•• عرفته قبل أكثر من خمسة وثلاثين عاماً.. رجلاً له طابعه المميز في مخاطبة الآخرين، وله حضوره في الوسط الصحفي ناهيك عن الوسط الرياضي، بل والمجتمعي بصوته الواضح القوي.
وبتلك التحقيقات التي كان يوقعها تحت مسمى بن عتيق ان لم تخني الذاكرة.
أول مرة شاهدته في فندق – الحرمين – بجدة عندما كان يقدم برنامجاً اذاعياً رياضياً في اذاعة جدة، كان ذلك في منتصف الثمانينات الهجرية على ما أظن.. وكان يشرف على الصفحة الرياضية بالبلاد.
كان علي محمد الرابغي.. أبو الكنية الشهيرة (أبو مروان) واحداً من أساطين الصحافة الرياضية أذكر أن قال له أحد المرافقين له يومها، وهما يهبطان على سلم الفندق بعد أن أجريا حواراً مع بعض لاعبي أحد عن رأيه في شخصية رياضية فقال له بحزم.. ترى للجدران اذان.. لأول مرة تطرق اذني هذه الكلمة.
كانت له بصمته وشموخه القادم به وحامله في داخله من تلك القبيلة الشامخة.. التي ينتمي اليها، ويعتز بها.. لهذا فهو القادر على المضي في طريقه الذي رسمه لنفسه كمسؤول في إدارة التعليم كمدير للشؤون الرياضية على ما أذكر، وكمذيع يقدم برامجه الشعبية.. ومن أجملها ذلك البرنامج الصاخب “بيقولوا عنك”، وفي المساء يتكئ على مقعده في جريدة البلاد أبان رئاسة الاستاذ عبدالمجيد شبكشي لتحريرها رحمه الله.
كان الرابغي شخصية لها امكانية البروز في ذلك الوسط الرياضي أيامها، وهو وسط ملئ بالقامات الصحفية الكبيرة كان هاشم عبده هاشم في المدينة وعبدالله باجبير في عكاظ وفائز حسين في الندوة وتركي السديري في الرياض وخالد المالك في الجزيرة وصديق جمال الليل في اليوم، والتي كانت تشكل ظاهرة لها حضورها.. عندما كان لذلك – المحرر الرياضي – سطوته على اللاعب الذي إذا ما شاهد أحد المحررين في الطريق تراه سريعاً يختفي من ذلك الطريق هيبة، واحتراماً لذلك المحرر.
لقد كان للشارع الرياضي أيامها احترامه وصونه من كل عابث.. او متجرئ عليه، وعلى ما هو في وسطه.
علي الرابغي الذي نفض يديه من الرياضة كبقية زملائه الذين عاصرهم وعاصروه زمناً طويلاً.. لكنه لازال متابعاً لتلك الأحداث الرياضية الوطنية والعربية والعالمية.. ويقف متألماً عندما تأتيه نتائج منتخبنا الوطني في سنواته الأخيرة، وهي نتائج بائسة بشكل لافت.
اليوم هجر التعرض للرياضة في كتاباته إلا في النادر جداً، وأصبح كاتباً في القضايا المحلية، كما في موضوعه عن الأنشطة المدرسية الرياضية ومجالاتها الواسعة.
إنه أحد الخبراء في المجال الرياضي الذين أعطوا الرياضة الكثير من خبرتهم وجهدهم، بل وعشقهم الذي كان يطفح منهم..
كان واحداً من الذين يتعاملون وفق منهجية واضحة وضوح اللعبة في أذهان المحترفين لها الباحثين عن التميز في مضمارها الفني..
لقد شهد ملعب الصبان طيب الذكر حضوراً له على منصته الخشبية تلك، والتي كانت مكاناً بارزاً لأولئك أمثال زملائه هاشم عبده هاشم وعبدالله باجبير، وصوت زاهد قدسي المعلق الرياضي المميز عبر الاذاعة رحمه الله، ولاحقا التلفزيون، وهو يعطي اللقاء حيويته عبر الماكرفون.
إنه ذلك الزمن المميز في كل ما احتوى عليه .
وإنه ذلك الرياضي المعتز بنفسه.