متابعات

العودة للمدارس وزيادة أسعار القرطاسية

جدة – حماد العبدلي

أكد متسوقون وأولياء أمور طلبة أن محال القرطاسية رفعت أسعارها مع اقتراب عودة بداية الدراسة بنسبة زادت على ما كانت عليه الأشهر الماضية لمستلزمات العام الدراسي من الزي المدرسي والأحذية الرياضية والحقائب المدرسية والدفاتر والاقلام والشنط في بعض ىالمكتبات ناهيك عن الملابس واشياء اخرى. اولياء الامور امام اعباء المستلزمات الضرورية وموجة الغلاء تمثل هاجسا اربك ميزانياتهم بعد الخروج من موسم عيد الاضحى المبارك. شكل عليهم عبئاً إضافياً،

إلى جانب المصاريف الدراسية الأخرى، مطالبين إدارة حماية المستهلك بوضع قائمة أسعار تلزم المحال بتطبيقها وبفرض غرامة مالية على من لا يلتزم بهذه القائمة. في البداية مصلح الخديدي ان اسعار مستلزمات المدارس والملابس والقرطاسية ارتفعت حيث الحقيبة التي كانت تباع 20 ريالا في السابق الصغيرة اصبحت 35 ريالا وقس على ذلك الدفاتر والاقلام والمراسم وغيرها اضافة الى اسعار الملابس التي يحتاجها الطلاب وأصبح كل طفل يحتاج الى طقمين على الأقل بجانب الزي الرياضي.

وأوضح ان مستلزمات كل طالب تصل الى 300 ريال على الاقل وهو ما يشكل عبئاً مالياً ضاغطاً سيما بعد الخروج من موسم اقصائي في الطلبات موسم عيد الاضحى مطالباً بضرورة تكثيف الرقابة على الأسعار، لمنع جشع بعض التجار واستغلالهم الفرص، مؤكدا ان العودة الى الدراسة اصبحت تمثل هاجساً مخيفاً لكثير من الأسر خصوصاً ذات الدخل المتوسط والمتدني، بسبب ارتفاع اسعار مستلزمات الطلبة الدراسية، وما يصاحب ذلك من اقساط الدراسة للمدارس الخاصة، مشيراً الى ارتفاع الأسعار من دون مسوغات حقيقية، ودون مراعاة لأوضاع الأسر المحدودة الدخل. وقال ان اسعار الحقائب والأقلام في بعض المراكز التجارية والقرطاسيات، مرتفعة، وميزانية الشراء التي تحتاج اليها موزعة ما بين الملابس والحقيبة والكراسات والأقلام وغيرها من المستلزمات والأدوات التي تبتكرها المحال لتدفع الطلبة الى الشراء والتنافس فيما بينهم.

وتفاوت في الأسعار
بدوره اشار عبدالرحمن القرني معلم تربوي ان الاطفال تجاوزوا الكبار في طلباتهم المدرسية وتحديداً الحقائب والدفاتر والاقلام التي يريدونها لافتا الى ان اطفال اليوم لم يعد القليل يكفيهم خصوصاً في ظل هوسهم بالشخصيات الكارتونية الشهيرة التي تضاعف اسعار المواد المدرسية فالأطفال على سبيل المثال يعشقون اقتناء مجموعة القرطاسية التي تحمل شخصيات كرتونية التي يفضلها بما تحتويه من اقلام ودفاتر وألوان و«ستيكرات» اضف الى ذلك الحقيبة المدرسية وزمزمية الماء وحقيبة ،

ناهيك عن الحذاء والرداء المدرسي حيث كلفت الحقيبة المدرسيه والدفاتر والاقلام والرسوم تكفلت بقية الميزانية مضيفا انه وبالنظر للاولاد فانني اجدهم موفرين الى درجة ما مقارنة بالفتيات اللواتي تتعدد تفاصيل احتياجاتهن وكلها تتكفل بها الاسرة وتعاني منها في ظل ارتفاع الاسعار، موضحا ان اختلاف الاسعار وتفاوتها من مكان الى آخر وان كان يفتح مجالا للتلاعب والنصب الا انه يسهل المهمة علينا حيث يجعلنا نبحث عن الارخص وما هو في متناول الايدي من مكان الى اخر بحسب نوعية المنتج وكذلك نوع المتجر فما يمكن اقتناؤه بأسعار مناسبة قد نجده في كثير من المحال التجارية الخاصة بأضعاف الثمن. ويوضح القرني ان الفروقات في الاسعار بين قرطاسية واخرى يتيح للبعض التنقل للبحث عن الارخص.

إرهاق ميزانيات الأسر
وقال محمد الشمراني ان غلاء الأسعار جعل اولياء الأمور يتوجسون من المكتبات والقرطاسيات التي لم تسلم من الغلاء الذي ارهق ميزانيات الأسر واتجه البعض الى المحال المخفضة بسبب رخص الأسعار الذي اغرى الكثير من الأسر بالتوجه اليها دون غيرها من الأسواق الأخرى لشراء المستلزمات المدرسية وكثرة المواسم جعلت الكثيرين يقللون من الانفاق، موضحا ان المواسم استنزفت الكثير من الأموال الى درجة ان كثيراً من الأسر تستدان من اصحاب المحلات

مؤكدا ان موسم العودة للمدارس يمثل عبئاً كبيراً يتكرر مع الأسر كافة سنوياً ولاسيما التي لديها عدد كبير من الأبناء يتعلمون في المدارس وزيادة الأسعار اصحبت ظاهرة اعتادت عليها المجتمعات وخطط لها كل اسرة وابتكرت العديد من الوسائل للتعامل معها، مؤكداً ان الأسرة التي تهتم بترشيد نفقاتها ومصروفاتها تستطيع المرور من تلك الازمة بسلام اضافة الى استغلال موارد متعددة تناسب دخل الأسرة يسهم وبشكل فاعل في الوفاء باحتياجاتها ولاسيما ان اسعار المستلزمات تختلف من مكان لآخر ومن مكتبة لأخرى وفقاً لجودة المعروضات.

تداعيات ومتطلبات
وأكد التربوي علي السفري اننا في مواجهة تداعيات ومتطلبات الاجازات ثم الاستعداد للدراسة ومستلزماتها الأساسيه، وكذا احتياجات الأسرة الدورية تشكل ضغطاً اجتماعياً واقتصادياً على ميزانية الأسر ما يستدعي ضرورة مواجهة اعباء الحياة الناتجة من زيادة اسعار السلع المختلفة والخدمات موضحا ان هذه التطورات افرزت بعض الآثار السلبية التي مسّت حياة وسلوك الطفل والمرأة والأسرة، مثل عادات الاستهلاك المتزايد لدى الأفراد،

وهي ظواهر استهلاكية غير رشيدة، ولاشك ان الأسرة التي تهتم بتخطيط اسلوب حياتها، وترشيد نفقاتها ومصروفاتها، ستحقق اهدافها وتبلغ ما تصبو اليه من رغبات مضيفا ان اهم مظهر اجتماعي اقتصادي يتمثل في وضع ميزانية للدخل المالي للأسرة، وتحديد طريقة التصرف في هذا الدخل على الوجه المعتدل بدون تبذير او اسراف باعطاء كل بند من بنود الانفاق حقه المناسب، لذلك ينبغي التخلص من القيم الاستهلاكية السيئة الضارة، حتى لا يتسبّب الاستهلاك الترفي مثلاً في وجود الفقر وسط الرخاء، اذ باستمراره قد تضيع موارد الأسرة ويفقد معها التوازن النفسي والاجتماعي.

ضيف ثقيل
وأشار السفري الى ان موسم العودة للمدارس ضيف ثقيل الظل لجميع الأسر خاصة التي تكون التزاماتها كبيرة ودخلها متوسطا او ذات الدخل المحدود ما يجعلها عاجزة عن مواكبة الارتفاع المفرط في اسعار الأدوات المدرسية، مبينا بأن مسألة توفير الأدوات المدرسية تمثل هاجسا لكل الأسر التي تعاني ظروفا مادية صعبة وفي ظل استغلال بعض التجار فرصة الدخول المدرسي لرفع اسعار ادوات الدراسة والقرطاسية بشكل خيالي وأيضا المناسبات الأخرى، ما يتطلب وجود رقابة حازمة وجادة توقف استنزافهم ماديا.

