جدة ــ وكالات
على مدى الـ15 عاماً الماضية، حاولت قطر أن تتغلغل في القارة الأفريقية سيما في شمالها مستخدمة سلاح المال لبسط نفوذها وخلق زعامة وهمية وهو الأمر الذي جعل غالبية المراقبين ينظرون بكثير من التوجس والريبة للحضور القطري المتنامي في القارة السمراء، حيث لا تكاد تخلو دولة أفريقية من تواجد قطري ظاهره الاستثمار، وباطنه زرع بذور الفوضى والفتنة وعدم الاستقرار.وكان النظام القطري قد قرار رفع حجم تمويلاته لعدد من المحطات التليفزيونية والصحف المكتوبة والإلكترونية، ولناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي ومحللين سياسيين، وبعض الكتاب في دول شمال أفريقيا، ومن بينها ليبيا.
وذكرت مصادر ليبية مطلعة أن قطر رفعت من دعمها لشبكات إعلامية منذ بداية العام الجاري، من بينها قنوات ليبية تدعم الإرهاب، كما يعمل على اختراق عدد من وسائل الإعلام المحايدة للتأثير في توجهاتها، والسعي لاستعمالها كأدوات تحريض ضد الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب، وضد كل من يعبر عن مواقف لا يستسيغها النظام القطري وتابعوه من جماعات إرهابية.
وأوضحت المصادر لوسائل إعلام ليبية أن نظام الدوحة يعتمد على استراتيجيات جديدة، تتمثل بالخصوص في اختراق وسائل إعلام غير موالية له، من خلال استقطاب عناصر تعمل داخلها، لتمرير مواد إخبارية وبرامجية معادية للدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وأنه أعلم تابعيه بأن المهم ليس الدفاع عنه، وإنما تشويه الطرف المقابل، عبر فبركة الأخبار وتزييف الوقائع، واللعب على أوتار الشقاق داخل المجتمعات، وعبر الإساءة إلى كل طرف يدافع عن الدول المقاطعة بالتشويه المتعمد، وهتك الأعراض وتزوير المعطيات.
ويرى مراقبون أن ملايين الدولارات تم ضخها في بداية يناير الماضي لدعم أبواق النظام القطري في عدد من دول شمال أفريقيا، ومن بينها ليبيا، التي لا تزال الدوحة تراهن على إخضاعها لمشروعها الإقليمي، الهادف إلى السيطرة والتمكين لفائدة قوى الإسلام السياسي، وفي مقدمها جماعة الإخوان الليبية.
فيما سلط موقع “بوفوار أفريك” الفرنسي، على مؤتمر “ملاحقة إرهاب قطر”، الذي أقيم على هامش مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن.
وأشار الموقع إلى أن المؤتمر بحث الدور المباشر الذي تلعبه قطر في دعم الإرهاب الدولي بتقديم الدعم اللوجستي، والمالي للجماعات الإرهابية حول العالم.
وندد المؤتمر بمشاركة الدوحة في الإدارة المباشرة للأعمال الإرهابية التي تؤثر على بلدان العالم العربي والبلدان الأوروبية كذلك”، بحسب الموقع الفرنسي.
وتحت عنوان “قطر تحت الضغط الدولي”، أضاف الموقع أن “المؤتمر استضاف أسر ضحايا الهجمات التي وقعت في برشلونة، الذين حضروا إلى ميونيخ للإدلاء بشهادتهم لما شهدوه من وحشية الإرهابيين، الذين تدعمهم قطر، وللتنديد بقطر كدولة راعية للإرهاب الدولي”.
وأوضح الموقع أن ذلك المؤتمر أصبح بمثابة رفع دعوى على الصعيد الأوروبي ضد قطر، بالتعاون مع المحامين الألمان.
ولفت الموقع الفرنسي، إلى أنه بالتزامن مع مؤتمر ميونيخ، تضاعفت الهاشتاقات ضد هذا البلد للمطالبة بملاحقتها ووقف دعمها للإرهاب.