كتبت – هدى عبد الفتاح
السعي الدءوب لإيجاد البدائل واستخدام الطاقة المتجددة والنظيفة خاصة الطاقة الشمسية هو ديدن قيادات المملكة، لا سيما وأن المنطقة العربية تقع ضمن الحزام الشمسي مما جعل المملكة في سباق مع الزمن للتركيز على تطوير الطاقة البديلة والمستدامة من خلال تشجيع ودعم القطاعين الحكومي والخاص في الأبحاث والدراسات ومشاريع صناعة الطاقة الشمسية.
وفي هذا الإطار أكد نائب رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور وليد حسين أبو الفرج في كلمته الافتتاحية للمنتدى السعودي الرابع للطاقة الشمسية الذي نظمته المدينة بالرياض في 8 مايو الجاري ولمدة يومين، أن المدينة تسعى لإحداث تحول كبير في المملكة وتحولها إلى دولة ذات منظومة مستدامة للطاقة متينة الأسس عالية الكفاءة مترابطة العناصر تسهم بها الطاقة الذرية والمتجددة بدور تنموي فعال للمحافظة على خارطة الطريق العالمية المستقبلية وتعزيز متانة اقتصادها الوطني. موضحا أن المدينة تطمح من خلال تنظيمها للمنتدى الرابع إلى بحث أوراق عمل تنعكس على توطين الطاقة بالمملكة لإدخال منظومة الطاقة المستدامة التي تتناسب مع حاجة المملكة للسنوات القادمة.
وهذا ما عكسته كلمة الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع في كلمة حفل افتتاح المنتدى والذي أكد أن الاستثمارات العالمية للطاقة الشمسية تزايدت خلال العشر سنوات الماضية، حيث بلغت عام 2011 حوالي 136 مليار دولار أنتجت نحو 65 جيجا وات من الكهرباء، إلا أن الطاقة المنتجة تعد متواضعة جداً مقارنة باحتياج الطاقة العالمي الذي يتزايد بمعدل يتعدى 2% كل عام.
وأشار نائب رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الشمسية الدكتور خالد السليمان في كلمته خلال حفل الافتتاح إلى \"إن المجلس الأعلى للمدينة يناقش حاليا الخطة الإستراتيجية تطلعا للبدء بالعمل بها العام الجاري\"، مبينا أن الطاقة الشمسية ستوفر أكثر من 20% من احتياج المملكة من الكهرباء بعد 20 عاماً من الآن, لافتا إلى أن مساهمة المصادر الأخرى البديلة مثل الرياح والجوف أرضية والذرية ستعمل على الإسهام بما يصل إلى 50% من احتياج المملكة من الكهرباء بحلول عام 2032م، مشيرا إلى أن مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة قادرة على استهداف توطين 80% من سلسلة القيمة المضافة للطاقة الشمسية. ووصف توجهات المملكة نحو الطاقة بكافة فئاتها بأنها مبادرات جريئة وصممت لاختبار الظروف الجوية والتقنيات وتوطينها وتطويعها لأجواء المملكة.
الجدير بالذكر أن المنتدى ناقش على مدار يومين ما توفره الطاقة الشمسية من تنوع في مصادر الطاقة في المملكة وتوطين سلسلة القيمة المضافة التي تشمل التصنيع والتأهيل والتشغيل والأبحاث والتطوير وإيجاد الوظائف وتقديم مقترحات للإستراتيجية العامة في إدخال منظومة متكاملة من الطاقة المتجددة والذرية بشكل مستدام لإيجاد قطاع اقتصادي متكامل، مع استعراض تجارب الدول المتقدمة في هذا الإطار.