كتبت – هدى عبد الفتاح
المحافظة على التنوع البيولوجي والمخلوقات الحية هي محور العديد من الدراسات والأبحاث العلمية، حيث قدر العلماء عدد أنواع المخلوقات الحية بأكثر من 25 مليون نوع، ورأى بعض العلماء أن هناك أكثر من 20 مليون نوع غير معروفة، يكتشف العلماء منها سنوياً قرابة 15000 نوع.
والتنوع البيولوجي يبدأ من الكائنات الدقيقة حتى الأشجار الكبيرة والحيتان والفيلة الضخمة. وترجع أهمية هذا التنوع البيولوجي إلى أنه يوفر الأساس للحياة على الأرض، فهو يعتبر كالسلاسل الغذائية لذلك فهو ذو أهمية كبيرة للدول النامية التي تعتمد على المصادر الطبيعية في الغذاء والعلاج. فمعظم اقتصاديات هذه الدول هو الإنتاج النباتي والحيواني والسمكي واستخدام السكان المحليين للنباتات البرية في العلاج والعلف.
ولكن الحفاظ على التنوع البيولوجي ليس بالأمر السهل، فهناك تناقص شديد في أعداد الكائنات الحية التي كانت موجودة بوفرة، وهو الأمر الذي قد يعود إلى زيادة التلوث وانبعاثات المصانع والشركات وعوادم السيارات والحروب وحوادث السفن. وتدخّل الإنسان المباشر في البيئة يعتبر السبب الرئيس في اختلال توازن النظام البيئي، فتغير المعالم الطبيعية من تجفيف للبحيرات، وبناء السدود، وكذلك اقتلاع الغابات، وردم المستنقعات وفضلات الإنسان السائلة والصلبة والغازية، هذا بالإضافة إلى استخدام المبيدات والأسمدة، كلها تؤدي إلى إخلال بالتوازن البيئي.
كما أن التغير في الظروف الطبيعية يؤدي إلى اختفاء بعض الكائنات الحية وظهور كائنات أخرى، مما يؤدي إلى اختلال في التوازن والذي يأخذ فترة زمنية قد تطول أو تقصر حتى يحدث توازن جديد. وأكبر دليل على ذلك هو اختفاء الزواحف الضخمة نتيجة لاختلاف الظروف الطبيعية للبيئة في العصور الوسطى مما أدى إلى انقراضها، فاختلت البيئة ثم عادت إلى حالة التوازن في إطار الظروف الجديدة بعد ذلك. كذلك فإن محاولات نقل كائنات حية من مكان إلى آخر والقضاء على بعض الأحياء يؤدي إلى اختلال في توازن النظام البيئي.
فالتوازن البيئي على سطح الكرة الأرضية ما هو إلا جزء من التوازن الدقيق في نظام الكون، وهذا يعني أن عناصر البيئة أو معطياتها تحافظ على وجودها ونسبها المحددة كما أوجدها الله سبحانه وتعالى.
لذلك فإن صون التنوع الحيوي من التدهور هو أمر في غاية الأهمية للإنسانية في مجالات عديدة، فالتنوع الحيوي مفيد للبشر من النواحي الاقتصادية والترويحية والثقافية والبيئية، فهو ليس مصدرا للمواد الأولية التي يُنتفع بها فقط، بل أيضا ينظم عمل المحيط الحيوي، حيث توجد الحياة وتمدنا الموارد الحيوية بكثير من منتجات الغذاء والألياف للملابس وغيرها.
كما تُعتبر مكونات وعناصر التنوع الحيوي، ذات أهمية كبيرة لصحة الإنسان، فقد اعتمد الإنسان على النباتات والحيوانات في الحصول على الدواء لأمراضه، كما يعتمد على الطب الشعبي وطب الأعشاب في كثير من دول العالم المتقدم والنامي. كما يعتمد الطب الحديث على هذه الموارد في اكتشاف أدوية لعلاج الأمراض. وتكمن خطورة تدهور التنوع الحيوي أن الانقراض وفقدان هذا التنوع لهما تأثير مثير على قدرة الأنظمة البيئية على توجيه الخدمات الفعالة إلى الجنس البشري، فربما يحتوي نوع حيوي مهدد بالانقراض على مادة هي دواء قد يشفي من مرض خطير كالسرطان، إذ إنه من المعروف أن الطبيعة هي الصيدلية الحقيقية التي نس