الأخيرة الأرشيف

أيام .. الغربة

شاكر عبدالعزيز

••لا أشعر انني غريب في هذه الديار المقدسة منذ جئت اليها قبل سنوات بعيدة وانا اقطن في الحي العتيق “حي العمارية” في وسط جدة ولمن لا يعرفون حي العمارية اقول انه كان يضم “القصر الاخضر” الذي نزل به الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه عندما جاء الى الحجاز واستقبله الاهالي احسن الاستقبال.. حي العمارية الذي جئت للسكنى فيه.. كان يضم العديد من العائلات السعودية وبالذات من اهل ينبع ورابغ والمئات من العوائل اليمنية وانضم اليهم عائلات مصرية واصبح هذا الحي العتيق يضم خليطا من الجنسيات كلهم يعرفون بعضهم البعض بالاسماء وهم يتزاورون في الاعياد ويواسون بعضهم البعض في المآتم وترى شباب الحي يقومون بواجب الضيافة لاي غريب يدخل هذا الحي وهناك محلات شهيرة في وسط حي العمارية واهمها محلات الفول الشهيرة والتي تستقطب المئات من الاحياء الاخرى لشراء الفول من حي العمارية في حي العمارية ايضا نجحد باعة “اللقيمات الحضرمية” وهي انواع من المعجنات مشهورة لدى الاخوة الحضارم الذين يعيشون في هذا الحي العتيق.
** كتبت مرة ملاحظة لامين مدينة جدة وكان وقتها معالي الاستاذ عبدالله يحيى المعلمي في ان اشهر شوارع حي العمارية وهو شارع ابو عبيدة عامر الجراح يعاني من نقص في السفلتة والانارة وكانت استجابة معالي امين جدة (المعلمي) رائعة اذ نزل فعلاً الى شارع ابو عبيدة عامر الجراح بحي العمارية ومعه رئيس بلدية حي البلد التاريع له الحي وبعض المسؤولين وتأكد ان الملاحظة حقيقية وفي اليوم التالي فوجئ اهالي الحي بالدركتورات واجهزة الرصف والانارة تعمل على رصف الشارع وانارته وفرح الاهالي بهذا الانجاز وهنأوني عليه وحمدت الله على ذلك.
في هذا الحي الشهير تربى اولادي احمد وعمرو بعد ان التحقوا بمدارس الثغر النموذجية من الصف الاول الابتدائي وحتى نهاية المرحلة الثانوية وكان علي ان اوصلهم الى المدرسة في الصباح الباكر واعود بهم الى المنزل بعد الظهر واحمد الله انهم حققوا تفوقاً في دراستهم وانهوا دراستهم الجامعية احمد كمهندس متخصص في كهرباء الاتصالات وعمرو كصحفي يشق طريقه بنجاح.
في سنوات الغربة قابلت العديد من البشر الذين يحبونك او الذين يغارون من نجاحاتك او الذين يحسدونك على حب الناس لك.. ولكني تركت كل ذلك وراء ظهري وقررت ان اسير الى الامام فحققت نجاحات في عملي الصحفي بدأ من مشواري مع العزيزة البلاد مع اساتذتي رؤساء التحرير ومدراء التحرير من البداية استاذنا المرحوم الاستاذ عبدالمجيد شبكشي والاستاذ عبدالغني قستي “يرحمه الله” والصحفي الكبير هاشم عبده هاشم متعه الله بالصحة والدكتور عبدالعزيز النهاري والدكتور عبدالقادر طاش “يرحمه الله” والاستاذ غالب حمزة ابو الفرج “يرحمه الله” والاستاذ قينان الغامدي ثم الاستاذ علي محمد الحسون الجميع عملت معهم بقدر طاقتي ووضعت كل افكاري ومصادري الصحفية لخدمة هذه الصحيفة اعطتني تألقاً وبريقاً صحفياً لامعاً.. واصبحت اليوم ارى اساتذة يعلمون الطلاب في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة كانوا زملاء لنا في هذه الصحيفة في بداية حياتهم العملية ومنهم الدكتور غازي زين عوض الله والدكتور عثمان عبده هاشم والدكتور عبدالرشيد حافظ والدكتور ايمن محمد حبيب والدكتور عثمان بصفر كل هؤلاء الاساتذة عملوا وهم شباب (في البلاد الصحيفة).. الذكريات تتوالى وتتداعى.. ندعو الله العلي القدير ان يعطينا الصحة والعافية لنواصل مسيرتنا وبالله التوفيق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *