بانوراما

الوقاية والتأهيل .. استراتيجية سعودية لمواجهة التطرف الإلكتروني

جدة ــ البلاد

انتقلت المملكة العربية السعودية مؤخرا لمستوى آخر في المواجهة مع “الإرهاب والفكر المتطرف” بعد ان اتخذت المنظومات الارهابية من العالم حاضنات، تعبوية, الامر الذي دفع بالجهات الرسمية بالمملكة إلى تبني إستراتيجية جديدة للمواجهة والمعالجة الفكرية عبر الإنترنت للتصدي “للتطرف والإرهاب الإلكتروني”.

تركيز
وتركز الجهات المعنية على استخدام المواقع الإلكترونية كأداة للتواصل والتفاعل وتفنيد الأفكار المتطرفة، حيث كشفت دراساتها عن ارتباط بين ارتفاع نسبة الشباب في السعودية وزيادة اتصالهم بالإنترنت.
وقد بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في آخر الإحصائيات 24 مليون مستخدم، منهم 50% يمثلون الفئة العمرية 16-29 عاما، وبلغت نسبة من يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي 91%.
وتتلخص الإستراتيجية السعودية ضد “الإرهاب والتطرف” في خطة اطلق عليها “إستراتيجية الوقاية واعادة التأهيل والنقاهة”، وتتطلب مشاركة مؤسسات الدولة وجهات مساندة لتنفيذها.
مشروع
وقد أطلق مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني برامج النهج الوقائي في محاولة لاقتلاع التطرف من جذوره ونشر الفكر المعتدل، وكان من أهم برامجه “مشروع تبيان للوقاية من التطرف”.
وهذا البرنامج هو برنامج حواري توعوي متنوع يضم برامج تدريبية وفعاليات تضمن تفاعل وحيوية المشارك، ونقل دوره من التلقي إلى الاسهام الفاعل وصناعة الأفكار وحل المشكلات.
ويستهدف البرنامج المجتمع بمختلف فئاته والشباب الجامعي على وجه خاص، وهو يمتد لأسبوع منتقلا بين مناطق المملكة.
وبحسب مساعد مدير عام أكاديمية الحوار بالمركز الدكتور محمد السيد، فإن المشروع يهدف إلى نشر قيم الوسطية والاعتدال والتسامح ونبذ التطرف بجميع أشكاله، وتأهيل المشاركين بوسائل علمية ومهارات تمكنهم من كشف الانحرافات الفكرية أثناء الحوار ومعالجتها.
تطرف ممنهج
ويذهب مختصون في وصف مشهد الإرهاب في الإنترنت إلى التفريق بين منصات الإرهابيين والمتطرفين الرسمية وبين جمهور المتعاطفين والمتفاعلين، و المنصات التي يسمونها “المشاغبة”.

وفي هذا السياق يقول رئيس حملة السكينة لتعزيز الوطنية عبد المنعم المشوح إن المنصات الرسمية “لها جسد إلكتروني يتكون من مخازن محتوى، ومولدات أفكار ومواد، وحسابات وصفحات قيادة، وحسابات وصفحات تسويق، والدعم التقني والقرصنة، والإنتاج الفني”.

ويعتقد المشوح أن بعض عمليات الإقفال والإلغاء للحسابات والصفحات لا تؤدي نتائج مؤثرة بسبب عدم فهم “الجسد الإلكتروني” لهذه المنصات، مشيرا إلى أنها “منصات ذكية ذات خبرة متراكمة تحاول إشغال جهات الإقفال والرصد والمتابعة بحسابات وهمية وصفحات ليست ذات قيمة”.
وذكر المشوح ان المنصات في ذروة عملها استطاعت ان تبث قرابة 130 الف مادة ممنهجة في اليوم الواحد في شبكات التواصل الاجتماعي خاصة تويتر، لكنها حاليا خسرت 60% من قدراتها، وتظل الـ40% تشكل خطرا وتهديدا عالميا. أما جمهور المتعاطفين فيرى المشوح أنه “لا يبني فكرا ولكنه مزعج”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *