طهران – وكالات
بمعدلات متسارعة هوت العملة الإيرانية أمام الدولار ، فيما وجه أكثر من 90 نائبا برلمانيا إنذارا إلى النظام بسبب تدهور سوق العملة، بموازاة موجة اعتقالات استهدفت سوق العملة في وسط طهران.
وسادت حالة من الترقب في الأسواق الإيرانية على خلفية العملية الأمنية الواسعة التي أطلقتها عناصر الشرطة الإيرانية بتنسيق مع البنك المركزي.
وتجاوز الدولار الواحد 5 آلاف تومان في السوق الإيرانية، وهو أعلى رقم قياسي تسجله في تراجع العملة مقابل الدولار. وحسب الإحصائيات غير الرسمية فإن العملة الإيرانية فقدت نحو 60% منذ بداية العقوبات النووية في 2007.
وتراجعت قيمة الريال الإيراني بنسبة 26% مقابل الدولار الأمريكي في الأشهر الستة الأخيرة، إذ أصبحت قيمة الريال الإيراني 48400 مقابل الدولار الواحد بعد أن كانت 38400. وأعلن قائد شرطة طهران إغلاق عشرة مكاتب تحويل عملات، حسب ما أفادت وسائل إعلامية.
وأبرم الاتفاق النووي بين إيران والقوى العظمى في يوليو/تموز 2015، على أمل تحسين الوضع الاقتصادي وجذب المستثمرين الأجانب خصوصاً الحفاظ على قيمة العملة الوطنية ، إلا أن انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي لا يتوقف عن التنديد بالاتفاق النووي، والذي صعد اللهجة ضد طهران، خفف كثيراً من حماس المستثمرين الأجانب. ولا تزال المصارف الكبيرة العالمية ترفض التعامل مع إيران.
ويحاول مسؤولون إيرانيون في السنوات الأخيرة تخدير الشعب إزاء قيمة الريال لكن السلطات تتعرض لانتقادات لاذعة في هذا الإطار. وصرّح أحد العاملين في مجال الصرافة- طالباً عدم الكشف عن هويته- “الحكومة نفسها مسؤولة بشكل جزئي عن ارتفاع (سعر) الدولار”، مضيفاً “هم أنفسهم باعوا الدولار مقابل 48800 ريال”.
ويرى أن إيران تواجه مشاكل في إعادة جزء من مداخيل بيع النفط.
كما تسبب قرار البنك المركزي الإيراني في أوائل سبتمبر/أيلول، في صدمة عندما خفض نسبة فائدة حسابات الودائع إلى 15% بعد أن كانت 20%.
وأوضح المصدر نفسه أن “عدداً كبيراً من الناس سحبوا أموالهم من المصارف لشراء الدولار أو عملات أخرى”.
وأحدثت هذه التقلبات القوية موجة ذعر في نفوس المواطنين.