متابعات

بحلول عام 2030 الصحة العالمية تتوقع .. وفاة 10 ملايين شخص

جدة – حماد العبدلي
تصوير- المحرر

تستقبل مقاهي الشيشة في جدة طوال أيام السنة، عددا كبيرا من الزبائن، الذين توارثوا إدمان الجلوس في تلك المقاهي، وتدخين الشيشة فيها، لكن تزايد عدد الفئات العمرية من الشباب في تلك المقاهي بشكل لافت في السنوات الأخيرة، خاصة أثناء متابعة المباريات الأوربية المشفرة، وإسراع أصحاب تلك المقاهي لتأمين أكبر شاشات بلازما مع رسيفر فك تشفير المباريات؛ من أجل جني المزيد من الأرباح على حساب صحة المواطنين، سيما وأن الدراسات في هذا المجال مفجعة للغاية، حيث أكدت أنه بحلول عام 2030 سيلقى 10 ملايين مدخن في العالم حتفهم.

رأس شيشة يعادل 60 سيجارة
وقال محمد الزهراني- مدخن شيشة بأحد المقاهي: هنالك خطورة من الاستخدام المتكرر لليّات الشيشة، قد تتسبب في نقل الفيروسات والأمراض؛ مبيناً أنه من المهم استخدام لَيّ خاص لكل شخص مستخدم للجراك، ونحن معرّضون للخطر. لكن هي عادة أتطلع – بإذن الله- إلى التخلص منها في أقرب وقت، كما ألمح الزهراني إلى أن هناك للأسف شبابا في مقتبل العمر يتواجدون بشكل دائم في مقاهي الشيش ، خاصة وقت المباريات، مع الإكثار من شرب المعس.0
عزوف
وقال إبراهيم عباس – أحد العمالة العرب الذي يعمل بمقهى للمعسلات والشيش: نقوم بعمليات تنظيف لها، واستخدام مبسم بلاستيكي خاص لكل شخص لمنع انتشار أي فيروس أو مرض موضحاً أن مانقدمه من خدمة ينال رضا الزبائن.
معتقدات خاطئة
ويقول الدكتور أحمد حسن، استشاري أمراض القلب : إن هناك اعتقادا سائدا بين الناس بأن تدخين الشيشة أقل خطورة من السجائر بناءً على مفهوم أنه يتم تنقية دخان الشيشة بواسطة الميا، ولكن الدراسات أثبتت عكس ذلك؛ حيث إن تدخين حجر الشيشة الواحد له مخاطر أكثر من تدخين السجائر.
وأضاف : ثبت من الدراسات الحديثة أيضا أن تدخين الشيشة يمتص غاز ثان أكسيد الكربون، أكثر من تدخين السجائر، وبذلك يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والرئة ، ويساعد تدخين الشيشة على الإصابة بمرض السل بالرغم من محدودية انتشاره خلال الثمانينات، إلا أنه بدأ يعود مرة أخرى بعد انتشار ظاهرة الشيشة في المقاهي، خاصة أنه كان ينتشر بين الطبقات الشعبية فقد أصبح ينتشر بين الطبقات المتوسطة والراقية .
وقال : يجب التأكد من أن التأثير الضار للشيشة لا يقتصر على تدخين التبغ أو المعسل فقط ، إنما يمتد لشيشة الفواكه حيث يعتقد أنها شيشة خالية من التبغ والعكس صحيح، لأنها تحتوي على بعض قشور الفاكهة، والتي جرى تخميرها ومعالجتها بالدبس الأسود أو الجلسرين كمادة لاصقة ، مشيرا إلى أن خطورة تدخين هذا النوع تكمن في أنه يحتوي على المواد اللاصقة، خاصة الجلسرين والذي يؤدي حرقه عن طريق الفحم إلى تكوين مادة الأكرولين، وهي من المواد السامة، والتي تسبب حدوث سرطانات عديدة.
مخاطر جسيمة
تؤكد تقارير منظمة الصحة العالمية، أن عدد ضحايا الأمراض الناتجة عن التدخين سيصل إلى 10 ملايين شخص بحلول عام 2030 م، منهم 7 ملايين – على الأقل – في الدول النامية، ودول العالم الثالث، وربما يتزايد العدد بنسبة تُقدر بـ 3% سنوياً، ما لم يتم تفعيل جهود مكافحة التدخين.
زيادة المخاطر
وتبذل منظمة الصحة العالمية جهوداً مضنية لمكافحة التبغ، ومن آخر التدابير التي عملتها اتفاقية المنظمة بشأن التبغ ،وهي أول معاهدة دولية تم التفاوض بشأنها تحت رعاية منظمة الصحة العالمية، وأصبحت واحدة من أسرع الاتفاقيات التي أقرتها الأمم المتحدة حتى الآن، مع توقيع 180 طرفاً عليها، مغطية بذلك 90 % من سكان العالم.
ومن شأن التنفيذ الكامل للاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية أن يدعم الالتزامات العالمية بتحقيق انخفاض بنسبة 25% في الوفيات المبكرة الناتجة عن أمراض غير المعدية بحلول عام 2025 م، بما في ذلك انخفاض بنسبة 30% في معدل انتشار استخدام التبغ بين الأشخاص الذين تترواح أعمارهم بين 15% سنة وما فوق، ومع ذلك فإن مكافحة التبغ لم تنته بعد.. فشركات التبغ لا تزال تنفق المليارات على الدعاية. في نفس الوقت، فهي تتحدى تنفيذ الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية وقوانين مكافحة التبغ في المحاكم الوطنية والدولية، ومن خلال اتفاقات التجارة والاستثمار.. كما أن استخدام منتجات جديدة مثل أنظمة النيكوتين الإلكترونية، والمنتجات الحالية مثل الشيشة في أشكال الجديدة تكتسب شعبية.
ومن الأدلة التي لا جدال فيها على ازدياد مخاطر التدخين على المستوى الإقليمي، ما أكدته منظمة الصحة العالمية للشرق الأوسط من أن التدخين بين الأطفال والمراهقين في الفئة العمرية 13-15 عاماً تجاوز نسبة 16%، وأن منتجات التبغ تقتل نحو خمسة ملايين شخص كل عام في العالم، بمعدل 13.3 ألف يومياً.. والأرقام في ازدياد مستمر.
نتائج مفزعة
وفي المملكة تفاقمت المشكلة وتزايدات، حيث تحتل المرتبة الرابعة عالمياً من حيث عدد المدخنين الذي تجاوز 6 ملايين مواطن ومقيم، هذا بخلاف مدخني المعسل والشيشة، حيث يقدر معدل الإنفاق بالمملكة على التدخين 5,255 مليون ريال سنوياً.. وهذه الأرقام المخيفة تؤكدها تصريحات المسؤولين في وزارة الصحة بأن عيادات مكافحة التدخين تستقبل عشرات الآلاف من المراجعين ممن يرغبون في الإقلاع عن التدخين، وأن ما بين 10- 15% من المدخنين بالمملكة من فئات عمرية صغيرة.. كما تشير التقارير إلى أن عدد الوفيات الناتجة عن التدخين بازدياد!
ويؤكد أحمد الزبيدي أن على الجهات ذات العلاقة أن تقوم بجولات على تلك المقاهي، وهناك مخالفات من حيث اتساخ المحل، ومايقدم، كما طالب الزبيدي بتشديد الرقابة وإيقاع عقوبة على من يقدم الشيشة لبعض الأبناء الذين لاتتجاوز أعمارهم 15 عاما، وبين أن الشيشة أخطر من الدخان، وقد تضرر منها أشخاص كُثر، وكانت سببا في الوفاة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *