فنون

الفنانة التشكيلية نسرين العزام التي تحلم بعالم فني لا يتوقف.. الإبداع حالة تصنعها الظروف والمواقف المحيطة بالفنان.. وتترجم على أسطح اللوحات

– نسرين العزام.. كيف كانت بدايات دخولك لعالم الفن التشكيلي؟وماهي أهم المحطات التي مررت بها خلال مسيرتك الفنيه؟
** كان الرسم هواية وليس احترافا فلم أدرس الرسم أكاديميا فتخصصي كان لغة عربية لكن بعد إنهاء دراستي الجامعية، عملت على تطوير موهبتي من خلال كورسات تعليمية ومن خلال التعليم الذاتي عبر الإنترنت،ومن ثم انتقلت إلى المشاركات الجماعية،ثم كان معرضي الشخصي الأول في جده عام2012،وهذه كانت أهم محطاتي مرحلة العمل على تطوير موهبتي بشتى الطرق،ومن ثم بداية دخولي للوسط الفني،حيث تعتبر هذه أصعب المراحل ولكن بنفس الوقت استحقت مني هذا الجهد، ولكن مشواري لا يقف عند هذه المحطات فتأتي بعد ذلك مرحلة الحفاظ على المجهود وما أوصلني إليه هذا المجهود من بداية الرضى عن الذات.

– هل تعتبر مشاركاتك الفنية مرضية لك في المرحلة الحالية كفنانة،وهل كانت لكي مشاركات خارجية؟
**على المدى القريب أعتقد بأنني حققت جزء من أحلامي من خلال تواجدي بالساحة الفنية ومشاركاتي،ولكن الأحلام في عالم الفن لا تتوقف،وما زلت أحلم بما هو أجمل،فما دمنا أحياء لن نتوقف عن العطاء والسعي وراء أحلامنا، ولكن في المرحلة الحالية شاركت في المملكة العربية السعودية بعدة معارض جماعية وورشات فنية،بالإضافة إلى الملتقيات الفنية والمشاركات في دول أخرى مثل الأردن،مصر،تونس،العراق،تركيا..وغيرها.

 

-ماهو الدافع الذي يحرض الإبداع عند نسرين؟وكيف تؤثر الظروف المحيطة بنا حاليا على أعمالك الفنية؟
**الدافع للإبداع عند كل إنسان هو شعوره وتفاعله مع الظروف المحيطة والمواقف النفسية التي يتعرض لها، أي موقف مؤثر سواء مررت فيه أنا شخصيا،أو مر فيه أشخاص آخرون قد يحفزني لترجمة أحاسيسي على سطح اللوحة،وأنا كرسامة بورتريهات ومهتمه بالتعابير على وجوه البشر والتي تعتبر ترجمة لما في داخلهم،أترجم تفاعلي وأسفي أو حزني على ما يحيط بنا من ظروف أليمة على وجوه لوحاتي.
– ننتقل للمشاكل التي يعاني منها الوسط الفني التشكيلي تحديدا،وما مدى علاقة وتأثير النقد الفني بهذه المشاكل؟
**مشاكل الوسط الفني التشكيلي هي أنعكاس لمشاكل المجتمع عامة،من أساليب المنافسة الشرسة أحيانا،والمحسوبيات والسلطات وما إلى ذلك بالإضافة لمعاناة الأعمال الكساد المادي،الراجع بشكل خاص إلى وعي مجتمعاتنا تجاه الفن وهي المشكلة الأساسية في الفن.

-إذن هل تعتقدين بأن الوعي المجتمعي لدينا خاصة تجاه الفن والنظرة العامة غير منصفه للفن والفنانين؟وماهو السبب برأيك؟
**نظرة المجتمع للفن حققت تطور كبير ولا أنكر هذا،والحركة الفنية تشهد على هذا،ولكن ما زلنا نحتاج الكثير من الوعي فمازال ينظر للعمل الفني بإعجاب ولكن دون القناعة بأحقيته عموما في الاقتناء أو استحقاق سعره،وأنا من وجهة نظري الشخصية ارتفاع أسعار اللوحات المبالغ فيه سبب لعزوف الناس عامة عن اقتناؤها،وخصرها في فئة معينة من الأثرياء،فلفن ليس بمتناول الجميع،وكيف نحقق ذلك في وقت يسعى فيه المرء لتحصيل حاجاته الأساسية في هذا الوقت الاقتصادي العصيب،فهل يملك ثمن اللوحة الباهظ؟!لربما صح وصف الفن بالهواية البرجوازية في بعض المواضع.

– هل يعتبر الرسم وسيلة موازية لتوصيل الفكرة والرسالة مقارنة بغيرة من أشكال الفنون والآداب؟
** تعتبر اللوحة وسيلة سهلة في بعض الأحيان لتوصيل ما نرمي إليه للمتلقي كوننا شعب ثقافته مرئية بشكل أكبر ونسبة لقلة عدد القراء لدينا، وليس تقليل من شأن الأدب وبقية أشكال الفنون والثقافة،فلفن رديف الأدب ولا يتجزأ عنه.
-هل يعاني الفنان بشكل خاص مع الإندماج أحيانا في المجتمع؟وهل يواجه مشاكل خاصة في هذا الاندماج؟
** أحيان كثيرة ،فالفنون جنون ويكمن جنون الفن ومشكلته في تعامله مع مواقف الحياه بعمق وحساسية قد تعد مفرطه وغير مبررة أحيانا،ولكن الحفاظ على التوازن النفسي للفنان أيضا مهمة الفن الأساسية وهذه مشكلة الفنان.
– بماذا تحلم نسرين كفنانة وإنسانة؟
**أن لا أتوقف عن الرسم ما حييت أن لا أواجه تلك الظروف التي تضطر الفنان التوقف عند حدود معينة ،وأحلم بالأمان والموت بسيرة طيبة كأي شخص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *