أوراق .. وذاكرة الأرشيف

الشيخ عبدالرحمن فقيه يتذكر .. انتهت الحـرب العالمية فعاد الاستيراد والسلع الكمالية بعد توقف .. (الحلقة الثالثة)

تسجيل وإعداد:خالد محمد باطرفي

عودة الاستيراد والسلع الكمالية
مع بداية العام 1944 م، بدأت الحرب العالمية الثانية تضع أوزارها بعد أن أبادت أكثر من 55 مليون نسمة من الجنود والمدنيين، إضافة إلى مايقارب الـ 35 مليون جريحا ومصابا .
وبعد احتلال اليابان واستسلام المانيا، عام 1955م، وتدمير أوربا وانهيار اقتصادياتها، وتقسيمها بين شرقية وغربية، ظهرت قوتين رئيسيتين جديدتين في العالم هما الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتي .

ومع انتهاء الحرب وفتح المسارات البحرية للسفن المدنية، فتح باب الاستيراد لكل الكماليات التي كانت شحيحة وغالية الثمن، وعندها انحسرت اجتهاداتي الشخصية التي كنت أبذلها لتصنيع هذه الحاجيات لانعدام الحافز الذي كان يشجعني على تلك التجارب والمحاولات .ذلك أن البضائع كالنشا والكلور والصابون كانت تصلنا بأرخص من تكلفة تصنيعها محليا.

انحسار الزراعة وتضرر البادية
أما على نطاق تجارتنا الأساسية، فقد تقلص سوق الخيوط الحريرية والذهبية والأصبغة، لأن أكثر زبائننا من البادية والقرى المحيطة بمكة المكرمة وقد ضعفت مواردهم من منتوج الزراعة والرعي، التي كانت تمون المدن. وكان السبب في ذلك سحب مياه عيون وآبار تلك المناطق الزراعية لتلبية حاجة المدن المائية، وبذلك اختفت معظم المناطق الزراعية، وانتقل سكانها إلى المدن للبحث عن الوظائف الحكومية والعسكرية وغير ذلك من الأعمال الحضرية .

هجرة البادية للمدن
ومن الطبيعي وبهذه الإجراءات الحكومية أن تدخل مكة المكرمة وباديتها في منعطف جديد أثّر بقوة على حياة المجتمع، إذ هجر سكان (الزيماء والمضيق وسولة وبعض سكان وادي فاطمة) قراهم بعد أن دفعت لهم الحكومة التعويضات عن الماء الذي سحب من أراضيهم .
وكانت النتيجة أن تمتعت المدن بالماء العذب الوفير على حساب القرى التي فقدت مقومات بقائها كمصدر للزراعة والثروة الحيوانية .
لقد اضطرت الدولة لذلك الإجراء في سبيل مصلحة الأكثرية، ولخدمة ضيوف الرحمن، ولم تتوفر في ذلك الوقت الإمكانيات والتقنية الحديثة التي تسمح بإكتشاف وإستخراج المياه أو تحلية مياه البحر، كما هو متوفر اليوم بفضل الله وكرمه .

ميزانية ما بعد الحرب .. ضعيفة
ففي مرحلة مابعد الحرب العالمية الثانية كانت إمكانيات وموارد الدولة محدودة جدا. فالنفط الذي تم أكتشافه في البئر 7 عام 1938 م في الدمام، بالمنطقة الشرقية، توقف انتاجه لظروف الحرب التي اشتعلت في العام التالي، وبالكاد بدأت الشركات الأمريكية المتحالفة تحت اسم شركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو) في إعادة التشغيل، العام 1948. وفي العام 1950 م رضخت الشركة الأمريكية لطلب الملك عبدالعزيز بالمشاركة المتساوية في ملكية وإدارة الشركة، مع بناء خط حديد الرياض – الدمام.
وقبل ذلك التطور الهام كانت ميزانية الدولة تعتمد على عائدات الحجاج التي تمثل وحدها ثلث ميزانية الدولة، إضافة إلى الرسوم الجمركية وإيرادات الزكاة ودفعات أكثرها على الحساب من أرامكو. ولم يكن هناك مجال للإنفاق على التنمية لأن كل جهود الدولة كانت تبذل من أجل توفير المقومات الأساسية للمواطنين وتأمين رواتب الموظفين وخدمة ضيوف الرحمن.

خدمات المياه .. بـ(الزفة) و(القربة)!
أود أن أذكر هنا وأنا أتحدث عن خدمات المدن، أن لايعتقد القارئ بأن هناك شبكات للكهرباء تعم مكة أو أن هناك تمديدات للصرف الصحي أو ايصال الماء عبر شبكة مياه .
كان الماء يصل مكه الى مواقع معينة تسمى (بازان) أشبه ما تكون بالمواقع التي تعبيء صهاريج المياه حاليا. ويأتي السقاة، من الرجال الأفارقة الأقوياء، فيملأون قربهم المصنوعة من الجلد، ويحملونها على ظهورهم لتوزيعها على البيوت.
وهناك السقاة من أخواننا أبناء الجنوب الذين ينقلون الماء بواسطة صفائح تسمى (الزفه)، حيث يحمل كل منهم صفيحتين تحتوي كل منها ما يقارب أربعة جوالين، ويثبت كل اثنين منها على طرفي عود من الخشب يتميز بالقوة والصلابة يسمى (البمبي) ويستورد من (إندونيسيا). على أن الأكثر انتظاماً في هذه الخدمة كان إخواننا الأفارقة.

تحكيم السقايين الأفارقة
ومادمنا في حديث الماء و السقايين، أذكر أنه كان هناك شيخا للسقايين (الأفارقة) يرجعون إليه في مشاكلهم ويحتكمون إليه في كل أمورهم، حتى إذا اعتدى أحدهم على الآخر فإنه يعقد لهم جلسة يرأسها مع اثنين من المحكمين ويحقق مع الطرف المعتدي .
ويفصل في الحكم بواسطته بعد مشاورة المحكمين الموجودين إلى جانبيه ومن ثم يحدد العقاب ويمتثل الخصم لتنفيذ العقوبة دون أي معارضة. فلو كانت العقوبة جلدا يطرح نفسه على الأرض على (فروة)، ويقوم أحد الموجودين بتنفيذ الحكم .ويستمر في الجلد بعصا مخصصة لهذا الغرض حتى يقوم الشاكي برمي حزمة من البرسيم الأخضر وذلك إخطاراً للحكم بأنه اكتفى بما تم تنفيذه . وبذلك تنتهي المحاكمة والحكم والتنفيذ في آن واحد فيما لا يقل عن نصف ساعة من الزمن.

سمات المجتمع المكي
كان المشهد يمثل طبيعة الحياة الإجتماعية في مكة، والتي تتمثل في الحرص على رفع الظلم، وإحقاق الحق، وتسديد الحقوق، بدون مماطلة أو تعطيل.
كما يظهر الصرامة التي تميز بها هذا المجتمع بكل فئاته، والاحترام الشديد لأولي الأمر على كل مستوى وصعيد. فمن البيت إلى المسجد، إلى المدرسة، إلى السوق والأعمال، للكبير هيبة ومكانه واحترام وتقدير.

الانتخاب ووعي الناخبين
وجانب آخر في هذا المشهد، هو الانتخاب. فشيوخ الحرف، والطوائف، والحارات كانو كلهم منتخبين. فمن شيوخ الصناعات التقليدية كاللبانة، والنجادة، والصاغة، الى الخدمات، كاللحامة، والنجاره، والحداده، والزمازمه، إلى شيوخ (عمد) الحارات .. كان الناس تنتخب بحرية تامة المرشحين وفقا لمواصفات دقيقة وواعية وحكيمة، وليس لوعود انتخابية زائفة. فالكبير كبير بدينه وأخلاقه وقيمه وتاريخه ومواقفه. كبير بعقله وحكمته وثقافته وقدرته على التصدي للتحديات وتأليف القلوب واصلاح ذات البين ويرجعون إليه في حل مشاكلهم أو مشاكل المتعاملين معهم، وبذلك يخففون من وصول المشاكل إلى الإدارات الحكومية أو المحاكم الشرعية.
ولم يكن المنتخبين بالضرورة اصحاب نعمة وجاه، وهذا دليل على وعي المجتمع المكي على بساطته وقلة تعليمه في ذلك الوقت وحضاريته وسعة إدراكه.
ولا زلت أذكر مشهد العمدة الفائز في الانتخابات وهو يزف من سكان الحارة في الشوارع العامة وهم يرددون (شيخنا دايماً).
أوضاع أهل البادية
بعد هذا الكلام عن الماء والسقايين، أعود إلى وضع أهل البادية الذين تأثرت مزارعهم ومواشيهم بسحب المياه من ابيارهم إلى المدن، وكذلك الحال لرعاة الإبل الذين تأثرت منافعهم أيضاً بوجود السيارات، وقد كانوا يمثلون مورداً جيداً أيضاً لدكان الصباغة. فبعد نهاية الحرب بدأت البلاد تشهد النقلة الحضارية العالمية في استبدال وسائل النقل الحديثة … من الحمير والخيول والإبل، إلى السيارات. وكانت السيارات تعد على الأصابع في مكه، لدرجة أننا نعرف أصحابها واحدا واحدا، ويجري الأطفال ليشاهدوها كلما مرت وأثارت الغبار في شوارع مكة التي لم تعرف الأسفلت والترصيف والتشجير بعد.

رسوم لتعويض أصحاب الأبل
لم تهمل الدولة رعاها الله رغم إنشغالها بتحديث البنية التحتية، ونشر التعليم، وبناء مؤسسات الدولة المدنية، وخدمة ضيوف الرحمن، رعاية سكان البادية الذين فقدوا مصدر رزقهم بعد دخول السيارات، فعملت على تعويضهم بأن وضعت رسوما على كل طرد ينقل من جدة إلى مكة ومقداره (ربع ريال)، ومن جدة إلى الرياض (نصف ريال)، وجعلت لهم من يمثلهم في تحصيل تلك الرسوم وتوزيعها على الفقراء منهم ويسمى (المخرّج). حتى أن بعض العوائل الآن تحمل هذا الاسم نسبة إلى عملهم في هذا المجال. ولم يكن يسمح لأي سيارة أن تنقل البضاعة من مدينة إلى أخرى إلا بعد إحضار (فسح) من المخرّج يفيد بدفع الرسوم (الخراجة).

انحسار تجارة الصباغة
وأمام ضعف موارد أهل البادية (الزبائن الدائمين لدكان الصباغة)، كان من الطبيعي أن تضعف قوتهم الشرائية، مما انعكس سلبا على موارد دكان الصباغة والحرير والقصب، مما جعلني أفكر جدياً في الاتجاه إلى مجال آخر من مجالات التجارة نعيش منه بدلا من الصباغه .فقد كان مصدر رزقنا بعد الله ذلك الدكان الصغير المعتمد على زبائن لم يعد لديهم الإهتمام باقتناء الملابس الملونة والقصب والعقل في زمن الفقر والجفاف.

أزمة السمن البري
وقبل أن أتحدث عن الفكرة الجديدة التي ألهمني الله سبحانه وتعالى إياها كمورد تجاري جديد لعائلتنا، لابد لي أن أعود مجدداً إلى أهل البادية بعد سحب مياه العيون والآبار من قراهم، فقد صادف في نفس ذلك الوقت أن شحت الأمطار أيضاً، مما أثر على نشاط فئة أخرى من البادية وهي التي كانت تجلب السمن الحيواني (البري) والمستخرج من زبدة حليب الأغنام، حيث اختفت قرب السمن البري التي كانت تملأ شارع المدعى طولاً وعرضاً بسبب شح الأمطار وقلة المراعي.
لقد كان سوق المدعى، قبل الجفاف، يمتلئ صباحاً بقرب السمن الواردة من شتى أنحاء المملكة الى تجار سمن الجملة الذين يزنون هذه القرب بميزان (القباني) بواسطة مختص يطلق عليه (الوزّان)، وقد تسمت عائلات بأسم هذه المهنة، كما جرت العادة. فأكثر عائلات مكة، كانت تسمى بأسماء المهن، فعائلات النجار والسمكري والجزار والحداد واللبان والسمان وغيرها هي أسر تخصصت في المهن التي تسمت بها.

السمن المغشوش
لقد أدت ندرة السمن البري الى ظهور السمن المقلد، حيث قام بعض بائعي السمن بتقليد السمن الطبيعي باستعمال الزيوت النباتية وطبخها مع بعض أنواع النباتات وإضافة بعض الروائح إليها لتكسبها طعم السمن الطبيعي .ولكن شتان بين طعم السمن البري الأصلي وبين تقليده بطريقة مكشوفة وممجوجة لدى المتذوق وربة المنزل.
ورغم ذلك كان هذا السمن الذي أطلق عليه (سمن خشبي) متداولاً عند البعض، لأنه نتيجة لشح السمن البري الأصلي على طريقة (وما حيلة المضطر إلا ركوبها).
أدى حال هذه المادة الأساسية في الطعام إلى أن يفتح لنا الله باب الخروج إلى تجارة جديدة ، لها قصة طريفة.
رب “صيفية” نافعة!
كان أهل مكة يقضون الصيف في الطائف، وهي عادة سنوية فلم تكن السياحة الخارجية متوفرة كما هي اليوم، حيث يسافر أهل مكة وغيرها من مدن المملكة إلى الخارج بحثا عن الجو اللطيف.
ونظرا لقرب الطائف من مكة المكرمة بالذات، ولشدة الحرارة في صيف مكة عمرها الله، كان أكثر سكانها، يغادرونها إلى الطائف في غير وقت المواسم الدينية، رمضان والحج.
وكان لنا بيت نسميه في العائلة (دار المصيف) ويقع في حي العزيزية بالطائف بجوار (دار البعثة الإنجليزية) وهي بعثة تدريب مع الجيش، منذ ما يقارب ستين عاماً، فقد كان هم الملك المؤسس عبد العزيز يرحمه الله النهوض بالبلاد في كل المجالات ومنها بناء الجيش على أسس حديثة.
السمن النباتي
كانت البعثة الإنجليزية تستورد كل حاجياتها من الخارج، ولاحظت انا وأخي محمد في بعض المخلفات التي يلقونها في الحاويات المخصصة بعض العلب الفارغة مكتوب عليها باللغة الإنجليزية (Vegetable ghee) أي (سمن نباتي).
وبحكم صلة الجوار فقد طلبت من أحد أعضاء البعثة علبة من هذا المنتج، وجربته فوجدته أقرب إلى البري من السمن المغشوش المتوفر لدى بعض الباعة .
أودّ هنا أن أشير إلى أن هناك لحظات بسيطة وعابرة تمر في حياة الإنسان قد تمثل منعطفاً كبيرا في مسيرة حياته وعمله ومستقبله، ومنها تلك العلبة، فقد كانت تلك اللحظة مفتاحا أراده الله سبحانه وتعالى، ليكون مصدرا لتجارتنا إذ حصلت من العلبة على عنوان الشركة المنتجة له، وهكذا بدأنا تجارة جديدة اعتمدت على حاجة الناس إليها.

التجارة المفيدة تكامل
ولهذه التجارة قصة استمرت عشرين عاما، سأحاول تلخيصها في الصفحات القادمة.
فقد كنت ولا أزال أبحث عما أقدمه من خدمة لغيري تفيده وتفيدني. ولا أريد أن أطرق بابا طرقه غيري، فالله سبحانه وتعالى فتح أفاقا واسعة أمام الإنسان كي يتكامل مع إخوانه من بني جنسه فيكون إضافة ذات فائدة وليس إضافة تزيد العبء على تجارة وربح الآخرين. تلك هي قناعتي الازلية التي قادتني في كل مرة إلى نوع جديد وفريد من التجارة .

(سمن فقيه)
كنا ما نزال نصيّف في “الطائف” عندما أخذت عينة من السمن النباتي من جيراننا الإنجليز وقلت لوالدي بأننا على أبواب تجارة جديدة ستسد فراغا كبيرا في حاجات الغذائية اليومية. ابتسم رحمه الله ورد علي وبسرعة لم أتعودها منه: ( إن شاء الله صناعه جديدة ياعبدالرحمن؟!) وكان يشير إلى محاولاتي في تجاربي السابقة لصناعة الصابون والكلور والنشا. فقلت له (لا .. بل هي تجارة استيراد السمن)، وعرضت عليه العلبة. فأخذ يتفحص السمن بداخلها وبينما هو يتذوقه بلسانه، قلت له إنني أرى في جلب هذا النوع الى السوق فتحا كبيرا في تجارتنا .. فابتسم ورد أن وجود دكاننا الصغير هو مفتاح رزقنا ولابد أن يبقى .. فاستأذنته بأن أتولى موضوع السمن وأكون مسؤولا عن تجارته، فلم يمانع، على أن يبقى ابن عمتي (احمد فارسي) مسؤولا عن دكان الصباغ.

مراسلة شركات السمن
بدأت بالاتصال بالشركة التي وجدت عنوانها على علبة السمن الفارغة وهي شركة هولندية، مما أتاح لي التعرف على كيفية صناعة السمن .
كما قمت بمراسلة شركات أخرى منافسة، وكنت أتحين جوابها كل يوم، حتى تكونت لدي فكرة كاملة عن الشركات المنتجة له ومقارنة أسعارها وأصنافها ومستوى جودتها والمواد المكونة لها من الزيوت .
استقريت أخيرا على نوع جيد من السمن النباتي من الشركة الهولندية الأولى، وفتحنا لهم اعتمادا باستيراد طنين من السمن .

إقناع المستهلكين
وصلت الكمية، وبفضل من الله عز وجل وتوفيق منه كنا أول المستوردين الذين أدخلوا هذا المنتج إلى الأسواق. ولذا كان علي أن أقنع المستهلكين بالمنتج الجديد، فقمت بحملة لتعريف الأسواق والجمهور ببديل للسمن البري الذي شح وجوده في الأسواق.
وقد كان منتجاً غريباً على الجمهور في بداية الأمر، فالتحول من السمن البري إلى النباتي يحتاج إلى تغيير في العادات الغذائية، وفي الثقافة الإستهلاكية. ولذا لم يكن الأمر سهلا، لكن الله وفق وأقتنع الناس.

نصيحة لشباب التجارة
وأود هنا التركيز على عامل الإبداع في اختيار نوع التجارة لمن يريد أن يبدأ من جيل شبابنا في هذا المجال.
والإبداع الذي أقصده هو التفكير والبحث في دخول مجال جديد يوفر حاجة للسوق ويقدم في نفس الوقت إضافة جديدة تنفع وتفيد، بدلا من مزاحمة الآخرين فيما بدؤوا فيه بالتكرار والتقليد.
فليس من المجدي أن استورد منتجا يستورده غيري وهو متوفر في الأسواق ، بل استيراد منتج يضيف الى السوق ، فتتحقق بذلك الربحية وتوفير ما يريده المستهلك في وقت واحد .

كيف أقنعنا المستهلك
أعود مرة أخرى الى الطريقة التي استخدمناها في إقناع المستهلك بالمنتج الجديد (السمن النباتي). فكرت في طريقة سهلة ومريحة للمستهلكين حيث أسست محل خاص لبيع السمن، وكنا نفرغ السمن في الصفائح (إناء واسع) ونسمح للجمهور بتذوقه بأسلوب تراعى فيه معايير الصحة والنظافة. كما نعطي البعض عينات يأخذوها إلى منازلهم ليجربوها في الطبخ لإقناع أسرهم بأن سمننا هو البديل الأنسب للسمن البري، ويحمل نفس طعمه وكثافته ولونه ورائحته.
كسبنا الجولة في إقناع الناس بجدوى هذا المنتج الجديد كبديل للسمن البري، وبالتالي كسبنا السوق وراجت تجارتنا، وحققنا ولله الحمد والشكر أرباحاً مجزية .
وقد كان أول استيرادنا كما قلت طنان فقط، لأننا لم نكن متأكدين من تقبل السوق له، وبفضل من الله سبحانه وتعالى، وجدنا إقبالاً شديداً عليه .. فاستوردنا كميات جديدة، وتيسيرا على المستهلك والموزع والبائع وضعنا السمن في عبوات بأحجام مختلفة (خمسة أقة) و (اثنين أقة) و(أقة واحدة).

اعلانات الطرق
كان لابد من دعم ترويج السمن النباتي بطرق مبتكرة، فالترويج من وجهة نظري مهم جدا في عملية التسويق .وانا من المؤيدين للإعلان فهو وسيلة سريعة للتعريف بالسلعة وابراز تميزها خصوصا اذا كانت سلعة جديدة على السوق، مثل السمن النباتي .
لم تكن وسائل الترويج الحالية متاحة، فليس لدينا في ذلك الوقت محطات تلفزيونية وإذاعية حتى نستغلها في الترويج، ففكرت في وسيلتين: الأولى أن أضع لوحة كبيرة تعرّف بسمن فقيه في مكان تكثر عليه حركة الناس، وهي الطريقة التي تسمى الآن (اعلانات الطرق).

الإعلان في الصحف
وكذلك استغلال الإعلان بشكل مميز في الصحيفة الوحيدة المتاح الإعلان فيها وهي صحيفة البلاد السعودية التي كان يرأس تحريرها المرحوم الأستاذ عبد الله عريف، وتصدر في مكة المكرمة في أربع صفحات .
وقد بدأنا بتلك الحملة لترويج بضاعتنا وكانت الأولى من نوعها على مستوى البلاد حيث وضعنا لوحات إعلانية على طريق مكه – جده ، كما نشرنا إعلانات في الصحيفة. وكان الإعلان على هذا المستوى يعتبر أسلوباً جديداً لم يعتد الناس عليه.

تحديات الحملة الإعلانية
كان للإعلان أثره الفعال رغم رخص الثمن الذي يدفع مقابله مقارنة بما هو عليه الوضع الإعلاني حاليا، حيث أصبح يكلف مبالغ كبيرة، تبرمج مسبقا في الميزانيات العامة.
تفاهمت مع الأستاذ عبد الله عريف على مبدأ الإعلان فوافق على الفور، لكن المشكلة التي واجهتها هي عدم وجود مصمم محترف للإعلان فكل الإعلانات أو أغلبها لاتتعدى الكتابة العادية، بمعنى أن الإعلان يختلط مع المادة المنشورة سواء كانت خبرا أو مقالا، ولايمكن التعرف عليه بدون أن يعنون بـكلمة (إعلان).
وهي طريقة لا تتفق مع هدفي من الإعلان، إذ لا معنى إطلاقا أن انشر إعلانا يظهر على شكل مقال أو خبر عن سمن فقيه.

استخدام الكاريكاتير في الإعلان
لذلك اجتهدت في إخراج الإعلان ليكون أكثر تأثيراً على الجمهور فاستعنت ببعض رسامي (الكاريكاتير) من مصر لتصميم عدد من الإعلانات عن منتجنا بشكل يظهر في كل إعلان رسما كاريكاتيراً جديداً بفكرة جديدة. وقد ساعدني في ذلك إخوتي عمر وسليمان وكانوا في مصر في ذلك الوقت.
وقد خدم هذا الإعلان الصحيفة أيضا، حيث أصبح الجمهور يتشوق للاطلاع على العدد القادم لمعرفة مضمون الكاريكاتير الجديد .. وكان لذلك مردوده الإيجابي والفعال في التعريف بمنتجنا والتسويق له.
ومن الطرق المبتكرة التي لجأنا اليها إمساكية رمضان، في وقت يعرف طباعة الإمساكيات طباعة ملونة فاخرة تحوي مواعيد الصلوات والإمساك والإفطار حسب توقيت أم القرى للشهر الفضيل. وكانت هذه الإمساكيات مهداة من سمن فقيه، وعليها شعاراتها. وقد نجحت هذه الفكرة نجاحا كبيرا، وصار الناس يعلقونها على جدران بيوتهم ومحلاتهم. وانتشرت بعد ذلك فطبقها غيرنا من التجار لصالح منتجاتهم.
اتساع تجارة السمن
نجاحنا في السوق المكي وماحوله، تبعه نجاحات أخرى. فقد بدأنا في تموين بعض المؤسسات الحكومية مثل الضيافة الملكية، ووزارة الدفاع والطيران. كما وصلت منتجاتنا إلى مناطق أخرى، حيث بدأت في الوسطى والشرقية، ثم تبعتها بقية المدن والمناطق تباعا.
وقد حرصنا أن يكون لنا وكلاء توزيع في كل مركز توزيع، نوفر لهم عائد ربح متوازن ومعقول، لا يثقل على المستهلك، ولا يؤثر على مصلحتنا ومصلحة الموزعين.

عرض التعاون مع الباكستان
وعلى ذكر استيراد السمن فقد طلب مني أحد الوزراء وقتها بواسطة شقيقي عمر فقيه، الذي كان يشغل منصب وكيل وزارة التجارة آنذاك، الاجتماع به لأمر هام .. وتم الاجتماع بحضور أخي.
وكان الهدف من الاجتماع إخباري بأن هناك رغبة بأن نتعاون مع الشركات الباكستانية لإنتاج السمن النباتي تقوية للعلاقات الاقتصادية مع الأخوة في الباكستان .
وقد فوجئت بذلك وطلبت فرصة للتفكير وعمل هيكلة لهذه الشركة وتقديم متطلباتنا ودراسة متطلباتهم وشروطهم .
فمن حيث المبدأ لم تكن لدي ممانعة لاسيما إذا كان ذلك يخدم الطرفين، لكن المشكلة هي مستوى وجودة السمن الباكستاني قياسا الى السمن الذي نستورده من هولندا. لأن مايهمنا في المقام الأول هو جودة المنتج الذي تعود المستهلكين عليه لسنوات طويلة، إضافة إلى عقبة ارتباطنا بعقود طويلة المدى مع الشركة الهولندية .

تخوفت من تخلف الصناعة وسطوة السياسة
ومع ذلك فكرت في كيفية الارتباط بشركة “باكستانية” لعمل صناعة متطورة في هذا المجال لأن باكستان في ذلك الوقت لم تكن على مستوى متقدم من العلم والتقنية .
وأن هناك دولاً متخصصة في هذه الصناعة وهي أعلى مستوىً وتطوراً علمياً وتقنياً في هذه الصناعة وغيرها من الصناعات الأخرى مثل هولندا على سبيل المثال التي كان التعاون والتعامل التجاري بيننا وبينهم مستمراً وقائماً .
لكنني تذكرت أن أكثر الدول النامية تجعل الاقتصاد في خدمة السياسة وليس العكس حيث تخدم السياسة الاقتصاد … فلم أتحمس لتلك الفكرة ومرت الأيام .
ولم يتم التعاون مع الشركات الباكستانية في هذا المجال على وجه التحديد، وربما تم التعاون في مجالات أخرى .
استمرت تجارتنا في السمن النباتي ما يقارب عشرين عاماً، واستطيع أن أقول بأنه، ولله الحمد والمنة، تحقق لنا بفضل الكريم وتوفيقه، الربح والأهداف التي وضعناها، وكان عملا ناجحا بكل المقاييس.

زيارتنا لهولندا
في صيف عام 1370هـ الموافق 1951م قمت برحلة بصحبة الوالد رحمه الله إلى هولندا ودول أوروبية أخرى بهدف علاج الوالد، وكذلك لزيارة الشركة الموردة. استغرقت رحلة الطيران وقتا طويلا وشاقا، دام قرابة 18 ثمانية عشرة ساعة طيران، حيث غادرنا مكة أولاً إلى جده ومنها جواً إلى القاهرة ومن ثم إلى اليونان. ومن هناك طرنا إلى ايطاليا ثم وضعتنا آخر رحلة في هولندا بعد أن أخذ منا التعب مأخذه من إرهاق رحلات متتابعة ومطارات عديدة.
فالطائرات ووسائل النقل الجوي عموما لم تكن كما هي عليه الآن، ولذلك أخذنا نتنقل بين المطارات والدول حتى وصلنا أخيرا أمستردام وكان مندوب الشركة في انتظارنا حيث أكمل لنا إجراءات الدخول بكل يسر وسهولة.
وفي المقابل، لم تكن الإجراءات معقدة كماهي الآن، فلم يكن خطر الإرهاب قد وتًر علاقات الشعوب والدول وقتها، فكان التنقل والتعامل يمضي بسلاسة وسلام .

المدنية والطبيعة الخلابة
كان أول ماشدني ونحن نخرج من المطار وأشاهد أول بلد أوربي أزوره في حياتي هو الطبيعة الخلابة، والطرق المعبدة وسلاسة حركة والمراكب البحرية والقطارات والسيارات والدراجات النارية والهوائية. وهولندا بالمناسبة كانت ولا تزال أكثر بلدان اوروبا أستخداما للدراجات الهوائية.
وبعد أن حطينا الرحال في الفندق المعد لإقامتنا بدأ برنامج زيارتنا التي قضيناها في مراجعات وفحوصات طبية للوالد، وفي زيارات سياحية، وجولات في المزارع ومراعي الأبقار الهولندية الشهيرة، ومصانع السمن والصناعات المساندة.
ومع انقضاء كل يوم تزداد مساحة إعجابي بما أشاهده من رقي ونعم ورفاهية في هولندا وفي بقية الدول الأوربية التي زرناها في تلك الرحلة. فالتطور الصناعي والعمراني والحضاري بعد عودة الحياة الى أوروبا بنهاية الحرب العالمية الثانية كان ملفتا ومبهرا، وجمال الطبيعة كان ساحرا، والأمطار التي تزورنا من العام للعام، لا تكاد تتوقف عندهم لتروي أرضا خضراء لا تعرف الضمور ولا التصحر ولا الجفاف.
عقدة البقرة
استرعى انتباهي عندما كنا في هولندا آلاف الأبقار التي ترعى في تلك السهول ، رغم أن لدي عقدة شخصية من ألأبقار ، فقد كنت أخشى الاقتراب منها بعد حادثة تعرضت لها في صغري من بقرة كان الوالد رحمه الله قد اشتراها ووضعها في حوش بيتنا في السليمانية .
ففي أحد الأيام كنت أضع يدي على رأس تلك البقرة ولم أنتبه إلا وقد نطحتني، وألقت بي على الأرض، ومن ذلك اليوم وأنا أخشى البقر .
وانتقلت تلك العقدة معي الى هولندا فعندما قمت بزيارة إحدى مزارع الأبقار بصحبة رئيس المزرعة والذي أخذ يشرح لي كيف أن البقر يأتمر بأمره، وكدليل على ذلك، أخذ يصفر بصوته فاجتمعت مئات الأبقار التي في المزرعة حولنا، وساعتها كدت أنهار من الخوف .
ولم أملك وأنا على تلك الحالة إلا أن أسأله عن الطريقة التي يصرف بها تلك الأبقار، فأحدث نفس الصفير من صوته، فانصرفت الأبقار، وعندها تنفست الصعداء .

أستيراد البقرة
سألت عن إنتاج هذه الأبقار من الألبان فأخبرني ممثل الشركة بأنه لا يقل إنتاج كل بقرة عن تسعة جوالين من الحليب يوميا. وعجبت لهذا العطاء السخي وتمنيت أن يكون لدينا بقرة من هذا النوع، واستجاب الرجل لهذه الرغبة ووعد أن يكتب لي في أقرب فرصة.
وعندما عدت إلى مكة المكرمة وجدت العرض جاهزاً بأنتظاري، واستعجلت النظر الى سعر البقرة حيث قرأت الرقم الذي وضع على العرض 160، ظننتها بالشلن، وهي العملة التي كنا نتعامل بها في استيراد السمن. وفي نفس اللحظة قمت بتحويل السعر الى الجنيه الأسترليني والذي كان وقتها هو عملة الإستيراد والتصدير فوجدته يعادل 8 جنيهات إسترليني .
وكان السعر مغرٍ جداً وكدت أطلب عشر بقرات ولكن المشكلة هي عدم وجود المكان الذي أضعها فيه لأنني لست من تجار الأبقار والأغنام وإنما أردت استيراد البقرة لأسرتي، فاكتفيت بطلب واحدة. وكانت المشكلة في استقبال البقرة وطريقة نقلها من ميناء جدة إلى مكة المكرمة وفي تأمين المكان لها .

البقرة المدللة
أرسلت الشركة كتيباً عن أصل البقرة وكمية الحليب الذي تنتجه، كما أرسلت معلومات عن نسب هذه البقرة وكم كانت تنتج أمها وجدتها من الحليب.
وكانت الشركة تلاحقنا بين الفينة والأخرى لتسأل عن صحة البقرة وعن أحوالها، وكمية إنتاجها من الحليب ونوعية الغذاء الذي يقدم لها. كما طلبت صورا لها وللمسكن الذي تعيش فيه، ودرجة الحرارة والرطوبة في المكان.
زودناهم بالمعلومات المطلوبة، ولكننا لم نجرؤ على تصوير المكان لضيقه وعدم مطابقته للظروف الصحية والنفسية التي ينبغي أن تتوفر لبنت الأصول!

10 جوالين يوميا
بدأت البقرة تعطي حليبها المتدفق الذي يزيد عن خمسة جوالين في كل وجبة وكانت تدر وجبتين خلال كل أربعة وعشرين ساعة. واحترنا في كيفية استثمار ذلك الحليب فقمنا بتوزيعه على الجيران والمعارف .
وبدأت قصة البقرة تعم الحارة (محلة السليمانية)، وكان مصدر ذهول الناس حجمها الكبير وكمية الحليب الذي تنتجه.
وكانت المفاجأة الأخيرة أن السعر الذي قدمته الشركة (160 جنيهاً إسترلينياً) وليس مائة وستين شلناً كما فهمنا خطأ، كما فهمنا ، وهو ما يعادل 5% من قيمة البقرة الحقيقية.
ماتت البقرة بعد فترة، ربما لأختلاف الجو أو الطعام عليها، وربما لعدم ارتياحها للبيئة التي وجدت نفسها فيها، بعد العز والهناء الذي عاشته في بلادها، عند الماء والخضرة والوجه الحسن! وقد وجدنا أنفسنا في حرج شديد من الشركة، فكيف نبلغها بالوفاة وكيف نشرح أسبابها؟ كان ذلك موقفا صعبا جعلنا لا نكرر التجربة مرة أخرى.

لما لم أدخل عالم الألبان؟
قد تسأل وأنت تقرأ هذه السيرة وتستنتج منها أن صاحبها دائما ماكان يطرق أبوابا جديدة وغير تنافسية مع الآخرين في المجال التجاري.
وقد تسأل لماذا لم تستهويني تجارة الألبان ولها نفس ما للسمن بل ربما ينتج عنها صناعات أخرى يطلبها الناس كالأجبان، وبقية منتجات الألبان الأخرى طالما أنا أبحث عن الجديد .
حقيقة لم تستهوني هذه الصناعة لعدة أسباب أهمها أن الألبان كمنتجات موجودة وليست جديدة فاللبان موجود في مجتمعنا بل أن هناك أسرة كاملة امتهنت هذه المهنة قديما وهي أسرة ” اللبّان” .
طبعا لم تعد صناعة الألبان هي مهنة هذه الأسرة التي كبرت ونمت وأصبح فيها الآن الطبيب والمهندس والعسكري والمعلم والأستاذ الجامعي، أما بالنسبة للألبان فهي موجودة بأشكال مختلفة، وفي قناعتي الخاصة جدا أن دخول مجال صناعة الألبان ومنتجاتها لم تكن ضرورة قصوى لمجتمعنا في ذلك الوقت لتوفرها في الأسواق كحليب سائل وبودرة واجبان وبقية مشتقاته، لذلك لم أطرق هذا المجال رغم إغراء البقرة الهولندية التي كانت قصة على كل لسان في حي السليمانية .

وداعا للسمن النباتي
اشتدت المنافسة وكثر المقلدون والمستوردون على حد سواء في السنوات الخمس التي اعقبت حلول عام 1980م، ودخلت الأسواق الزيوت النباتية الغير مهدرجة كزيت الذرة وزيت بذرة عباد الشمس التي اتجه اليها كثيرون، كبديل للسمن .
وبدأ التراجع في استخدام السمن النباتي، وغصت الأسواق بصنوف شتى من الزيوت التي صاحبتها حملات إعلانية كبيرة وبناء على ذلك لم يعد هامش الربح في السمن مجديا بالنسبة لنا .
أصبحت صناعة الزيوت النباتية ذات مردود مربح، وتبلورت لدى عدد من رجال الأعمال فكرة إنشاء مصنع لها، وقد دعمت تلك الفكرة في ذلك الوقت فكانت نقطة تحول ومنعطف جديد في تحول نشاطنا من السمن النباتي (المهدرج) إلى الزيوت النباتية (غير المهدرجة)، حيث ساهمنا بنصيب وافر في تأسيس شركة “صافولا”، وأول رئيس مجلس إدارة لها المرحوم الأستاذ حمزة بوقري. لكن هذا التحول في نشاطنا لايعني أننا اتجهنا الى تجارة الزيوت النباتية، وإنما دعمنا فكرة انتاجها وتركنا مهمة تسويقها الى الشركة الوليدة واتجهنا الى نشاط آخر، بعد أن وجدنا أن هناك منافسة شديدة في السوق ..

البحث عن مجال جديد
إن الطموح المقترن بالإبداع يجب أن لا يتوقف في ظل أغلى ما يملكه الإنسان وهو الفكر الذي يحول الفشل إلى نجاح بعون ومشيئة الله سبحانه وتعالى . وكان لابد لي في ظل هذه القناعة التي أسير عليها بتوفيق الله منذ أن وضعت قدماي في دكان الوالد رحمه الله لأساعده في بيع “الأصبغة” والعقل وخيوط القصب وحتى انتهاء عملنا في مجال السمن النباتي.
كان لابد من التفكير في نشاط آخر غائب عن تصور الناس، وغريب على استعمالاتهم و يحقق في نفس الوقت تلبية احتياجاتهم ، كل هذه العوامل مجتمعة دفعتني إلى صناعة أخرى تحقق الغرض المطلوب للمنتج والمستهلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *