرطوبة والبرودة ليلا عبر مسام دقيقة به للاحتفاظ بها نهارًا، ما يجعل مسطحات الحرم معتدلة البرودة طاردة لحرارة الشمس طوال النهار.

ثمة شهادة أخرى، قيلت في حق منطقة نجران وما تحتويه من معادن، قال بها دولة رئيس وزراء ماليزيا الأسبق الدكتور مهاتير محمد ، خلال مشاركته في المنتدى الثاني للاستثمار بنجران: لقد رأيت في نجران صخورا، ولم أشاهد أشجارا؛ حيث إن الصخور في نجران تحتوي على معادن ولابد أن يكون هناك احتياطات من النحاس ومختلف المعادن كالزنك، إذ إن ليس لدينا في ماليزيا ما وجدته من هذه الموارد، ولذلك يجب استغلالها ، مشيرا إلى أن نجران ستصبح منطقة ثرية، وتمثل كنزا ورخاء لمواطنيها.

منطقة واعدة :
تم البدء في استغلال الخام منذ أكثر من ثلاثين عاما، اذ تعمل الكثير من الشركات الرائدة في هذا المجال، بإشراف من قبل وزارة البترول والثروة المعدنية وتوجيهات محددة في عملية استغلال الخام والمحافظة عليه بمعدل شهري محدد، يتم استخراجه على هيئة كتل ويتم إرسال منتج هذه الشركات إلى المصانع المخصصة للقص والتصنيع في كل من: الرياض، والدمام، وجدة، ورابغ.

كما أسهمت هذه المصانع في توظيف عدد كبير من الكوادر السعودية؛ سواء في خط الإنتاج أو التسويق للمنتج محليا وعالميا، ويتم تصدير المنتج النهائي على هيئة ألواح مقصوصة حسب رغبة العميل أو الشركة المستورده للمنتج عبر الموانئ السعودية لشتى أنحاء العالم، وتعتبر هذه الألوان الموجودة في نجران، من أجود أنواع الجرانيت وتنطبق عليه جميع المعايير العالمية، من حيث القساوة والتماسك واللون وسهولة التصنيع، ويحمل مسميات عديدة تسويقية عالمية منها (TROPICAL BROWN –NAJRAN BROWN –DESERT BROWN VIOLITTA RED)
ولا يكاد يخلو أي معرض من المعارض المقامة عالميا من وجود هذا المنتج ويحمل اسم مدينة نجران.

وكان مدير الإدارة الاقتصادية بوكالة وزارة البترول والمعادن للثروة المعدنية المهندس وليد عطار، وكبير جيولوجيي رئيس وحدة رخص محاجر مواد البناء بوكالة وزارة البترول والمعادن للثروة المعدنية نبيه أحمد، قد أشارا خلال منتدى الاستثمار الأول إلى فرص الاستثمار التعديني في المملكة، ومنطقة نجران التي تتميز بتنوع البيئة الجيولوجية وتوفر العديد من الخامات المعدنية الفلزية واللافلزية في شتى المحافظات التابعة للمنطقة، وأشارا إلى أن الدراسات الجيولوجية أدت إلى تحديد العديد من المكامن والرواسب الغنية بالمعادن، مثل الذهب والفضة والنحاس والزنك والرصاص والمعادن المصاحبة الأخرى، وكذلك المعادن الصناعية المختلفة، مثل الجرانيت والحجر الجيري والصلصال والجبس، ومواد البناء المختلفة، مثل مواد البحص والرمل والردميات

استثمارات :
كشفت وزارة البترول والثروة المعدنية في تقرير لها، أن إيرادات المستثمرين في قطاع التعدين في المملكة، فاقت 16 مليار ريال خلال عام 2010، في حين بلغ حجم الاستثمارات في القطاع أكثر من 100 مليار ريال، مؤكدة أن قطاع الاستثمارات التعدينية شهد نقلة مميزة في استقطاب الاستثمارات المحلية والأجنبية؛ إذ بلغ عدد المناطق المحجوزة للتعدين 280 مجمعاً تعدينياً تزيد مساحاتها على 64 ألف كيلومتر مربع.

وجاء في التقرير، نتيجة للتنوع الجيولوجي للمنطقة، فقد اهتمت وزارة البترول والثروة المعدنية بالدراسات الجيولوجية في نجران منذ أكثر من 45 عاماً، وبلغت عدد الرخص التعدينية سارية المفعول في منطقة نجران 78 رخصة تعدينية إجمالي مساحاتها أكثر من 292 مليون متر مربع، وفيما يتعلق بصناعة أحجار الزينة، فإن منطقة نجران وفقاً للتقرير يتوفر فيها الجرانيت بألوان فريدة من نوعها في العالم، من أهمها النوع المسمى: بني نجران أو براون نجران، والنوع المسمى “فيوليتا ذو اللون الأحمر القرمزي”، ويبلغ عدد الرخص التي منحتها الوزارة لاستغلال الجرانيت 55 رخصة، تغطي مساحة 13 كيلومترا مربعا، تنتج ما لا يقل عن 165 ألف متر مكعب من الجرانيت سنوياً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *