عدن ــ وكالات
نجح الجيش اليمني مدعوما بقوات التحالف العربي في بسط سيطرته على نحو 50% من المساحة الجغرافية لمحافظة صعدة، حسب ما أكده محافظة صعدة اللواء هادي طرشان الوايلي، مضيفاً أن الجيش بات يخوض معاركه ضد الحوثيين في جبال مران مديرية حيدان المعقل الرئيس لزعيم المليشيات.
وقال طرشان إن الجيش اليمني ومن خلال عملياته العسكرية في خمسة محاور رئيسية، تمكن حتى الآن من “تطهير أكثر من 50% من المساحة الجغرافية للمحافظة من الحوثيين”، ويجري حاليا تطهير المناطق المحررة من الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي بشكل واسع وعشوائي والتي تمثل تهديدا لحياة المواطنين لعشرات السنين القادمة.
وأكد طرشان عدة أن المحافظة تتهيأ لإعادة الأعمار التي ستنطلق من المناطق التي تم تحريرها من مليشيات الحوثي وبدعم من تحالف دعم الشرعية.
هذا فيما أظهرت مقاطع مصورة سيطرة قوات المقاومة اليمنية على شوارع رئيسية في مدينة الحديدة، بعد معارك عنيفة بإسناد من التحالف العربي، حيث تكبدت ميليشيات الحوثي الإيرانية خسائر فادحة.
ونقلت قناة “اسكاي نيوز” عن مصادر عسكرية وطبية يمنية، افادتها بمقتل نحو 50 من ميليشيات الحوثي، وإصابة عشرات آخرين، في مواجهات مع المقاومة اليمنية المشتركة، وغارات التحالف العربي في الحديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
واندلعت معارك بين قوات المقاومة اليمنية والميليشيات الانقلابية، في شارع صنعاء الذي يمتد وسط المدينة من مجمع إخوان ثابت الصناعي ووصلت المواجهات إلى دوار يمن موبايل.
كما دارت معارك مماثلة على امتداد الخط الترابي المؤدي شمالا إلى مدينة الصالح تخللها قصف متبادل، حيث سمع دوي انفجارات عنيفة مع تحليق مكثف لطائرات التحالف العربي.
وشنت مقاتلات التحالف غارات جوية لإسناد المقاومة على الأرض من بينها غارات استهدفت تجمعات بالقرب من مبنى الهجرة والجوازات.
كما قصف الطيران أهدافا متفرقة للحوثيين في شارع الخمسين ومنطقة 7 يوليو وباتجاه سوق الحلقة. وامتدت غارات طيران التحالف الى مناطق متفرقة في ريف الحديدة، حيث استهدفت واقع وتحصينات وأهداف عسكرية لميليشيات الحوثي في الخط الرابط بين الجروبة والحسينية في بيت الفقيه وصولاً إلى زبيد، و كذلك الجبلية والفازة بالتحيتا. وأسفرت الغارات والمواجهات عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات .وفي وقت سابق، لقي عدد من الانقلابين بينهم قناصة مصرعهم وأصيب آخرون في أثناء محاولة التسلل إلى مبنى شركة تطوير تهامة في شارع صنعاء.
وتمكنت قوات المقاومة الوطنية، العاملة ضمن المقاومة اليمنية المشتركة، من تطهير مساحات واسعة داخل مدينة الحديدة، من الألغام والعبوات الناسفة المموهة، في الأحياء السكنية والطرقات.
في غضون ذلك كشف وزير الإعلام المنشق عن حكومة الانقلابيين غير المعترف بها دوليا، عبد السلام جابر، أن ميليشيا الحوثي تعيش النفس الأخير، مشيرا إلى احتقان وغضب واسع لدى اليمنيين الذي يعيشون في مناطق سيطرة هذه الميليشيا.
وقال جابر في مؤتمر صحفي عقده في الرياض التي وصل إليها بعد انشقاقه:” أشعر بسعادة غامرة وأنا ألتحم مع القوى الوطنية بعد مضي 4 أعوام من الحصار والوقوع تحت الهيمنة في صنعاء”. وعبر جابر عن شكره للحكومة الشرعية “على اهتمامها وما بذلته في تأمين وصولنا من صنعاء إلى عدن ومنها إلى الرياض”. وقال إن وجوده في الرياض يفتح له آفاقا أوسع “للعمل في إطار إعادة الشرعية إلى الوطن الذي تعرض لنكبة فاقت قدرتنا على الاحتمال لما تمارسه ميليشيات الحوثي”.
وكشف جابر أن الانقلابيين “رغم هيمنتهم وفرض القبضة الأمنية المطلقة داخل المدن التي يسيطرون عليها، فإن شعبنا هو في حالة احتقان ويرفض هذا الوجود وهذه الهيمنة ويتحين الفرصة المناسبة للخروج على هذه الجماعات”.
ولفت جابر خلال المؤتمر الصحفي إلى ما وصفه بـ”مؤشرات جيدة .. من العمق الذي يسيطر عليه الانقلابيون”، قائلا:” هناك أصوات ستعود إلى جانب الجيش الوطني والتحالف في الفترة المقبلة”.
ودعا الوزير القوى الوطنية في صنعاء من أجل التحرك الجاد لمواجهة هذه الميليشيا.
وأقر جابر بأنه كان أحد واضعي سياسات التضليل خلال الفترة التي أجبر فيها على العمل داخل أوساط الانقلابيين، قائلا إنها “حكومة لا تمت بصلة لتاريخ وأصالة الشعب اليمني ولا تمتلك أي شرعية”.
وأكد أن السلطات في صنعاء تركزت في أيدي “مجاميع لديهم مشروع آخر لا يشبهنا في اليمن ولا يتصل بتاريخنا”، لافتا إلى أن اليمنيين لا يقبلون بالضيم ومشاريع الهيمنة الخارجية، معبرا عن أمله في ان يكون “الخلاص قريبا” وتزايدت خلال الأشهر الأخيرة موجة الانشقاقات عن الميليشيات الموالية لإيران، إلا أن جابر يعد أبرز مسؤول حوثي ينشق منذ الانقلاب على الشرعية عام 2014. وكان نائب وزير التعليم في حكومة الانقلاب عبد الله الحامدي، قد انشق في أكتوبر الماضي، مؤكدا أن الميليشيات “دمرت العملية التعليمية في اليمن، وعملت على شرعنة الجهل والعنف والتخلف”.
وإلى جانب الحامدي، انشق عدد كبير من المسؤولين العسكريين والمدنيين عن حكومة الانقلاب، وقالوا إن الأمر جاء بعد أن طفح الكيل من ممارسة الميليشيات.
وفى سياق متصل … لا يزال غضب اليمنيين يجتاح صحيفة “واشنطن بوست”، لنشرها مقال القيادي الحوثي “محمد الحوثي”، مستذكرين ما ارتكبه من جرائم، في حين حاضر في مقالته عن السلام.
وتعليقاً على تلك المقالة، تحدث، عبدالباسط القاعدي، شقيق أحد الصحافيين المختطفين من قبل جماعة الحوثي “للعربية” معتبراً “أن مقال المجرم والقاتل محمد علي الحوثي في صحيفة الواشنطن بوست، سقوط مهني مريع، أثار الكثير من علامات الاستفهام في الأوساط اليمنية”.
وأضاف: “محمد الحوثي يكتب عن الشرف الذي مرغه بالتراب، ويتحدث عن الحريات الصحافية، بينما سجلت جماعته جرائم حرب وانتهاكات شتى بحق الصحافة اليمنية”. كما أسف “لإفراد مساحة في صحيفة أميركية، لشخص معاقب دولياً ومتهم بارتكاب جرائم حرب، فقط لمحاولة إلحاق الأذى بالسعودية والتحالف”.
واستطرد قائلاً: “قامت مليشيا الحوثي باقتحام مقار كل القنوات الفضائية والإذاعات الخاصة، والصحف، واستولت على تجهيزاتها وجيرتها لخدمة مشروعها الطائفي في التحريض، وأغلقت كل مكاتب القنوات العربية والأجنبية، وحولت مناطق سيطرتها إلى بيئة طاردة للصحافة، وبالفعل غادر الصحافيون مناطق سيطرة الحوثي إلى المناطق المحررة وإلى العواصم العربية التي احتضنتهم، أما من بقي منهم فكان مصيره الخطف والإخفاء القسري”.