طهران ــ وكالات
اتهم رئيس هيئة التفاوض للمعارضة السورية، نصر الحريري، الميليشيات الإيرانية بالوقوف وراء الهجوم الكيمياوي على حلب، والسعي لإجهاض اتفاق سوتشي حول إدلب.
وقال الحريري، في مقابلة مع “قناة الحدث”: إن النظام هو من استخدم قذائف محشوة بغاز الكلور على منطقة الخالدية في حلب؛ لتدمير اتفاق سوتشي، الذي أقر المنطقة العازلة في إدلب وجوارها.
وشدد الحريري على إن إيران تسعى لإنشاء كيان يوازي حزب الله اللبناني داخل سوريا؛ لتنفيذ سياساتها الاستراتيجية في دول المنطقة. وحذر الحريري من “الوجود الإيراني في سوريا؛ خاصة في الجنوب”، مؤكدا أن طهران أنشأت خلال الفترة الماضية مواقع عسكرية عديدة، ومقرات ومراكز تدريب. واعتبر أن أي دور أو قرار أو محاولة لتقليم أظافر إيران أو إضعافها؛ عسكريا أو أمنيا أو سياسيا أو اقتصاديا، سيكون له تأثير إيجابي في الملف السوري.
ودعا الحريري إلى “إطلاق خطة إقليمية لمواجهة إيران، وتكثيف الأدوات الدولية؛ من أجل وضع حد لنفوذها”، مشددا على أن طهران “جزء من المشكلة وليست جزءا من الحل للقضية السورية”.
وتواجه إيران انتقادات شديدة؛ بسبب تدخلاتها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، ودعم الجماعات المسلحة بالمال والعتاد، بغية نشر الفوضى وعدم الاستقرار.
يشار الى أن وزارة الدفاع الروسية، قد أعلنت في وقت سابق، أن طائراتها الحربية قصفت مسلحين في إدلب، تحملهم مسؤولية شن هجوم بغاز الكلور على مدينة حلب ليل السبت.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع التركية، أن وزير الدفاع، خلوصي أكار، ونظيره الروسي، اتفقا على أن “الاستفزازات الأخيرة” تهدف إلى إلحاق الضرر بالاتفاق الخاص بإدلب.
يذكر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يراقب الحرب في سوريا، كان أفاد في وقت سابق أن طائرات قصفت مناطق تسيطر عليها المعارضة في شمال غربي سوريا، لأول مرة منذ أن اتفقت روسيا وتركيا على المنطقة منزوعة السلاح في سبتمبر الماضي، وذلك بعد أن أدى قصف على مناطق خاضعة لسيطرة النظام ليل السبت، لإصابة عدد من الأشخاص بصعوبات في التنفس.
من جهتها، ذكرت وكالة (سانا) التابعة للنظام السوري، أن 107 أشخاص أصيبوا في حلب، بعد أن قصف مقاتلو المعارضة ثلاث مناطق “بقذائف تحتوي على غازات سامة”، بحسب زعمها.
وفى سياق منفصل، اندلعت احتجاجات عارمة لعمال مصانع الفولاذ في إقليم الأحواز الواقع جنوب غربي إيران، اعتراضا على سوء الأوضاع المعيشية، حيث رددوا هتافات مناوئة لسياسات نظام طهران، لاسيما دعم وتمويل مليشيات عسكرية خارج حدود البلاد، رغم انتشار أمني مكثف في مدن الجنوب.
وكانت كالة أنباء “توانا” الحقوقية قد بثت مقاطع مصورة، تُظهر خروج مسيرات حاشدة للعمال في قلب كبرى ميادين الأحواز؛ حيث أعلنوا بدء موجة جديدة من المظاهرات السلمية في الجنوب، منددين بسياسات إيران التوسعية في بعض دول المنطقة، على حساب تحسين أوضاعهم الاقتصادية المتردية.
وطوق العمال مبنى لـ”بنك ملي” التجاري – أحد أكبر مصارف البلاد ؛ حيث أطلقوا شعارات مناهضة لنظام ولاية الفقيه، أبرزها “عدونا هنا وليست أمريكا”، معربين عن استيائهم من عدم تلقي أجور لعدة أشهر، في الوقت الذي تهدر أموال باهظة على مؤسسات تعبوية خاضعة لسيطرة المرشد الإيراني علي خامنئي، حيث نعتوها بـ”أم الفساد”.
وندد العمال المحتجون، بحسب المقاطع المصورة، باستشراء الفساد داخل مؤسسات حكومية في جنوب إيران، مؤكدين أن نظام طهران يلجأ منذ سنوات لخلق فزاعة “العدو الخارجي” لتغطية العجز والفشل الذي بات يسيطر على أركان الدولة.
المحتجون الذين انضم إليهم سكان محليون، دوت هتافاتهم بشكل لافت ضد مليشيات مدعومة بمليارات الدولارات من حكومة طهران خارج الحدود، أبرزها “حزب الله” اللبناني، في الوقت الذي تتعامل سلطات النظام مع احتجاجات العمال الذين يعانون من الظلم بـ”وحشية”، على حد قولهم.
وتزايدت وتيرة الاحتجاجات داخليا في إيران بفعل التخبط الحكومي منذ تطبيق ثاني حزم العقوبات الأمريكية ضد طهران، والتي دخلت حيز التنفيذ مطلع نوفمبر الجاري، حيث أضرب العديد من عمال المصانع الكبرى منها والصغرى، ونظمت فئات اجتماعية أخرى، أبرزها المعلمون إضرابات في مقار العمل.
وتقدر أعداد عمال صناعة الفولاذ في جنوب إيران بنحو 4000 شخص، حيث أعربوا، في بيان موحد مؤخرا، عن قلقهم بسبب ما وصفوه بـ”الوضع الغامض” إثر توقف بعض خطوط الإنتاج وتدهور أوضاعهم المعيشية، قبل أن يحذروا من تكرار الاحتجاجات على نحو عارم بعد انقضاء “مهلة” منحوها للمسؤولين المعنيين.
ورفض عمال المجموعة الوطنية لصناعة الفولاذ في الأحواز، التي تعد من أكبر الوحدات الإنتاجية في إيران، قبول “مساومات” جديدة بشأن حقوقهم المالية المتأخرة، مؤكدين أن مشكلتهم في ظل الوضع الراهن باتت معضلة خطيرة، تحتاج إلى علاج نهائي، قبل أن يطالبوا بقطع أيدي المفسدين.
وفى سياق متصل، ضرب زلزال عنيف بقوة 6.3 درجة منطقة إيلام على حدود إيران مع العراق.
وذكر التلفزيون الإيراني الرسمي أن عدد المصابين جراء الزلزال، الذي استهدف محافظة كرمنشاه شمال غربي البلاد ارتفع إلى أكثر من 700 مصاب، وأكدت المعلومات أن زلزال إيلام في إيران شعر به سكان بغداد ومحافظات عراقية أخرى.
وقالت هيئة المسح الجيولوجي العراقية: إن الناس شعروا بالزلزال في بغداد، حيث قالت وزارة الداخلية: إنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع أضرار أو ضحايا، وفي أربيل بإقليم كردستان العراق ومحافظات عراقية أخرى.
وفي وقت سابق، قال هوشانج بازواند، حاكم إقليم كرمنشاه غرب إيران، للتلفزيون الرسمي: “لدينا 411 مصابا، 80% منهم تلقوا العلاج وخرجوا من المستشفيات… لم ترد أي أنباء عن سقوط قتلى”.
وأشارت وسائل إعلام إيرانية إلى أن المخاوف من الهزات الارتدادية دفعت سكان عدد من المدن في إقليم كرمنشاه بغرب البلاد إلى الخروج للشوارع والمتنزهات في الطقس البارد.
وأرسلت السلطات فرق إنقاذ على الفور إلى المناطق المتضررة من الزلزال.
وقال رئيس أجهزة الطوارئ الحكومية بر حسين كوليفاند: “لم ترد بلاغات حتى الآن عن أي قتلى، وأصيب معظم الجرحى أثناء الهروب، وليس بسبب أضرار نجمت عن الزلزال”.
وأدى الزلزال إلى حدوث انهيارات أرضية، لكن المسؤولين قالوا: إن جميع طرق المنطقة ما زالت مفتوحة أمام حركة المرور، وإنه جرى استعادة الكهرباء في معظم المناطق التي وقع بها الزلزال.