متابعات

الخدمة الاجتماعية في المملكة و 63 عاما من العطاء

مركز المعلومات – البلاد

تعتبر الخدمة الاجتماعية أحد فروع العلوم الاجتماعية التي تتضمن تطبيق النظرية الاجتماعية ومناهج البحث الاجتماعي بهدف دراسة حياة الأفراد والجماعات والمجتمعات وتحسينها. وانطلاقًا من ذلك، فإنه يمكن القول إن العمل الاجتماعي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بباقي فروع العلوم الاجتماعية الأخرى ويتحد معها كوسيلة لتحسين الظروف والأحوال الإنسانية (الحالة الإنسانية) وكذلك من أجل العمل على تغيير استجابة المجتمع للمشكلات المزمنة التي تواجهه ومدى تعامله معها بصورة إيجابية.

يعتبر العمل الاجتماعي مهنة تهدف إلى السعي وراء إقرار العدالة الاجتماعية وتحسين الظروف الحياتية ودعم كافة السبل والإمكانات التي توفر الرفاهية والرخاء لكل فرد وعائلة وجماعة في المجتمع. كما أنه يسعى جاهدًا في الوقت نفسه إلى التعامل مع القضايا الاجتماعية والتوصل لحلول بشأنها وذلك على كافة مستويات المجتمع، هذا إلى جانب العمل على تطوير الوضع الاقتصادي للمجتمع ككل ولا سيما بين الفقراء والمرضى. يهتم الأفراد الذين يمارسون العمل الاجتماعي “الإخصائيون الاجتماعيون” بتحديد المشكلات الاجتماعية ومعرفة أسبابها وحلولها ومدى تأثيراتها على أفراد المجتمع. كما أنهم يتعاملون مع الأفراد والأسر والجماعات والمنظمات والمجتمعات.

وأما مهنة الخدمة الاجتماعية فهدفها الرئيسى تنمية المجتمعات وذلك عن طريق البحث عن القوى و العوامل المختلفة التي تحول دون النمو والتقدم الاجتماعي مثل الحرمان والبطالة والمرض والظروف المعيشية السيئة التي تخرج من نطاق قدرة الأفراد الذين يعانون منها والتي تعمل على شقائهم كما تبحث عن أسباب العلل في المجتمع لكي تتصدى وتكافح هذه الاسباب وتنتق أنسب الوسائل الفعالة في المجتمع للقضاء عليها او التقليل من أثارها والأضرار التي تنتج عنها إلى ادني حد ممكن.

وأما مهنة الخدمة الاجتماعية في المملكة فقد نشأت بعد انتقالها من الدول الغربية إلى جمهورية مصر العربية. وقد كان ذلك نتيجة لحاجة المجتمع السعودي لها من ناحية، وجهود المثقفين والقيادات الواعية التي أحست بمشكلات المجتمع من ناحية أخرى. ففي عام 1955م استعانت وزارة التربية والتعليم (وزارة المعارف آنذاك) باثنين من الأخصائيين الاجتماعيين من مصر لتنفيذ خطة إدارة التربية والنشاط الاجتماعي، ما أدى بعد ذلك إلى الاقتناع بأهمية دور الأخصائي الاجتماعي مع الطلاب، ومن ثم بدأت تأخذ الخدمة الاجتماعية مكانها في المؤسسات التربوية والاجتماعية والطبية والأمنية في المجتمع السعودي.

وتعد رعاية الإنسان السعودي هدف أساسي وإستراتيجية استوحت فيها المملكة روح الإسلام ومبادئه وقيمة التي تأتي رعاية الإنسان وتكريمه على قمتها.

ومع انتعاش النهضة الاقتصادية بالمملكة وظهور التحولات الاقتصادية بها، اخذ الاهتمام يكبر بالناحية الاجتماعية حيث ظهرت الحاجة إلى شمولية أكثر في خدمات وبرامج الرعاية الاجتماعية.

فتجلى الاهتمام بمجال الخدمة الاجتماعية وإنشاء مظلة الضمان الاجتماعي وتوفير الخدمات الأساسية لفئات المجتمع التي في حاجة إلى الرعاية مثل الفقراء والمسنين والمعوقين وغيرهم تحت مظلة جامعة للرعاية الاجتماعية تستند إلى فلسفة الإسلام وتعاليمه فيما يخص تقديم العون، وفي إطار ذلك كان اهتمام المملكة بالخدمة الاجتماعية كمهنة تستهدف توفير خدمات الرعاية الاجتماعية في المجتمع من خلال عمل الأخصائيين الاجتماعيين في المؤسسات المختلفة في كافة مجالات الرعاية الاجتماعية في إطار المعطيات الموجهة للرعاية في المجتمع ودعم الاستقرار الاجتماعي في مواجهة التغيرات الاجتماعية السريعة مسترشدة في تنظيماتها بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.

الخدمة الاجتماعية الطبية
تعتبر الخدمة الاجتماعية الطبية من العناصر الأساسية في العلاج الطبي حيث يقوم الطبيب على علاج المريض من الناحية الطبية بينما يقوم الأخصائي الاجتماعي بعلاج الصعوبات الاجتماعية لهذا المريض ومساعدته على تذليلها والتي تعتبر وثيقة الصلة بمرضه وتدخل ضمن عمل الأخصائي الاجتماعي الذي يعمل في المجال الطبي.

إن الخدمات الإنسانية التي تقدم للمرضى من قبل قسم الخدمة الاجتماعية الطبية تعتبر جزءً مهماً ومكملاً لأهداف المجتمع الإسلامي الذي يقوم أساساً على مفهوم التكامل والتضامن الاجتماعي .

وتعتبر الخدمة الاجتماعية الطبية عنصراً أساسياً في العلاج الطبي حيث يقوم الطبيب بعلاج المريض من الناحية الطبية بينما يقوم الأخصائي الاجتماعي بعلاج الصعوبات الاجتماعية التي تعترض المريض ومساعدته عل تذليلها.

ويهدف قسم الخدمة الاجتماعية الطبية إلى تهيئة أنسب الظروف للمريض لتحقيق استفادته من وسائل العلاج المختلفة في المستشفى حيث يقوم من خلاله بالتعاون مع الفريق الطبي في تذليل العقبات التي تحول دون الاستفادة المثلى للمريض من العلاج سواءً كانت هذه العقبات نفسية أو اجتماعية أو مادية .كما يقوم بالمشاركة في توعية المجتمع ونشر الوعي الصحي بين المرضى والمراجعين .

دور وواجبات الأخصائي الاجتماعي في المستشفى.
1- دراسة حالات المرضى بدءً بالاتصال بذويهم للحصول على المعلومات الأساسية عن حياة المريض وأطواره والتنشئة الاجتماعية التي لها تأثير على مرضه.

2- مساعدة المريض على تقبل المرض ولا يعني التقبل مجرد التسليم بوجود المرض بل أيضاً تبصير المريض بطبيعة مرضه وإشراكه في خطة العلاج.

3- مقابلة أسر المرضى وتزويدهم بالتوجيهات والإرشادات الاجتماعية والنفسية التي تساعد على سرعة الشفاء
4- مساعدة المرضى على التخلص من المخاوف والقلق الناجمين عن المرض .

5- حل المشاكل الاجتماعية التي تحيط بالمريض خصوصاً في الحالات التي يترتب على وجود المريض في المستشفى مشكلات له ومن يعولهم .

6- مساعدة المريض على التكيف مع الظروف الصحية بعد الخروج من المستشفى ويساعد الأخصائي الاجتماعي الطبيب على تهيئة المرضى نفسياً وتوفير أنسب الظروف الخارجية له قبل الخروج من المستشفى خصوصاً في حالات عجزه أو إصابته بعاهة وذلك بتحويله إلى المؤسسات الاجتماعية ذات الاختصاص وتبصير من حوله بظروف حياته الجديدة .

7- عمل برامج ترفيهية للمرضى الذين تسمح حالاتهم بذلك خاصةً مرضى التأهيل النفسي والأطفال .
8- إقامة ندوات وحلقات توعية صحية مصغرة داخل المستشفى في بعض المجالات
كلية الخدمة الاجتماعية في جامعة الاميرة نورة بنت عبدالرحمن

ومن الامثلة على تطور الخدمة الاجتماعية في المملكة واهتمام الدولة بهذا المجال الحيوي انتشار كليات الخدمة الاجتماعية في ربوع المملكة و على سبيل المثال لا الحصر كلية الخدمة الاجتماعية في جامعة الاميرة نورة بنت عبدالرحمن حيث أُنشئت كلية الخدمة الاجتماعية عام 1394هـ بمسمى المعهد العالي للخدمة الاجتماعية للبنات بالرياض وذلك بمقتضى قرار مجلس الوزراء رقم (1993م) وتاريخ 1394/12/4هـ وكانت تابعة للرئاسة العامة لتعليم البنات.

وقد افتتح في بداية العام الدراسي 1395هـ /1396هـ والتحق به عند افتتاحه (41) طالبة وكان عدد الطالبات المقيدات 43 طالبة حصلت أول دفعة من خريجات البكالوريوس في نهاية العام الدراسي 1398هـ / 1399هـ وكان عدد أعضاء الهيئة التعليمية في ذلك الوقت (30) عضواً متعاقداً.

تم تغيير مسمى المعهد العالي للخدمة الاجتماعية إلى مسمى كلية الخدمة الاجتماعية عام 1411هـ / 1412هـ وبقرار مجلس الوزراء رقم (143).

وفي عام 1425هـ تم ضمها إلى وزارة التعليم العـالي وثم إلى جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن (جامعة الرياض للبنات سابقاً)،
وازداد عدد أعضـاء الهيئة التعليميـة إلى (69) عضو سعودي (8) أعضـاء متعـاقدين و (78) هيئة إدارية كما وصل عدد الطالبات المقيدات لعام 1432هـ/1433هـ إلى (1274) طالبة تقريباً.

وتسعى الكلية الى إعداد كوادر متخصصة في الخدمة الاجتماعية على مستوى عالي من التعليم والتدريب للمشاركة الفاعلة في مجتمع المعرفة كما يسعى البرنامج إلى دعم جهود التنمية في المملكة من خلال تقديم الحلول البحثية والاستشارية والتدريبية بما يحقق خدمة المجتمع في كل ما يتعلق بمجالات التخصص.

كما تهدف الى إعداد وتزويد الخريجات بالمعارف العلمية والمهارات المهنية لممارسة العمل الاجتماعي بما يتلاءم مع احتياجات سوق العمل.و مواكبة متطلبات الاعتماد الأكاديمي من قبل المؤسسات العلمية والعالمية من حيث تطوير محتويات المقررات وتوفير مصادر المعلومات وتعزيز البحث العلمي.

ومن اهدافها
• إجراء البحوث والدراسات الأكاديمية في المجالات الاجتماعية والبحث العلمي المتخصص في الخدمة الاجتماعية .
• توفير برامج تدريبية للمتخصصين الاجتماعيين العاملين في القطاعين الحكومي والأهلي .

• تقديم الاستشارات العلمية والمهنية للقطاعين الحكومي والخاص.
• التعاون مع الهيئات المهنية للإفادة من إمكانيات الكلية وخبراتها في هذا الشأن لخدمة أغراض التخطيط والتنمية الشاملة في المملكة العربية السعودية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *