•• كان أقرب الى – الزهاد – منه الى الاثرياء . لكنه كان “ثرياً” بأفكاره ونظرته الى الامور والاشياء من حوله. كان قليل الجرأة في اتخاذ الخطوة اللاحقة التي قد توصله الى ما وصل اليه الآخرون .. لكنه التعفف النفسي الذي صبغ حياته فأعطاها ذلك التردد في المغامرة.. كان يعتقد أنه لابد ان يصل الى ما يريد ولكن دون الحاح منه بذلك لأنه أعطى نفسه قناعة بان الآخرين سوف يقدمون اليه ما يستحق دون طلب أو عناء منه.. ويبدو انه أفرط في حسن الظن او بولائك الآخرين حتى قال عنه أحد اصدقائه الصامتين قولته الواصفة له.
أعز نفسه حتى أضاعها
انه أحد افضل من سار في شارع الصحافة منذ منتصف الثمانينيات الهجرية حتى أواخر التسعينيات من القرن الماضي.. وذهب في بقية مشواره حتى تواريه من العمل تماماً كمن يشاهد تحركات ابطال مسلسل تركي باهت فراح يراقب من بعيد ما يدور في عالمه الحبيب عالم الصحافة .. وهو ممسك بقلمه الأحمر وقلمه الآخر الأخضر يضع علامته بالأحمر على كثير من الذين اقتحموا عالم – البهرجة – في لحظة مسكونه بالغموض والالتواءات العجيبة فوصلوا الى أماكن ما كانوا ليصلوا اليها الا عن ذلك الطريق – الملتوي – الذي في نهايته خسروا انفسهم بعد ولكن فوات الاوان .. ويضع بقلمه الأخضر على اولئك الذين حفروا الصخر في عالم الصحافة حتى لو انهم لم يصلوا الى تلك المراتب التي يستحقونها لكونهم ظلوا متمسكين بأخلاقيات المهنة وشرفها وعفتها.
انه ذلك الصحفي الذي أعطى هذه المهنة – كل عشقه وكل صبره وكل شموخه .. انه علي خالد الغامدي لكن السؤال هل كان وصف صديقه ذاك له بانه أعز نفسه حتى أضاعها صحيحاً؟. لا ارى الا انه أعزها فعاش في عزها ولم يضيعها وتلك هي قيمة الانسان الحقيقي.