معاناة حقيقية
وأوضح حمد الثابتي ان الاستعداد والعودة الى المدارس يبدأ مع المعاناة كل عام في هذا الوقت من السنة وخصوصا الآن في ظل استمرار غلاء الأسعار الذي لم يشهد تراجعا يذكر مما اصبح هاجسا حيث لم تبق سلعة الا وارتفع سعرها بشكل ملحوظ وخصوصا في حلول هذه المواسم الكبيرة،

لافتا الى ان كل واحد من ابنائه يحتاج الى ادوات خاصة في ظل المغريات المختلفة التي تتمثل بأدوات ملونة وبصور معينة ورسومات لشخصيات كرتونية محببة لديهم حيث باتوا لا يرضون بأي شيء، مضيفا ان جميع المستلزمات الدراسية حاليا اسعارها مرتفعة بالمقارنة عن العام السابق بحيث ان اسعار السلع عموما اخذت في الارتفاع.

يرى العتيبي بأن التجهيز المبكر للعودة للمدارس هو الحل المناسب وعلى كل رب اسرة ان يلجأ الى هذه الطريقة لأنها تساعده على تجاوز غلاء الأسعار وتمكنه من تقسيم ميزانية العودة للمدارس الى عدة اشهر بدلا من تحميلها على مرتب شهر واحد واضاف من الضروري ان يحرص ولي الامر على القيام باقتناء ما يناسب ميزانيته من المواد والتجهيزات القرطاسية والمدرسية حتى لا يقع فريسة لارتفاع اسعار هذه المواد،

وشخصيا اتمنى ان تكون هناك التفاتة من قبل المسؤولين عن الأسواق للمخالفات الواضحة في الغلاء االغير مبرر للمواد القرطاسية فلو وجدت هذه الرقابة وكان لها تواجد حقيقي على الأرض لما وصل الحال لبعض الأسر للاقتراض لشراء التجهيزات المدرسية وحرمان اسرهم من بقية الاحتياجات الضرورية لهم وأعان الله الجميع على هذه المناسبة الثقيلة،

مبينا في غير هذه الطريقة تستلزم ميزانية خاصة لدى الأسر الكبيرة فولي الأمر يجد نفسه قد صرف على مستلزمات الدراسة ما يصرفه في شهرين وهذا يسبب عجزا في ميزانية بعض الأسر وذكر بأن العودة الى المدارس وشراء مستلزمات اطفالها تعد من اهم الأمور التي تقوم بها في وقت مبكر ومع بداية العروض الموسمية التي تقوم بها المحال التجارية او اثناء سفرها للخارج في العطلة الصيفية. موضحا بأنها تشتري الاحتياجات الأساسية قبل بدء العام الدراسي مثل الحقيبة والأقلام اما الاحتياجات الأخرى وخصوصا الدفاتر فتكون اثناء بدء الدراسة وأشار ايضا الى ان كثرة المعروضات والأنواع والألوان والأشكال والرسومات ادى الى حيرة الأبناء وكثرة مطالبهم.

استنزاف الجيوب
وأوضح حسين اليافعي انه يزور المكاتبات والاسواق لاقتناء ما يحتاجه اطفاله من ادوات مدرسية لانه لا يجد وقتا مناسبا لاقتنائها بعد اسابيع بسبب العمل وزحمة السير التي تشتد بعد العودة الى المدارس لكنه لا يخفي امتعاضه من غلاء اسعار مواد القرطاسية التي ترتفع كل سنة عن مثيلاتها في السنة التي سبقت.

وتساءل عن سر هذا الارتفاع المتواصل للأدوات المدرسية منذ عدة سنوات رغم التراجع في جودتها نتيجة لاستيراد الكثير منها من دول آسيوية معروفة برداءة المنتجات مؤكداً ان ارتفاع اسعار مواد القرطاسية يربك حسابات بعض اولياء الأمور ويؤثر تأثيرا كبيرا على ميزانيات الأسر ذات الدخل المحدود كما ان تعدد الشركات المنافسة لترويج القرطاسية والأدوات المدرسية كان من المفترض ان يسهم في انخفاض الأسعار الا انه على العكس من ذلك يساهم في ارتفاعها لهذا يلجأ بعض اولياء الأمور الى المحلات التجارية التي تبيع الأدوات المدرسية المستوردة من دول آسيوية ذات السعر المنخفض مقارنة مع مثيلاتها المستوردة من دول اوروبية معروفة بجودة صناعتها لكن المشكلة تكمن في ان الخسارة هي نفسها فهذه المواد المستوردة من دول آسيوية لا تصمد كثيرا وهو ما يجعل ولي الأمر مطالب بتغييرها بعد اسابيع لذا ادعو حماية المستهلك الى متابعة مواد القرطاسية والحيلولة دون استنزاف جيوب اولياء امور الطلبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *