جدة – حماد العبدلي
بالرغم من خطورتها على الارواح والممتلكات لاتزال الاسواق التجارية تستقبل الشواحن والموصلات المغشوشة التي تهدد بشكل مباشر المستهلكين.وقفزت ارقام الحرائق في الاونة الاخيرة بسبب شواحن الجوالات رديئة الصنع المغشوشة المقلدة وفي منتصف الاسبوع تمكنت الفرق الرقابية بوزارة التجارة والاستثمار بمساندة الفرق الأمنية المشتركة في العاصمة الرياض من ضبط مليونين و 75. ألف منتج مغشوش ومقلد يشمل شواحن جوالات وأفياش شواحن وسماعات ماركة آبل وسامسونج وماركات عالمية أخرى، وكذلك ستيكرات جاهز للتعبئة لنفس الماركات العالمية تقدر قيمتها بعشرات الملايين . حيث باتت خطراً يداهم المنازل وتكاد تكون هذه الشواحن بمثابة قنابل موقوته ليلية قد تقضي على بعض الاسر الذين يجهلون مخاطرها.وحذرت المستهلكين من مخاطر استخدام شواحن الهواتف المقلدة والمغشوشة.
ومعلوم أن تلك الجولات الرقابية وما نتج عنها من مخالفات تصب في إطار الجهود التي تقوم بها الوزارة في سبيل تحقيق أهدافها، وتماشياً مع حرصها المستمر على إجراء مراجعات مستمرة لجميع المنتجات المطروحة في الأسواق، بهدف توفير الحماية اللازمة للمستهلكين من أي ممارسات ضارة.وتنبه الوزارة عموم المستهلكين من شراء شواحن الجوالات المغشوشة أو المقلدة لما قد تسببه في اندلاع حرائق في المنازل أو أضرار بالغة لا قدر الله.
واوضح الخبير التقني احمد اليافعي أن “العديد من الشواحن قد ينفجر ويتسبب في حرائق داخل المنزل إن تجاوز الهاتف مدة شحنه، إضافة إلى أن العديد من الشواحن قد يكون رديئاً”. حيث نصح اليافعي المستهلكين بعدم شراء الشواحن الرخيصة لأنها قد تحدث ضررا كبيرا فالشاحن الاصلي بالرغم من ارتفاع قيمته الا انه هو الافضل من الشاحن المقلد المغشوش الذي قد يلحق الضرر بالجهاز نفسه مؤكداً أن الحرائق تحدث والضحايا نائمون حيث يتركون هواتفهم المحمولة، أملاً في أن يستيقظوا في الصباح الباكر ويجدوا هاتفهم مشحوناً. وأضاف: “إلا أن تلك الطريقة في الشحن لها مخاطر وقد درجت العادة في بعض الاسر على أن يحرص الجميع على أن يشحن هواتفهم أولاً بأول، وبمجرد أن يعود الشخص إلى منزله ليلاً يضع جواله في الشاحن ويخلد إلى النوم، ذلك الأسلوب خاطئي شحن الهواتف المحمولة يعد أمراً خطيراً، حيث أن البطارية قد تنفجر بعد شحنها وبقائها ساعات أخرى في شاحن الكهرباء ومن هنا تحدث المآسي”.
وأوضح احمد الشيخي أن “الكثير من العادات الخاطئة يعتادها العامة، إلا أنهم لا يعلمون الضرر الذي تتسبب به تلك العادات، ولا يخفى على الجميع أن أجهزة الهاتف المحمول باتت إحدى الأشياء التي قد لا يستغني عنها البتة، وعملية شحنها لا تتم فقط في المنازل
المكاتب، والمقاهي، والمطاعم أيضاً، والجميع يريد أن يطمئن إلى أن هاتفه مشحون قبل مراوحة مكانه”.
لا تكن بخيلاً بهذه العبارة قال مبارك الحربي عند شراء بطارية جديدة لهاتفك”، الذي يعمل في صيانة الهواتف المحمولة ان البطاريات الرديئة، ذات الأنواع المقلدة، قد تتسبب في مزيد الحرائق إن تُركت في شواحنها فترات طويلة، موضحاً أنه إدراكاً للضرر الذي قد تتسبب به البطاريات المقلدة، تشن وزارة التجارة والصناعة حملات تفتيشية من وقت لآخر لضبط البضائع المقلدة في محلات صيانة الهواتف وبيعها. وأضاف الحربي مستغربا بقاء السوق يستقبل مثل هذه الشواحن المقلدة التي تستهدف اضرار المواطنين .
فيما حذر احد الخبراء في مجال التقنية الكهربائية عماد محمود متخصص كهرباء عدم ترك الشاحن موصولاً بالكهرباء لمدة كبيرة تسبب في انفجار الشاحن ومن ثم اندلاع الحريق. وقد حذر الدفاع المدني مراراً من عدم ترك الجوال والأجهزة الذكية الأخرى في الشاحن، والذهاب إلى النوم، حيث تتسبب تلك الخطوة في اندلاع الحرائق، بسبب انفجار بطارية الجوال. والشواحن في مقابسها .
يسترخص البعض عند شرائهم بطاريات جديدة لهواتفهم، وهو لا يدركون خطر البطاريات المقلدة والرخيصة، فتلك البطارية سرعان ما تحترق، وليس لديها طاقة لأن تترك مشحونة فترات أطول، وقد يمتد أثر الضرر للجوال نفسه، حيث يأتيني البعض شاكياً من سوء البطارية، التي اشتراها منذ فترة قصيرة، وسرعان ما يتضح لي أن البطارية التي ابتاعها الزبون كانت مقلدة”.
ويشير سعيد العمري يلجأ بعض المستخدمين إلى شراء “الشواحن المقلدة” بسبب ثمنها المنخفض مقارنة بالشواحن الأصلية؛ وتأتي أغلب شحنات تلك الفئة من الشواحن التي لا تخضع للمواصفات القياسية من الصين.
وحذر العمري من الخطورة التي تكمن في شراء واستخدام الشواحن المقلدة على الأفراد، ووصفها بـ”المجازفة الخطيرة”، مؤكداً عدم أمنها كهربائيًا مع الطقس الحار للمملكة على مدار العام؛ ما يرفع احتمالية حدوث تماس كهربائي، يتسبب في حدوث حرائق.وشدد العمري على ضرورة التأكد من وجود العلامة التجارية المعروفة عالميًا على أي منتج تجاري، سواء كان شواحن أو توصيلات، مفيدًا بضرورة إبلاغ وزارة التجارة في حال العثور على منتجات كهربائية لا تتوافق مع المواصفات القياسية.
مدني جدة :
كما حذر العقيد سعيد سرحان الناطق الاعلامي بمديرية الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة من خطر استخدام الشواحن المقلدة للهواتف المحمولة وتركها بالقرب من المستخدمين خلال فترات النوم، لما تشكله من خطورة كبيرة لعدم مطابقتها لمعايير السلامة.وأشار إلى خطورة إبقاء الهاتف الذكي موصولاً بالشاحن لمدة طويلة، منبهاً إلى ضرورة تجنب شراء الشاحن المقلد أو الإلكترونيات رديئة الصنع وقوابس الكهرباء ذات النوعية السيئة، واعتماد مواصفات الجودة ومعايير السلامة في انتقاء مثل هذه المنتجات الكهربائية.
ونوه بضرورة إيقاف تشغيل الأجهزة الكهربائية غير الضرورية قبل الذهاب إلى النوم مثل ومراوح الشفط والسخانات وأجهزة التدفئة والألعاب الإلكترونية، كما حذر من استخدام التوصيلات رديئة الصنع وزيادة الأحمال على التوصيلات الكهربائية ، ومن هنا تجدر الإشارة إلى أن الشواحن الكهربائية المقلدة ظهرت مؤخراً كأحد العوامل المسببة للحرائق وحالات التماس كهربائي تودي بحياة الكثير.
كما طالب العقيد سرحان من كافة المواطنين والمقيمين بالاهتمام بوجود ادوات سلامة في المنزل وخاصة كاشف الحريق لا تتعدى قيمته 2. ريالا حيث ان اغلب كوارث الحريق في العمائر السكنية يقع الحريق في الدور الاول وتكون الكارثة في الادوار العليا وتصاعد الدخان وقد يحدث حالات وفاة واضرار جسيمة في الارواح. ولعل هذا الجهاز يقوم بإندار لمن يسكن داخل الشقة وبالتالي يتم تلافي المخاطر في حالة نشوب حريق لا قدر الله.