عبد المنعم إبراهيم خضر
عيد الأم , عيد الأب , عيد الحب … وهلمجرا , غزو ثقافي هبت رياحه من الغرب اجتاح مجتمعاتنا فانسقنا وراء الموجة نحتفل في كل مناسبة دون دراية أو تفكر منا. وما أضل الإنسان أن يعمل بغير علم.
قبل أيام احتفل الناس في عالمنا العربي والإسلامي بعيد الأم. وهو عيد ظهر حديثاً في مطلع القرن العشرين الميلادي، يحصل في بعض الدول لتكريم الأمهات والأمومة ورابطة الأم بأبنائها وتأثير الأمهات على المجتمع. ويختلف تاريخه من دولة لأخرى، فمثلا في العالم العربي يكون اليوم الأول من فصل الربيع أي يوم 21 مارس.
المفكرون الغربيون والأوربيون وجدوا أن الأبناء في مجتمعاتهم ينسون أمهاتهم ولا يؤدون الرعاية الكاملة لهن فأرادوا أن يجعلوا يوماً في السنة ليذكروا الأبناء بأمهاتهم، فيحتفل به في العديد من الدول وفي شتى المدن في العالم . وقد كان عيد الأم الذي يحتفل به غالبا في شهر مارس أو نيسان أو مايو من كل عام. ويعتبر مكملا ليوم الأب وهو احتفال لتكريم الآباء ايضا.
نحن كمسلمين أكثر من يعرف حق الأم , لأن الله قد ربط رضا الوالدين برضاه , وجعل الجنة تحت أقدامها , وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها أحق الناس بحسن صحبتنا لها ( الأم ثم الأم ثم الأم ) . وحسن الصحبة يعني حسن المعاملة والبر المفروض علينا تجاهها وهو تعامل يومي لا ينقطع حتى بعد الموت لأنه موصول بالدعاء .. ولذا فلتكن أيام الأم كلها عيداً .. وبالتالي كلها عبادة لأن في ذلك طاعة لله.
ديننا الإسلامي أوضح لنا الطريق لنسلكه وكل شيء عندنا بحساب ومقدار وله مقاييسه ومواصفاته التي تشبهنا , فلماذا لا نكون نحن أصحاب المبادرة؟.
رضي الله عن الفاروق عمر بن الخطاب : (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام , فإن طلبنا العزة في غيره أذلنا الله) , فلماذا نكون إمعة تابعين لغيرنا يفكرون لنا ولا نفكر لأنفسنا , والدليل الإرشادي عندنا أوضح من الشمس في رابعة النهار؟ .