اقتصاد

المقاطعة تضع سياحة قطر على حافة الانهيار

جدة ــ البلاد

يواجه القطاع السياحي القطري أسوأ أزمة في تاريخه على الإطلاق بسبب المقاطعة الشاملة التي فرضتها (المملكة والإمارات ومصر والبحرين) الأمر الذي قاد الدوحة إلى اقتراح خطط حكم عليها الخبراء بالفشل قبل اقرارها.

اذ يوكد الخبراء ان انفراج ازمة قطاع السياحة القطري سيظل مرهونا باستجابة قطر لمطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.

وكانت قطر قد أعلنت عن استراتيجية سياحية جديدة، للسنوات الخمس المقبلة تأمل الدوحة من ورائها أن تجذب 5.6 مليون سائح سنويا بحلول عام 2023، وأن تسهم السياحة بنسبة 3.8% في الناتج المحلي الإجمالي للدولة.

وشملت استراتيجية قطر عدة بنود أبرزها زيادة المساهمة المباشرة للسياحة في الناتج المحلي الإجمالي لقطر من 5.4 مليار دولار في 2016 إلى 11.3 مليار دولار بحلول 2023، بحسب تصريحات رئيس قطاع التنمية السياحية في الهيئة العامة للسياحة حسن الإبراهيم

ووفقا لإحصاءات رسمية، مثلت المملكة أكبر سوق منفردة لقطر عام 2016؛ حيث شكلت نحو ثلث عدد الزائرين الذي بلغ عددهم 2.94 مليون.

وقد وصل ما يقرب من 2.63 مليون زائر إلى قطر في الأشهر الـ11 الأولى من عام 2016، منها 48.6% من دول مجلس التعاون الخليجي البالغ 1.28 مليون ما يعني ان الدوحة فقدت اهم سواقها الخليجية نتيجة قرار العزلة الذي بدا في الخامس من يونيو الماضي.

وخرجت تدفقات رأسمالية كبيرة تقدر بـ30 مليار دولار من النظام المصرفي في قطر في شهري يونيو ويوليو الماضيين، بخلاف أن مشاعر المستثمرين الأجانب السلبية زادت أيضا تكاليف التمويل في قطر وأدت إلى تدفق رأس المال إلى الخارج.

وقالت وكالة “بلومبرج” الأمريكية، في تقرير سابق، إن إشغالات الفنادق في الدوحة وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ سنوات طويلة، وهو ما دفع القائمين عليها إلى تقديم عروض سياحية تصل إلى تقديم 5 ليالٍ مجانية للقادمين إليها من دول الخليج.

وقال مسؤول بارز بقطاع السياحة القطري لـ”رويترز” إن بلاده تتوقع ان يظل العدد الإجمالي السنوي للزائرين الأجانب دون مستويات عام 2016 على مدى السنوات الثلاث التالية حال استمرت المقاطعة.

وقالت وكالة “موديز” الدولية للتصنيف الائتماني، إن قطر أنفقت ما يقدر بـ38.5 بليون دولار ما يعادل 23% من إجمالي الناتج المحلي في الدولة، لدعم اقتصادها خلال أول شهرين من اندلاع أزمة قطع العلاقات.
وأضافت الوكالة في تقريرها: “وكان الأثر حتى الآن أكثر حدة بالنسبة لقطاعات التجارة والسياحة والمصارف في قطر”.

ولم تنجح الدوحة في استغلال موسمي عيدي الفطر والأضحى الماضيين في تقليص فاتورة خسائرها التي قدرت بـ70% من إيرادات القطاع منذ بدء المقاطعة.

كما فشلت الإجراءات القطرية المتمثلة في العروض الفندقية والتخفيضات في إثراء الحركة السياحية التي فقدت النسبة الأكبر من السياح الخليجيين الذين كانوا يمثلون أكثر من 50% من زوار الدوحة.

وتسبب عزوف السياح السعوديين الذين يتخطى عددهم المليون سائح سنويا عن التوجه إلى قطر لقضاء العطل القصيرة في خسائر للدوحة تصل إلى 5 مليارات ريال سنويا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *