الرياضة

الرياضة السعودية تعيد الروح للملاعب العراقية

جدة- البلاد

تدخل العلاقات الرياضية بين المملكة، والأشقاء في العراق منعطفا مهمًا، مع استضافة محافظة البصرة، المباراة الودية بين منتخبي كرة القدم في البلدين، بمبادرة من معالي تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة، لترسيخ العلاقات بين الشعبين الشقيقين من جهة، وللمساعدة في رفع الحظر على الملاعب العراقية من جهة أخرى. وتعتبر هذه الزيارة هي الأولى للأخضر” السعودي إلى بلاد الرافدين منذ نحو 40 عاما.

وتعود آخر مباراة للمنتخب السعودي على الأرض العراقية إلى العام 1979، عندما شارك في بطولة كأس الخليج التي استضافتها بغداد. والمباراة تأتي ضمن استعدادات منتخبنا الوطني، لخوض غمار نهائيات كأس العالم 2018 التي تنطلق في يونيو في روسيا، وتشكل جزءا من مسار تصاعدي في التقارب على كل الصعد، بين البلدين الشقيقين مؤخرا.

وفي إشارة الى الأهمية التي يوليها العراق لهذه المباراة، ودورها في المساهمة برفع الحظر، كشف متحدث باسم الفيفا أن رئيس الأخير السويسري جاني انفانتينو “تلقى دعوة لزيارة العراق وحضور هذا العرس الرياضي في البصرة.

ويعول العراق بشكل أساسي على الدعم الخليجي، لاسيما من المملكة، للدفع في اتجاه رفع كامل لحظر استضافة المباريات الدولية الرسمية، بعدما قام الاتحاد الدولي العام الماضي بتخفيف هذا الحظر المفروض منذ أعوام، وسمح بإقامة المباريات الودية الدولية فقط على ثلاثة ملاعب في مدينتي كربلاء والبصرة الجنوبيتين، وأربيل مركز إقليم كردستان الشمالي.

وقال وزير الشباب والرياضة العراقي عبد الحسين عبطان: للملكة ثقل سياسي ورياضي كبير، وحضور الأخضر السعودي إلى العراق، يعني الكثير لنا.

وأضاف: “هذا سيفتح شهية المنتخبات والدول الأخرى لزيارة العراق، ومساندة ملفه المطالب برفع الحظر الكلي عن ملاعبه”.

ويعتبر عضو الاتحاد العراقي كامل زغير أن هذه المباراة تنطوي على أهمية كبيرة، وسيكون لها دور مؤثر في مسار رفع الحظر عن ملاعب العراق.

وتأتي المباراة الودية بعد توقيع المملكة والعراق، اتفاقية تعاون رياضية في ديسمبر الماضي، خلال زيارة قام بها وفد رياضي عراقي الى الرياض.

ويأمل العراقيون في أن تكسر زيارة الأخضر السعودي حاجز الخوف والتردد لدى المنتخبات الخليجية من القدوم إلى العراق، خصوصا بعدما اعتذر الاتحاد الكويتي في اللحظة الأخيرة عن عدم المشاركة في بطولة رباعية تعتزم بغداد إقامتها في كربلاء الشهر المقبل.

ويأمل اتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضة العراقيان في أن تساهم المباراة الاستثنائية في تعزيز ثقة الفيفا بالملاعب العراقية، وقدرتها على استضافة المباريات الرسمية.

الجماهير تترقب
تترقب الجماهير العراقية بشغف وهي ترى منتخب بلادها أمام نظيره السعودي على استاد جذع النخلة بالمدينة الرياضية في البصرة.

وتحظى المباراة بأهمية كبيرة للأسباب التالية:
عودة الروح
يمثل حضور المنتخب السعودي إلى مدينة البصرة وخوض مباراة تجريبية أشبه بعودة الروح إلى الملاعب العراقية، التي عانت من سنوات عجاف حيث هجرت الجماهير الملاعب على خلفية فرض الحظر خلال الفترة الماضية.

وتتعطش الجماهير العراقية لترى منتخب أسود الرافدين يخوض المباريات على أرضه، أسوة بالمنتخبات الأخرى التي تحظى بالمساندة ودعم جماهيرها، وبالتالي حضور المنتخب السعودي يعد منعرجًا مهمًا في استعادة الملاعب للروح المفقودة.

رفع الحظر
أحد أهم العوامل التي تترقبها الجماهير العراقية أن يكون حضور المنتخب السعودي إلى البصرة فرصة حقيقية لرفع الحظر عن الملاعب، بعد أن نجح العراق في تنظيم مباراة الأساطير أيضا في ملعب المدينة الرياضية، وكذلك استقبال مباراة عديدة في البصرة، وكذلك في ملعب كربلاء الدولي، وبالتالي تعد المباراة فرصة حقيقية؛ لأن تكون بوابة حقيقية للمساهمة في رفع الحظر عن الملاعب.

دعوات كثيرة
وجهت وزارة الشباب والرياضة العراقية والاتحاد العراقي لكرة القدم العوة إلى عدد كبير من الشخصيات لحضور المباراة، كي تكون فرصة للآخرين للاطلاع على قدرة العراق على التنظيم وكذلك الوضع الأمني المستقر الذي يمكن العراقيين من استضافة البطولات والمباريات الدولية.

ومن بين الشخصيات التي تأكد حضورها إلى البصرة لمشاهدة المباراة معالي تركي آل الشيخ، والدكتور عادل عزت رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ووزير الشباب والرياضة البحريني، ورئيس اتحاد الكرة المصري، وعضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي، ورئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وسفير المملكة في العراق، وسفير البحرين في العراق، بالإضافة إلى أكثر من (50) شخصية رياضية وإعلامية.

حقبة جديدة
يتطلع الاتحاد العراقي لكرة القدم إلى حقبة جديدة يستضيف خلالها المباريات الدولية والبطولات، حيث من المنتظر أن تقام في وقت لاحق بطولة رباعية على ملعبي النجف وكربلاء الدوليين، وكذلك انتظار موافقة الاتحاد الآسيوي على منح فريقي القوة الجوية والزوراء حق استضافة المباريات في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي.

وتمثل المباراة الودية أمام المنتخب السعودي منعرجًا مهمًا؛ لاسيما وأن المنتخب السعودي من المنتخبات التي تأهلت إلى مونديال روسيا، ويعد من أبرز منتخبات القارة الآسيوية، ووجوده في العراق يعد مؤشرًا إيجابيًا عن قدرة العراق على احتضان، وتنظيم المباريات الدولية.

وقد أكد محمد إبراهيم، المنسق العام للاتحاد العراقي لكرة القدم، أنه بمجرد متابعة ما يحدث في البصرة، منذ أكثر من شهر، ستدرك مدى البهجة الكبيرة التي يعيشها الجمهور العراقي عامة، والبصرة خاصة، في سبيل إظهار جمال المدينة وطيبة أهلها، وتجهيز استقبال حافل غير مسبوق للمنتخب السعودي الشقيق.

وقد تم اختيار البصرة؛ لأن بها أكبر منشأة رياضية في العراق حاليًا، وثانيًا لأننا كنا، وما زلنا نعول على استضافة كأس الخليج في نفس الملعب، وثالثًا البصرة تعتبر ثاني أكبر مدينة في العراق، ورابعًا لأنها من ضمن ثلاث مدن سمح لنا الاتحاد الدولي بإجراء مباريات ودية دولية فيها.

وأشار إلى أن المباراة احتفالية بالتأكيد في المقام الأول، ولكن الاستفادة الفنية ستكون حاضرة أيضًا بطبيعة الحال، لمدربي الأخضر السعودي، والمنتخب العراقي، بتجربة بعض الأسماء التي سوف يتاح لها فرصة اللعب، في ظل غياب المحترفين من الجانبين.

وأكد أن كل المؤشرات تدل على أن الشهر المقبل، سوف يشهد يوم الاحتفال الكبير برفع الحظر عن الملاعب العراقية ، وإن شاء لله، يحتفل العراق مع جميع الأشقاء والأصدقاء بهذه المناسبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *