ملامح صبح

أكثر من رؤية عن نص(همهمات المدينة)

همهمات المدينة
شعر- ابراهيم السمحان

الوقت ليل ومن بعيد اسمع اصوات
نبح الكلاب وهمهمات المدينة
والناس نومى واشهب الحزن ما بات
يحوم حول اسوار نفس سجينة
يهزها لا خيم الليل باسكات
ويلهث ورا سرح الهموم الدفينة
يزحف ظلال نجوم حلمي ويقتات
عشبي , ويفرش درب قلبي بطينه
على الرخام يكسر الشوق عبرات
ويذبح بها طير السهر من وتينه
محتاج لانسان يسافر مع الذات
فوق الدفاتر ينثر اهداب عينه
يزرع بوجداني من العشق غابات
ويشيّد بقلبي مداين حنينه
ابكي على صدره وابثه حكايات
طفل توقف ما مشت به سنينه
من قبل ما تذبل بالاحساس وردات
ياوين من تهتف له الروح وينه

مذهب رومانسي
رؤية – سعود الصاعدي
نص يجمع بين تدفّق الطبع وصنعة الشعر.. لا تشعر فيه بتكلّف الصور على حساب الشعور و لا بعفوية الشعور و سذاجته على حساب الاشتغال اللغوي في النص . من مطلعه يحفّز على القراءة ، حيث ينطلق من فضاء زمني له علاقة حميمة بالبوح الشعري ، يلتقط صورة واقعية لكنها أعمق من الخيال ، صورة ملتقطة بإحساس فنّي عال جدا يرفده حنين و سفر في الذات ، أو بحث عن رفيق يسافر في الذات و هو ما عمّق النص شعرا و شعورا . مفردات النص تنتمي للمذهب الرومانسي و حضور السفر كحالة شعورية وجدانية يعمّق هذا الإحساس . النص مكتوب باقتدار لغوي و تجربة ثرية.
نص ابداعي
رؤية – سعد الجحدلي
نص جميل جدا ومتميز ومؤثر ويحمل دلالات واشارات عميقة وتوظيف جميل جدا للفعل والجمل الشعرية وترابط مذهل بين المفردات ودلالاتها وهو نص ابداعي ينم عن وعي كبير واسلوب مميز واختيار محكم للالفاظ التي جعلت من النص لوحة فنية لفظية مؤثرة نص متكامل ومنسق تنسيقا رائعا وجميلا وقد زاوج شاعره بين الفعل وردة الفعل والانفعال الذي تضمنته الابيات بطريقة غير مباشرة تشعر بها في ثنايا النص ثم ختم نصه بسؤال ضمنه كل انواع القلق والحيرة التي تخيم على الشاعر وهو يسأل (وينه) وهو سؤال كبير جدا بحجم الأسى الذي يتضمنه النص وتشير إليه الافعال المتسلسلة حتى اختتم هذه الافعال في البيت قبل الأخير بالفعل (ابكي),هذا نص جميل وفق شاعره بكتابته بطريقة احترافية بدأه بجملة اسمية ثم بجمل فعلية ثم ختمه باستفسار وسؤال والخاتمة كانت مدهشة بالفعل.
حيرة وسيرة
رؤية – محمد علي عسيري
الصوت الداخلي للنص يمثل (الواقع / الحاضر)، ويظهر ذلك في الأفعال الواردة فيه، وهو بوح تبدو فيه الخلوة مع الذات أبرز المشاهد السينمائية شعرًا ، حتى يصل إلى (محتاج …) والتي تصور حالة ( التوقف) في (طفل توقف ما مشت به سنينه)، وكأن هذا المشهد جاء بعد ركض طويل ليرسم شكل (الأمنية المتوارية) في خاتمة على شكل نداء (يا وين). في النص (حيرة وسيرة ، ووصف وعصف، وصور مثل (طير السهر ،يزحف ظلال،يكسر الشوق، ينثر اهداب)، والصوت في النص يعلو حتى يصل إلى من تهتف له الروح وينه !.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *