جدة – إبراهيم المدني
أكد عدد من الأكاديميين ورجال الأعمال أن جولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في دول شرق آسيا سوف تحقق النتائج المرجوة منها بمشيئة الله في القريب العاجل. وقالوا في حديث لـ “البلاد” إن اختيار الملك سلمان لهذا التوقيت لانطلاق جولته يؤكد بعد نظره وحرصه على تحقيق التوازن المطلوب للاقتصاد الوطني.هذا فضلا عن أهداف سياسية واجتماعية واقتصادية يضعها نصب عينيه لتحقيق المزيد من الرخاء والاستقرار لأمته ولشعوب المنطقة. وفي البدء قال الدكتور سالم باعجاجة أستاذ الاقتصاد بجامعة الطائف:
تأتي جولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله في دول شرق اسيا لتحقيق عدة اهداف طموحة وهي تتواكب مع توجهات المملكة وتعزيز خطتها المستقبلية 2030 ,ولا شك ان الثقل السياسي والاقتصادي وقد شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين، ولها أيضاً ثقل اقتصادي مهم، وثقل سياسي أهم بسبب حكمة قائدها (ملك الحزم والعزم) ونجاحاته المتتالية في التعاطي مع كافة القضايا الإقليمية والدولية، ومواجهة التحديات المحدقة بكل حزم وثقة.
واضاف لاشك ان جولة خادم الحرمين الشريفين إلى دول شرق آسيا، التي استطاعت أن تلفت الأنظار إليها بما حققته من تطور هائل في مجالات العلم والاقتصاد، ومنها على سبيل المثال مملكة ماليزيا الاتحادية، فقبل عشرات السنين كان الماليزيون يعيشون في الغابات ويعملون في الزراعة وصيد الأسماك، ويعانون من الصراعـات الطائفيـة بين أتباع 18 ديانة ومذهبا. وكان متوسط دخل الفرد أقـل من 1000 دولار سنوياً. ونحن نعرف جهود الدكتور مهاتير محمد عقب توليه مقاليد الحكم عـام 1981 أن يجعل ماليزيا دولة يشار إليها بالبنان، فخصص أكبر قسم في ميزانية الدولة لتدريب وتأهيل الحرفيين والمدارس ومحو الأمية وتعليم الإنجليزية والبحوث العلمية. وأرسل عشرات الآلاف من الطلاب في بعثات خارجية للدراسة في أفضل الجامعات الأجنبية. وزادت المخصصات المالية للتعليم لتصل إلى 24% من إجمالي النفقات الحكومية.
وفي قطاع الصناعة والاقتصاد وخلال سنوات قليلة وبالتحديد عام (1996)، حققت ماليزيا طفرة تجاوزت 46% عن العام السابق له، وذلك بفضل المنظومة الشاملة والقفزة الهائلة في تصنيـع الأجهزة الكهربائية، والحاسبات الإلكترونية، مما ساهم في تشغيل ملاييـن العاطليـن بالمصانـع بعد تأهيلهـم.
وفي قطـاع الاستثمـار، فتح الباب على مصراعيه بضوابط شفافة أمام الاستثمارات المحلية والأجنبية وفق قواعـد منضبطـة وناجحة.
وهذه ماليزيا اليوم في مصاف الدول المتقدمة اقتصادياً وثقافياً وسياسياً، محافظة على طابعها الإسلامي الفريد، وأصبحت الجنسية الماليزية ضمن أفضل 10 جنسيات عالمياً.
توطين التقنية
وفي ذات الاطار اعرب الدكتور مهندس حسين بن سعيد آل مشيط رئيس لجنة المهندسين بالغرفة التجارية الصناعية بجدة ورجل الاعمال المعروف عن تفاؤله بالجولة الملكية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله لدول شرق اسيا, وقال انطلقت الجولة على بركة الله وتابعنا ثمارها في الايام الاولى حيث حظى ملكينا المفدى باستقبال رسمي وشعبي كبير في ماليزيا ووقع حفظه الله على مذكرات تفاهم مشتركة مع الحكومة الماليزية في مجالات توطين التقنية وتعزيز الصادرات والواردات بما يسهم في تقوية الاستثمار بين البلدين الصديقين واضاف الدكتور حسين آل مشيط قائلا لا شك ان مجلس الاعمال السعودي الماليزي ساهم في تقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين والارقام التي اعلن عنها المجلس تدل على نجاحه وسيره في الاتجاه الصحيح نحو تنمية الاستثمار بين رجال الاعمال السعوديين واخوانهم في ماليزيا وتمنى الدكتور آل مشيط ان تحقق جولة الملك المفدى الاهداف المرجوة منها بإذن الله تعالى.
شراكة وتحالف
من جانبه اكد رجل الاعمال المعروف الاستاذ محمد بن صالح الجعيد ان جولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والوفد المرافق له في دول شرق اسيا ستحقق بمشيئة الله النتائج المرجوة لها فهذه الدول تتطلع لتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية مع المملكة العربية السعودية وذلك لما تمثله المملكة من ثقل في العالم اضافة لحرص القيادة السعودية على تنويع مصادر الدخل وجذب المستثمرين للمملكة وتقديم كافة التسهيلات الممكنة. واضاف الاستاذ الاستاذ محمد الجعيد يقول: هذه الخطوات الاولى للبدء في مرحلة جديدة للاقتصاد الوطني المعزز بالشركة مع الاستثمارات الشرق اسوية بعد النجاحات الكبيرة لهذه الدول في تحقيق التنمية المستدامة لشعوبها في ظل الظروف العالمية.
استثمار للاجيال
وفي السياق ذاته لفت الاستاذ عبدالله بن سعد الاحمري رئيس لجنة التثمين العقاري بغرفة جدة التجارية الصناعية وعضو مجلس ادارتها, ان جولة خادم الحرمين الشريفين في خمس دول اسيوية بدأها بماليزيا تهدف الى تعزيز الشراكة مع هذه الدول في عدة مجالات اقتصادية والاستفادة من خبراتها في مجالات التنمية والطاقة وجذب استثمارات جديدة للسوق السعودية, واضاف الاحمري كل جولات ملك الحزم والعزم بحمد الله ناجحة وموفقة وهي ترسي قواعد جيدة لبناء مستقبل واعد لاجيال الوطن واشار الاستاذ عبدالله الاحمدي الى ضرورة تفاعل المواطن مع خطط الدولة والاستفادة من الفرص التي اتاحتها الدولة لابنائها في شتى المجالات.
تنامي الاستثمارات
من جهته تفاءل المحامي والمستشار القانوني الاستاذ ياسر بن طلال عشماوي بالجولة الاسيوية التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين لدول شرق اسيا. وقال الجولة الملكية تسعى لتحقيق اهداف بعيدة المدى وستلقى بظلالها على الجوانب الاقتصادية والسياحية والعلمية وفي مجالات الاستفادة من الطاقة بشكل عام واضاف عشماوي : الملك سلمان بن عبدالعزيز يدرك اهمية هذه الدول ويضع نصب عينية مصلحة وطنه وابنائه وامته ويسعى لتقوية الاقتصاد الوطني وتعزيز الاقتصاد في الشرق الأوسط بشكل عام.