جــدة – واس
قال معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لمنتدى شركاء تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة الذي عقد أمس في إسطنبول بتركيا: إن التحالف كسب مصداقية كما يتضح من العدد المتزايد لمجموعة أصدقائه.
وأوضح أن ثمة تحديات تواجه هذا التحالف تتمثل في دعاة التعصب والكراهية وأن الحوادث الأخيرة مثل المذبحة النرويجية وحرق نسخ من المصحف الشريف، تقف شاهدة على هذه الحقيقة الصعبة.وأفاد أن قضايا الهوية الدينية والثقافية تبوأت مكانة بارزة في عالم السياسة، مشيراً إلى أن المجتمعات تواجه التحدي المتمثل في الحكم الرشيد والتنوع الثقافي حيث نواجه باستمرار معضلات الهوية وقضايا التنوع.
وقال إن العولمة تفرض علينا أن نعيش معاً،وأن الوئام بين أتباع الأديان، المتجذر في حلول متعددة الثقافات، من شأنه أن يدعم السلام والأمن والاستقرار، لافتاً النظر إلى أن منظمة التعاون الإسلامي تسعى إلى تطوير ثقافة التسامح والتعايش السلمي بين الحضارات والثقافات المتنوعة، مشدداً على ضرورة مكافحة القوالب النمطية والمفاهيم الخاطئة التي تعمق من أنماط العداء وعدم الثقة داخل المجتمعات وفيما بينها.
وأكد أن الاعتماد التاريخي للقرار 16/18 بشأن \"مكافحة التعصب والتحريض على العنف والعنف القائم على أساس الدين أو المعتقد\" في الدورة السادسة عشرة لمجلس حقوق الإنسان في جنيف وكذلك في الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة والدورة التاسعة عشرة لمجلس حقوق الإنسان التي عقدت في مارس الماضي، يوفر أساساً جيداً لاتخاذ إجراءات متضافرة من جانب الدول على الصعيدين الوطني والدولي. كما علق كذلك على نطاق ومبادئ منظمة التعاون الإسلامي في استراتيجية تحالف الحضارات، والأهداف والأولويات، والطريق إلى الأمام.
وشدد على أهمية تنفيذ التقرير رفيع المستوى حول تحالف الحضارات الذي يهدف إلى بناء الجسور بين المجتمعات وتعزيز الحوار والتفاهم وتشكيل الإرادة السياسية الجماعية لمعالجة الاختلالات في العالم.
أما فيما يتعلق بإطار العمل فقد أثار معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الحاجة إلى التركيز على نهج إيجابي مشدداً على اتخاذ إجراءات ملموسة تهدف إلى التغلب على أوجه القصور الحالية.
وأفاد معاليه أن منظمة التعاون الإسلامي تشجع الدول الأعضاء على إعداد خطط وطنية تتعلق بقضية تحالف الحضارات وتنفيذها، معلناً أن 33 دولة عضو في المنظمة هي الآن جزء من مجموعة أصدقاء تحالف الحضارات.
وأكد في ختام كلمته اهتمام منظمة التعاون الإسلامي المستمر لمواصلة تعزيز تعاونها مع تحالف الحضارات ومساعيها لتعزيز الحوار بين الثقافات والتفاعل وفقاً لمبادرتها الرامية إلى تحقيق مصالحة تاريخية بين أتباع الإسلام وأتباع المسيحية، التي ستشكل قفزة كبيرة إلى الأمام.