أبها- مرعي عسيري
افتتح الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير، ملتقى العمران السياحي في المناطق الجبلية، بمسرح أمانة منطقة عسير في مدينة أبها، بحضور الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والأمير منصور بن مقرن نائب أمير المنطقة رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة.
وفي كلمته أكد سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أن المواطن هو الخاسر الأول من تدمير النسيج العمراني وتشوه البيئة الطبيعية في المناطق الجبلية ، مشددا على أهمية العمل المشترك من مواطنين وأجهزة حكومية ومطورين لمواجهة التدمير الذي يتواصل في المناطق الجبلية، مشيرا إلى أن ذلك التدمير سيكون خسارة فادحة للمواطنين في مواقعهم قبل الدولة وخسارة اقتصادية فادحة للسياحة الوطنية كونها أحد أهم المكونات الاقتصادية لمستقبل اقتصادنا وفرص العمل الناتجة عنه.
ولفت إلى أنه لا مجال للفصل بين عمران المكان والاقتصاد أو السياحة المحترمة، والسائح المتكرر هو أهم عنصر في الاقتصاد السياحي، وتكرار التجربة، ورفع مستوى النوعية الاقتصادية للسياح لا يحدث إلا أن تكون تجربتهم الأولى ناجحة وممتعة وفيها ارتباط بالمكان وطبيعته غير المشوهة وأهله وتراثه.
وتابع الامير سلطان في كلمته: “لحظة تاريخية أقفها اليوم وأنا أرى قيادة الأمير فيصل بن خالد ومن قبله الأمير خالد الفيصل والأمانة والبلديات يجتمعون ويعملون لإحداث النقلة المؤملة في المحافظة على مناطقنا الجبلية، وإلا يستمر انحسارها مقابل التوسع العمراني والتشويه البصري”.
* محطات رئيسية
وأشار إلى أنه يستذكر محطات رئيسة في مسيرة العمل على المحافظة على المناطق الجبلية وإيقاف تشويهها بالمباني العمرانية، قائلا: “إن الزيارة الأولى مع وفد طلبة من معهد العاصمة النموذجي لأبها بدعوة من الامير خالد الفيصل عام 1393هـ وذهبنا مع سموه في رحلات للأودية والمطلات والقرى التراثية في الجبال والأودية، ولذا فإن ذاكرتي مفعمة ومتشبعة بعسير التي يسمع عنها الناس ويتخيلونها،
وبالتالي فإن أي موضوع يتعلق بعسير والتعدي على بيئتها بحجة التوسع العمراني لم يعد مقبولا أمام المواطن الذي يعتبر عسير هي وطنه مثلها مثل جبال الطائف والباحة وتبوك وجميع جبال ومناطق المملكة هي ملك له، وستكون جريمة في حق أبنائنا عندما يكبرون ويسمعون عن جمال الجبال في مناطق بلادهم، إلا أن هذه الجبال تكون قد تغطت بالعمران وامتهنت بيئتها الطبيعية وهذا لن يحدث بإذن الله”.
مضيفا: “أما المحطة الثانية فكانت في عام 1408هـ عندما تحدثت مع الشيخ إبراهيم العنقري وزير الشئون البلدية آنذاك، وتحدثت عن العمارة في المناطق الجبلية والتشويه العمراني بشكل عام والمدارس العمرانية التي اختلطت مع العمارة التراثية السعودية وهي عمارة عالمية بتنوعها، فقلت له أننا أصبحنا نحتقر هذه العمارة ونلجأ إلى مدارس مشوهة،
فقال لي بأن هناك ملتقى للعمارة في عسير وطلب مني أن أقدم ورقة في الملتقى عن الموضوع، وقدمت الورقة بالفعل ولمست وقتها عدم حماس رؤساء البلديات والمسئولين لهذا الموضوع لذلك الرحلة لم تكن قصيرة، بل كانت طويلة ومرهقة في الاقناع.
وأضاف سموه: الآن أصبحنا متفائلين وفخورين بما نراه اليوم من اهتمام ووعي وما هذا الملتقى إلى أحد الجهود المهمة في هذا المجال”، منوها سموه بالدعم الكبير من سمو أمير المنطقة لمشاريع السياحة والتراث بشكل عام ومنها مشاريع معالجة التشوه البصري في المناطق الجبلية.
وأكد سموه أن الهيئة عملت مع شركائها وأهمهم إمارة المنطقة والبلديات لمواجهة التوسع العمراني على حساب اقتصاد السياحة وبيئة المناطق الجبلية، مشيدا بجهود أمين منطقة عسير في هذا المجال.